وإني كسبت الكثير من العلم والمعرفة والثقافة ثم اكتشفت بعد ذلك أنني أسعى للجلوس وراء مكتب مُكدس بالأوراق والتواقيع وأنني موظفة بسيطة تسعى وراء راتب شهري يحميها من الفقر والعوز.
ثم ظننت أن السعادة تكمن في الزواج وبناء منزل جميل أستريح به من يوم طويل هو للاسترخاء والقيلولة والاستجمام والضحك واللعب مع زوج يحبني ويسمعني عندما أريد أن أتكلم،
ولكنه في كل الوقت هو مصغي لسماع صوت المذياع والتلقاز والنظر في فساتين ومغريات الفنانات والمذيعات.
ثم اكتشفت أنه وكر للتنظيف والأعمال الشاقة التي لاتنتهي من غسيل وكي وترتيب ومسح الغبار كل يوم كأنك تمسح يوما ثقيل من حياتي.
ثم عدتوا من جديد للظن بأن الأولاد هم السعادة وجنة الحياة على الأرض فاكتشفت أن الأولاد يصرخون ويبكون منذ الولادة لفرض حكم الأمر الواحد في تنفيد وتلبية طلاباتهم بالعقاب لك لأنك أتيت بهم إلى هذه الحياة المللة من وجهة نظرهم ، وهم لا ذنب لهم في هذا الأمر كانت خطيئة نحن من ندفع ثمنها
ومن ثم يرحلون وهم يودعوننا ويصرخون بالحياة المملة التي عاشوها بكنف أشياء سخيفة قدمت لهم من قبلنا.
ثم عدت للبداية لإبحث عن السعادة في ترتيب الأمور والأوليُات من جديد قد تكون موجودة في مكان ما... أما بين الأشياء القديمة من أصحاب واقرباء قدامة و صور وذكريات وأحلام.
وعندها أدركت أن الحياة تقدم لنا هذه الأشياء للاستمرار فيها والبحث في المجهول لنبقى فقط على قيد الحياة.
وهنا عدت للبداية أن لا أبحث في الماضي لن نجد ما فقدناه.
ليلى صياح الحسين
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق