الهواجس تنمو وتترعرع في داخلي كنبت شيطاني لا أجد منه فكاكا وصفوا لي الصبر لم أجده غير دواءا مرا علقما ولا أملك غيره ، ومن ثنايا المحنة ، يبزغ سنا خيط من أمل ، أتشبث به كغريق استيقظ علي قشة تطفو بجواره ، وتتقاذفه الأمواج العاتية في بحر لجي مترام الأطراف ،حتي ألقت بي علي شاطئ مهجور ، الفوضى فيه سيدة الموقف ، والغلبة فيه للضواري من طيور وحيوانات وأحيانا زواحف عملاقة ، فكيف لي العيش وسطها ، عالم غريب ، كالقصص التي كنا نسمعها من كتاب كليلة ودمنة ، الغلبة فيه للقوي
وحاشيته ، والعجيب بل والغريب أن جميعهم يتحدث ولكن أمام زعيمهم المسخ يلتزمون الصمت وهو الوحيد الذي يتحدث في كل شيء وأي شيء ولا يسمح مطلقا لأي بهيمة أن تنبس ببنت شفة ،كان علي أن أتخفي خلف الأشجار تارة وبين الصخور العملاقة تارة أخري ،لا أدري لماذا تذكرت قصص مشابهة لوضعي ،وتحضرني في تلك اللحظات قصة فيلم توم هانكس الذي سقطت طائرته بالقرب من احدي الجزر النائية في البحر الكاريبي ، وبعد صراع مرير مع الطبيعة التي كانت متقلبة دائما استطاع أن يوظف الإمكانات المتاحة لخدمته ، وتستمر أحداث الفيلم في التصاعد إلي أن يتمكن من صنع طوف ليعبر به البحر ولكنه وجد نفسه محاط باليم من كل اتجاه ولا يدري كم يوما مر عليه حتي غلبه النعاس فاستسلم للنوم وما أن استيقظ حتي وجد نفسه علي أحدي السفن العملاقة التي انتشلته من الماء ، مر هذا الشريط أمام أعيني مرات ومرات وأنا أتلهف في شوق إلي تلك السفينة التي يبدو أن اليم قد عبث بها وتأخر وصولها ، كل يوم يمر علي وأنا أزداد يقينا أن يوما ما ستصل تلك السفينة وستتغلب علي كل العوائق التي تعرقل مسيرها ، لدي إيمان راسخ في ذلك ، فعدت أدراجي وتشبثت مجددا بالفضيلة الوحيدة التي لا أملك غيرها وهي الصبر .
ـــــــــــــــــــــ
محمود مسعود
وحاشيته ، والعجيب بل والغريب أن جميعهم يتحدث ولكن أمام زعيمهم المسخ يلتزمون الصمت وهو الوحيد الذي يتحدث في كل شيء وأي شيء ولا يسمح مطلقا لأي بهيمة أن تنبس ببنت شفة ،كان علي أن أتخفي خلف الأشجار تارة وبين الصخور العملاقة تارة أخري ،لا أدري لماذا تذكرت قصص مشابهة لوضعي ،وتحضرني في تلك اللحظات قصة فيلم توم هانكس الذي سقطت طائرته بالقرب من احدي الجزر النائية في البحر الكاريبي ، وبعد صراع مرير مع الطبيعة التي كانت متقلبة دائما استطاع أن يوظف الإمكانات المتاحة لخدمته ، وتستمر أحداث الفيلم في التصاعد إلي أن يتمكن من صنع طوف ليعبر به البحر ولكنه وجد نفسه محاط باليم من كل اتجاه ولا يدري كم يوما مر عليه حتي غلبه النعاس فاستسلم للنوم وما أن استيقظ حتي وجد نفسه علي أحدي السفن العملاقة التي انتشلته من الماء ، مر هذا الشريط أمام أعيني مرات ومرات وأنا أتلهف في شوق إلي تلك السفينة التي يبدو أن اليم قد عبث بها وتأخر وصولها ، كل يوم يمر علي وأنا أزداد يقينا أن يوما ما ستصل تلك السفينة وستتغلب علي كل العوائق التي تعرقل مسيرها ، لدي إيمان راسخ في ذلك ، فعدت أدراجي وتشبثت مجددا بالفضيلة الوحيدة التي لا أملك غيرها وهي الصبر .
ـــــــــــــــــــــ
محمود مسعود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق