علينـا أيـا ذُلَّ العــذابِ ألا انْـتَــهِ
و سِحرُ سوادِ اللّيلِ قد سلبَ الكرى
مـن مُقلـتي حتـّى أنِســتُ لسـحـرِهِ
أمسـيــتُ أرمُقـهُ بنـظـرةِ حـائــرٍ
و أجـولُ في طرفـي لأعلـمَ مابه
حارت عليّ خبايا خِلْتُ وُلُوجَها
في ذلك المسكِ الغريبِ المُمَوَّهِ
و ألِفْتُ في صمتِ الطّبيعةِ وِدَّهُ
كَنـاسـك قـد أغـرَقَ فـي صـمتِه
خافت عليه النّفسُ شكوى مُصابِها
و كأنّها نَـوَت أن تخـضـعَ لخشـوعـه
و إذا السّعادةُ كانت في نهارِ العمر
فكن أنت يا ليلُ كَ مأوىً لحزنِـه
و لا يكون الزّهرُ عبقا" خالدا"
إلّا بعـطـرٍ مـن بقـايـا مسـكِـهِ
فكذلك الحبُّ ك ليلٍ و نهار
السّـعدُ للحزنِ بحالٍ مُشـابِهِ
فرحٌ لكَ، و كَربٌ عليك و هكذا
إذ لا يموتُ الحبُّ بموتِ صحبِ
- عبيدة دعبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق