الكلمة سلاحها الذى تغمده فى خاصرة سارق أرضها تجسد أحلام وطن غ اءب ولكنه حلما واقع يرتجى عودته إلى بقية الجسد العربى من جيل إلى جيل تمضى شعلة نور الشعر حتى غدت عناوين لهوية شعر الانتفاضة غزة واريحة القدس حقا حتما سيعود وان طال السفر .. حوارنا عبر صفحات صحيفة " العربي اليوم " مع الشاعرة منال دراغمة :
البدايات والذاكرة الفردية المتعلقة بالتواريخ ولاسماء والأماكن هل يمكن أن نسترجع احاسيك يوم كتبتى الشعر ام كانت امورا ذاتية؟
تعلمت انسنة الأشياء الساكنة والمتحركة منذ اول مرة امتطيت بها جناح غيمة وهمست بأذن الريح وبنيت بيتي الصغير تحت ابط شجرة ،لم اتجاوز الثانية عشر عاما من عمري عندما كتبت اول قصيدة ولفتت انتباه عائلتي ومعلماتي والمحيط.
اصطبغت طفولتي بالوان حقول القمح في سهول طوباس الريفية حيث نشات في بلادي فلسطين بين اللون الأخضر في الربيع والأصفر في مواسم الحصاد وبين هذا وذاك ترنحت لغتي الطفولية حيث كنت اطارد الطبيعة بمكنوناتها ..اكتشفها بأصابع دهشتي الصغيرة في حينه عانقت التأمل وتبعت خطوات الطبيعة ليلا نهارا غير مكترثة بأنياب الإحتلال التي غرست في ملامح الطفولة بشكل عام انذاك.
يقال أن حضور درويش وسميح القاسم جعل الأصوات الشعرية الأخرى منكفة فى الظل؟
عندما نتحدث عن درويش اعود بذاكرتي الى حقبة الموت الذي كان صديقي في الأنتفاضة الاولى كنت طفلة لم اتجاوز الثامنة من عمري وسمعت سجل انا عربي من محمود دوريش على التلفاز تأملت حركات يديه وعينيه وقدرته على بث الشجن والثورة والحزن معا.. فبدأت بملاحقة ظله وكلما كبرت قرات له اكثر واكثر..نحن نتحدث هنا عن اجيال بأكملها تشربت نبض درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغسان كنفاني وغيرهم من عمالقة الأدب الفلسطيني والثورة ولكن اظن ان نظرية تظليل ادباء العصر بسبب هالة درويش والقاسم لن تبقى مستمرة الأن في ظل الحداثة وقصيدة النثر وهذا التطور الهائل الذي تقوده التكنولوجيا والنشر الإلكتروني اتوقع هناك اسطورة اخرى قادمة وثالثة وعاشرة..
الأدب الفلسطينى لونا وصوتا وأحد فما هى الأشياء التى وشمت ذاكراتك ومن ثم تحولت فى قصائدك إلى صور ورموز واقنعة؟وحديثنا عن عملك الاول الذي صدر حديثنا "محطات لاذعة"
ارتبط الأدب الفلسطيني بالأرض والثورة و الشهيد والمخيم والتشرد والقدس وحيفا وغزة وغيرها من رموز واماكن لا تبرز بصور الأدب العربي عامة ولكنها صميم الادب الفلسطيني بين شقيه الشعر والنثر..غالبا تبدأ ملامح المأساة لتشق وجه الحضور وتفرض نفسها ...القضية الفلسطينة أثرت بي كثيرا وكونت طفرة احساسي بحواء وتفاصيلها كعاشقة ثائرة متمردة وام قوية وقائدة
هذه انا بعمق التفاصيل اكتبني واكتبها واكتبه..احاور بصيغة الموت والحياة تفاصيل الحدث ارتشف الف حكاية من ثغر نصٍ واحد ,,امضغ من بضعة حروف ليلكية وشاح الدهشة..وهنا اجيبك على الجزء الثاني من السؤال حول منجزي الادبي الأول ديوان نثر"محطات لاذعة" الذي صدرحديثا في جمهورية مصر مع مؤسسة نجيب محفوظ للنشر والتوزيع وسيوزع قريبا بأذن الله.
محطات لاذعة هي التفسير السحري لكل ما ذكرته سابقا حيث يحمل كل نص عنوانا ويمثل كل عنوان محطة بين 30 نص تحمل ملامحا للحب والعشق وتذرف الحنين والحزن وتومض الأرض والام وتبرز الأنثى الثائرة على ظلم العادات و المتمردة على افك التقاليد ، واقول هنا قصيدة النثر من اصعب انواع الأدب المعاصر ومن يتقنها من حيث التفرد بالجمل الشعرية والتكثيف وقوام الدهشة سيكتب رواية مغلفة بالإحساس تُخلّد فيما بعد..
الشعر الآن يبدو وكأنه يعيد كتابة التاريخ عبر استدعاء شخصيات فى الشعر من زمان العرب القديم؟
تقمص شخصية الثائرين والمتمردين شعريا هل يعيد كرامة العرب ؟
نعم صدقت ربما يعود السبب لحاجتنا الماسة الى ظل البطل لكثرة ما سفكت الحروب بأحلامنا ودمائنا، اصبحنا غرباء حتى عن واقعنا ليس فقط في فلسطين وحدها بل الوطن العربي برمته من شامه الى عراقه ويمنه بدءا بالثورات الدامسة التي سبقت كل هذا في مصر وليبيا وتونس..
نحن نبحث عن ملامح ثائر غير موجود حاليا ذكرته ووصفته الملاحم التاريخية .حالة التشرذم والإنقسام وبحار الدم اصبحت تقنعنا في نظم الموت والمعاناة اكثر من بحور الشعر نفسها نلجأ لتقمص هويات وشخصيات الثائرين والشاهد الأكبر الان تلطخ الوطن العربي من محيطه الى خليجه بالعبثية الطائفية والفتنة نحن نجتمع على مائدة الغير كمبعدين في موطننا نبحث عن حلول لمشاكلنا ونتوج البطل الهارب من التاريخ في نظم قصائدنا.
الشعر منبعه حياة الشاعر اوبالاحرى وجدانه إلى أين يمضي الشعر وهل ضاقت عبارته؟
يتلون الشعر بلون العصر الذي ينشأ به، وبيئة الشاعر التي يعيش فيها هي البنية الخاصة التي تصقل الشعر وكافة انواع الادب..نعم قلتها واكررها الكاتب ابن بيئته تتحسس حروفه اماكن الفرح والحزن ومواطن الضعف والقوة في مجتمعه وهو الأقدرعلى حمل هموم وطنه وتشريح جثث البلاء وابراز العطب بنكهة حلول لكل ما يعتري جسد الوطن.ولا اظن الشاعر تضيق عباراته الا في حالة واحدة اذا اصبح تبعا لملة او حزب او طرفا مناوئا لبيئته بدون وجه حق فقط لقناعات دخيلة اقتبسها بحكم اختلاطه ببيئة اخرى هنا تنضب موهبته برمتها .
تراجع دور المرأة وزاد حجابها الفكرى حتى غدت بضاعة للمزايدة فى حساب المنجز كشكل؟
سؤال جميل ويحاكي في داخلي رفضا للتباكي الذي تجود به حواء الكاتبة في نصوصها على رحيل الشريك وغدره وتبعثر وجودها الذي يرتبط ضمنيا بهذا الشريك..الكبرياء يقود فورة النص الذي اكتبه لكن لا اظن هناك تراجع لدور المرأة صاحبة النص القوي والمؤثر وربما تعج الساحة الأدبية حاليا بنوعين من النساء هناك كاتبات سيدات حرف وهناك جميلات كغلاف لقصيدة وحرفا مفرغا من المضمون والصور الشعرية والبقاء تحدده قدرة الكاتبة الحقيقية على اثبات نفسها وبذلك فقط يقل الحجاب الفكري تدريجا تباعا لتحرر المرأة من قيود بيئتها ومجتمعها .
كلمة اخيرة
احب انهي حواري الجميل معك بمقطع شعري من قصيدة "نساء لمرة واحدة فقط"
اصغيت ذات بلاء لسيدة..
تشبهني
حدثتني كيف وقعت اسيرة
في قفص عاداتهم
وكيف تشوهت حواس الإنتظار
في مخاضها الاخير
حين انجبت بطلا ..
صرعه الورد والبارود ..
وارتقت معه اخر ضحكاتها..
...........
وفي صحراء العشق الدامس
تعثرتْ اصابع دهشتي
بوجه عجوز جميلة..
صوتها ايقاعٌ لموتٍ لذيذٍ
استنفذت بهارات الشوق
بذرة ..بذرة
حتى استعارت من يد الليل
فلفلها الحار..
ونصبت مائدتها ليرتع منها
نزلاء العمر
ـــــــــــــــــــ
رانيا بخاري
البدايات والذاكرة الفردية المتعلقة بالتواريخ ولاسماء والأماكن هل يمكن أن نسترجع احاسيك يوم كتبتى الشعر ام كانت امورا ذاتية؟
تعلمت انسنة الأشياء الساكنة والمتحركة منذ اول مرة امتطيت بها جناح غيمة وهمست بأذن الريح وبنيت بيتي الصغير تحت ابط شجرة ،لم اتجاوز الثانية عشر عاما من عمري عندما كتبت اول قصيدة ولفتت انتباه عائلتي ومعلماتي والمحيط.
اصطبغت طفولتي بالوان حقول القمح في سهول طوباس الريفية حيث نشات في بلادي فلسطين بين اللون الأخضر في الربيع والأصفر في مواسم الحصاد وبين هذا وذاك ترنحت لغتي الطفولية حيث كنت اطارد الطبيعة بمكنوناتها ..اكتشفها بأصابع دهشتي الصغيرة في حينه عانقت التأمل وتبعت خطوات الطبيعة ليلا نهارا غير مكترثة بأنياب الإحتلال التي غرست في ملامح الطفولة بشكل عام انذاك.
يقال أن حضور درويش وسميح القاسم جعل الأصوات الشعرية الأخرى منكفة فى الظل؟
عندما نتحدث عن درويش اعود بذاكرتي الى حقبة الموت الذي كان صديقي في الأنتفاضة الاولى كنت طفلة لم اتجاوز الثامنة من عمري وسمعت سجل انا عربي من محمود دوريش على التلفاز تأملت حركات يديه وعينيه وقدرته على بث الشجن والثورة والحزن معا.. فبدأت بملاحقة ظله وكلما كبرت قرات له اكثر واكثر..نحن نتحدث هنا عن اجيال بأكملها تشربت نبض درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وغسان كنفاني وغيرهم من عمالقة الأدب الفلسطيني والثورة ولكن اظن ان نظرية تظليل ادباء العصر بسبب هالة درويش والقاسم لن تبقى مستمرة الأن في ظل الحداثة وقصيدة النثر وهذا التطور الهائل الذي تقوده التكنولوجيا والنشر الإلكتروني اتوقع هناك اسطورة اخرى قادمة وثالثة وعاشرة..
الأدب الفلسطينى لونا وصوتا وأحد فما هى الأشياء التى وشمت ذاكراتك ومن ثم تحولت فى قصائدك إلى صور ورموز واقنعة؟وحديثنا عن عملك الاول الذي صدر حديثنا "محطات لاذعة"
ارتبط الأدب الفلسطيني بالأرض والثورة و الشهيد والمخيم والتشرد والقدس وحيفا وغزة وغيرها من رموز واماكن لا تبرز بصور الأدب العربي عامة ولكنها صميم الادب الفلسطيني بين شقيه الشعر والنثر..غالبا تبدأ ملامح المأساة لتشق وجه الحضور وتفرض نفسها ...القضية الفلسطينة أثرت بي كثيرا وكونت طفرة احساسي بحواء وتفاصيلها كعاشقة ثائرة متمردة وام قوية وقائدة
هذه انا بعمق التفاصيل اكتبني واكتبها واكتبه..احاور بصيغة الموت والحياة تفاصيل الحدث ارتشف الف حكاية من ثغر نصٍ واحد ,,امضغ من بضعة حروف ليلكية وشاح الدهشة..وهنا اجيبك على الجزء الثاني من السؤال حول منجزي الادبي الأول ديوان نثر"محطات لاذعة" الذي صدرحديثا في جمهورية مصر مع مؤسسة نجيب محفوظ للنشر والتوزيع وسيوزع قريبا بأذن الله.
محطات لاذعة هي التفسير السحري لكل ما ذكرته سابقا حيث يحمل كل نص عنوانا ويمثل كل عنوان محطة بين 30 نص تحمل ملامحا للحب والعشق وتذرف الحنين والحزن وتومض الأرض والام وتبرز الأنثى الثائرة على ظلم العادات و المتمردة على افك التقاليد ، واقول هنا قصيدة النثر من اصعب انواع الأدب المعاصر ومن يتقنها من حيث التفرد بالجمل الشعرية والتكثيف وقوام الدهشة سيكتب رواية مغلفة بالإحساس تُخلّد فيما بعد..
الشعر الآن يبدو وكأنه يعيد كتابة التاريخ عبر استدعاء شخصيات فى الشعر من زمان العرب القديم؟
تقمص شخصية الثائرين والمتمردين شعريا هل يعيد كرامة العرب ؟
نعم صدقت ربما يعود السبب لحاجتنا الماسة الى ظل البطل لكثرة ما سفكت الحروب بأحلامنا ودمائنا، اصبحنا غرباء حتى عن واقعنا ليس فقط في فلسطين وحدها بل الوطن العربي برمته من شامه الى عراقه ويمنه بدءا بالثورات الدامسة التي سبقت كل هذا في مصر وليبيا وتونس..
نحن نبحث عن ملامح ثائر غير موجود حاليا ذكرته ووصفته الملاحم التاريخية .حالة التشرذم والإنقسام وبحار الدم اصبحت تقنعنا في نظم الموت والمعاناة اكثر من بحور الشعر نفسها نلجأ لتقمص هويات وشخصيات الثائرين والشاهد الأكبر الان تلطخ الوطن العربي من محيطه الى خليجه بالعبثية الطائفية والفتنة نحن نجتمع على مائدة الغير كمبعدين في موطننا نبحث عن حلول لمشاكلنا ونتوج البطل الهارب من التاريخ في نظم قصائدنا.
الشعر منبعه حياة الشاعر اوبالاحرى وجدانه إلى أين يمضي الشعر وهل ضاقت عبارته؟
يتلون الشعر بلون العصر الذي ينشأ به، وبيئة الشاعر التي يعيش فيها هي البنية الخاصة التي تصقل الشعر وكافة انواع الادب..نعم قلتها واكررها الكاتب ابن بيئته تتحسس حروفه اماكن الفرح والحزن ومواطن الضعف والقوة في مجتمعه وهو الأقدرعلى حمل هموم وطنه وتشريح جثث البلاء وابراز العطب بنكهة حلول لكل ما يعتري جسد الوطن.ولا اظن الشاعر تضيق عباراته الا في حالة واحدة اذا اصبح تبعا لملة او حزب او طرفا مناوئا لبيئته بدون وجه حق فقط لقناعات دخيلة اقتبسها بحكم اختلاطه ببيئة اخرى هنا تنضب موهبته برمتها .
تراجع دور المرأة وزاد حجابها الفكرى حتى غدت بضاعة للمزايدة فى حساب المنجز كشكل؟
سؤال جميل ويحاكي في داخلي رفضا للتباكي الذي تجود به حواء الكاتبة في نصوصها على رحيل الشريك وغدره وتبعثر وجودها الذي يرتبط ضمنيا بهذا الشريك..الكبرياء يقود فورة النص الذي اكتبه لكن لا اظن هناك تراجع لدور المرأة صاحبة النص القوي والمؤثر وربما تعج الساحة الأدبية حاليا بنوعين من النساء هناك كاتبات سيدات حرف وهناك جميلات كغلاف لقصيدة وحرفا مفرغا من المضمون والصور الشعرية والبقاء تحدده قدرة الكاتبة الحقيقية على اثبات نفسها وبذلك فقط يقل الحجاب الفكري تدريجا تباعا لتحرر المرأة من قيود بيئتها ومجتمعها .
كلمة اخيرة
احب انهي حواري الجميل معك بمقطع شعري من قصيدة "نساء لمرة واحدة فقط"
اصغيت ذات بلاء لسيدة..
تشبهني
حدثتني كيف وقعت اسيرة
في قفص عاداتهم
وكيف تشوهت حواس الإنتظار
في مخاضها الاخير
حين انجبت بطلا ..
صرعه الورد والبارود ..
وارتقت معه اخر ضحكاتها..
...........
وفي صحراء العشق الدامس
تعثرتْ اصابع دهشتي
بوجه عجوز جميلة..
صوتها ايقاعٌ لموتٍ لذيذٍ
استنفذت بهارات الشوق
بذرة ..بذرة
حتى استعارت من يد الليل
فلفلها الحار..
ونصبت مائدتها ليرتع منها
نزلاء العمر
ـــــــــــــــــــ
رانيا بخاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق