فتحت خزانة الصندوق، تود اخراج الملابس السميكة. الشتاء جاء مبكرا، والبرد القارس اقتحم النوافذ والأبواب، بلذع ببرودته العظام الناحلة، أخرجت بلوزة زوجها وبنطلون من القطن السميك، ومعطفها الفرو ،وانحنت لتمسك الجوارب الشتوية في قعر الصندوق ، وظَّبت الملابس على ذراعها وأغلقت الصندوق، استرعى نظرها معطف قطني أبيض يسوّر ياقته شريط أحمر، تتدلَّى منه شراشيب مطعمة ببعض الخرز الملوَّنة، حملته بين كفيها وهي تتأمله.
سرعان ماترقرقت الدموع في عينيها، تركت الملابس قرب الصندوق وسارت متجهة صوب الأريكة، تجلس ببطئ ، تنظر نحو المعطف الصغير، وهيَّ تقلّبه بأصابعها. دسَّت طرف كفها بداخل جيوب المعطف، اصطدمت أصابعها بشيء ما، أخرجته، كان مشبك شعر ذو لون ذهبي، وحبَّة حلوى مغلَّفة بالسلوفان. انحدرت دموعها سريعاً فوق وجنتيها.
شهقت، محاولةً كتم صرخة، كادت أن تنطلق من جوفها، لاح لها ظل يقف قربها رفعت رأسها.
_ماما هذا معطفي،أتركيه
فتحت عينيها على اتساعهما وأسرعت بمسح الدموع بكمها ،
_ماما هذه الحلوى لي.. لم أستمتع بتذوقها ،
_إنها لكِ يا حبيبة ماما ..تعالي في حضني .
_لا ياماما ..لا استطيع ..لا أستطيع.
_لمَ يابنيتي ..تعالي ياروح ماما ؟!
انتبهت على كف ثقيلة تعرفها جيداً، تضغط أعلى كتفها، وتهزَّها بتؤدة :
_معَ مَنْ تتحدّثين ؟!
.
عادل المعموري
سرعان ماترقرقت الدموع في عينيها، تركت الملابس قرب الصندوق وسارت متجهة صوب الأريكة، تجلس ببطئ ، تنظر نحو المعطف الصغير، وهيَّ تقلّبه بأصابعها. دسَّت طرف كفها بداخل جيوب المعطف، اصطدمت أصابعها بشيء ما، أخرجته، كان مشبك شعر ذو لون ذهبي، وحبَّة حلوى مغلَّفة بالسلوفان. انحدرت دموعها سريعاً فوق وجنتيها.
شهقت، محاولةً كتم صرخة، كادت أن تنطلق من جوفها، لاح لها ظل يقف قربها رفعت رأسها.
_ماما هذا معطفي،أتركيه
فتحت عينيها على اتساعهما وأسرعت بمسح الدموع بكمها ،
_ماما هذه الحلوى لي.. لم أستمتع بتذوقها ،
_إنها لكِ يا حبيبة ماما ..تعالي في حضني .
_لا ياماما ..لا استطيع ..لا أستطيع.
_لمَ يابنيتي ..تعالي ياروح ماما ؟!
انتبهت على كف ثقيلة تعرفها جيداً، تضغط أعلى كتفها، وتهزَّها بتؤدة :
_معَ مَنْ تتحدّثين ؟!
.
عادل المعموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق