كان لي قلب في مثل براعم الثمار في آذار تتعانق الأكمام الفتية كأصابع الرضيع المخضلة وتغلق نفسها على سر الوجود ،الميلاد ،الإثمار، كان في مثل الساقية الصغيرة تخر خريرا عذبا شجيا إلى العشب ،إلى الغلات ، كان أوتارا طفولية نسجت منها شرايين ذلك القلب نسجتها أمي بمغزلها بيد مخضبة بالحناء وساق جرداء عجفاء إلا من الكدح والتعب، كان لي قلب لا يضخ الدم ولكن يضخ وجوه أصحابي ،بسماتهم ،مرحهم، شقاوتهم ، يضخ صور جباه الشيوخ المغضنة السمراء العالقة بها تربة السجود أثناء نوبة الساقية ، يضخ القهوة العتيقة التي تعدها أمي لنوية الساقية في إبريق بسيط ومسحوق قليل- للاقتصاد- ولكن لها شذا خاصا ومذاقا أعطر، كان قلبي يضخ ظفائر بنات القرية المدهونة بزيت الزتون والتثاؤب الذي ينم عن رغبة في الاستزادة من النوم ، والكلام
الصبباني المحتشم الذي يعبر عن الشوق عن الرغبة عن الحب الطفولي ، كان لي قلب وتينه عقرب ساعة يتحرك على ميناء الحنين ،الشغف تستثيره رائحة أشجار السرو، رائحة البعر، رائحة التربة المبتلة بالمطرأو بالندى ،كان قلبي مجرة شموسها ونجومها هم وهن بالتصريحات والتلميحات وبلغة العيون.
قلبي اليوم ورم لا يضخ إلا الدم المؤكسد دماء الإحباطات والهزائم والملل، دما روتينيا، نمطيا يملأ تجاويف قلب ورم وشاخ وتآكل صار كصندوق أمي الذي تحفظ فيه أشياء الزينة القديمة الخاصة بها لما زفت عروسا أين تلك الظفائر الممسوحة بزيت الزيتون وتلك التثاؤبات الصباينية والمرح الطفولي؟ في دنيا ظنناها نحن الصغار ملوكها لا نتعب لا نمرض لا نموت يومنا منذور للعبث للضحك للمسرة للشقاوة ، حتى عقارب الساعات كانت تعاندنا تعربد تجري تقهقه تحلف باليمين الكاذبة مثلنا تماما يتماهى فرحها مع فرحنا.
وحتى القهوة التي نشربها نحتسيها اليوم على عجل كأننا نحتسي قطرانا و حتى الوجوه التي نصادفها نهرب منها كأن بها البرص والجذام، نفر منها فرارنا من الأسد!
سقط القناع على القناع لا يصلح القلب الورم إلا لحب عابر ونزوة ظرفية لأن البراعم قتلها الصقيع صقيع الاقتصاد السياسة والساقية جفت بفعل الجفاف الروحي وذوات الظفائر المجدولة صرن جدات يبحثن عن راتب التقاعد وضرورات الحياة والوجوه الصباينية العابثة مات فيها آخيل الحالم الشجاع الفارس ، انتحر أبو زيد الهلالي لأن الزمن ليس زمنهما.
من حكم أمي التي حفظتها :الدنيا العوجة بوبزيز- حيوان منحط- ولى خوجة، تماما كما يقول متعلم هذا زمن الرداءة ، تهرب إلى هناك تجد الجرح في نفسك ، ورم القلب لا رفاهية الشمال ولا رقيه يرجع ذلك القلب برعما، عصفورا، وترا، جرعة نبيذ، وتبقى تكابد الغربة، ولكنها غربة أهون من غربة تعيشها بين ناسك وفي وطنك إنها أقسى غربة جهنمها تلفحك في كل حين وزقومها تأكله في كل إبان !هذا العصر اليهودي جعل من كان أسفل عال :الحب دعارة والأصالة رجعية، والخصوصية انغلاق والدنيا كلها فلوس ،المرأة سلعة والقلب جيب يقبض والوطن مستودع، والخريطة لعبة بازل ، والسياسة مآرب شخصية والثقافة شطارة في اعتلاء المناصب وووو
ولدنا بأحلام أبي زيد وها نحن نعود كأوديب ، ولدنا كأبطال الأساطير الشعبية وها نحن سننتهي كأبطال التراجيديا الإغريقية.
الوعي بقدر ما هو نعمة هو مأساة ألم يصدق ذلك المتنبي حين قال:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ماأتعسنا نولد صغارا فرحين مبتهجين لا مبالين وننتهي كبارا حزينين كالحي الوجوه منكسري النظرات لكأن الميلاد والموت من رحم واحدة كلاهما يصاحبهما البكاء!
يا ربِّ: إن لكل جرحٍ ساحلاً..
وأنا جراحاتي بغير سواحل..
كل المنافي لا تبدّد وحشتي
ما دام منفاي الكبير...بداخلي
الصبباني المحتشم الذي يعبر عن الشوق عن الرغبة عن الحب الطفولي ، كان لي قلب وتينه عقرب ساعة يتحرك على ميناء الحنين ،الشغف تستثيره رائحة أشجار السرو، رائحة البعر، رائحة التربة المبتلة بالمطرأو بالندى ،كان قلبي مجرة شموسها ونجومها هم وهن بالتصريحات والتلميحات وبلغة العيون.
قلبي اليوم ورم لا يضخ إلا الدم المؤكسد دماء الإحباطات والهزائم والملل، دما روتينيا، نمطيا يملأ تجاويف قلب ورم وشاخ وتآكل صار كصندوق أمي الذي تحفظ فيه أشياء الزينة القديمة الخاصة بها لما زفت عروسا أين تلك الظفائر الممسوحة بزيت الزيتون وتلك التثاؤبات الصباينية والمرح الطفولي؟ في دنيا ظنناها نحن الصغار ملوكها لا نتعب لا نمرض لا نموت يومنا منذور للعبث للضحك للمسرة للشقاوة ، حتى عقارب الساعات كانت تعاندنا تعربد تجري تقهقه تحلف باليمين الكاذبة مثلنا تماما يتماهى فرحها مع فرحنا.
وحتى القهوة التي نشربها نحتسيها اليوم على عجل كأننا نحتسي قطرانا و حتى الوجوه التي نصادفها نهرب منها كأن بها البرص والجذام، نفر منها فرارنا من الأسد!
سقط القناع على القناع لا يصلح القلب الورم إلا لحب عابر ونزوة ظرفية لأن البراعم قتلها الصقيع صقيع الاقتصاد السياسة والساقية جفت بفعل الجفاف الروحي وذوات الظفائر المجدولة صرن جدات يبحثن عن راتب التقاعد وضرورات الحياة والوجوه الصباينية العابثة مات فيها آخيل الحالم الشجاع الفارس ، انتحر أبو زيد الهلالي لأن الزمن ليس زمنهما.
من حكم أمي التي حفظتها :الدنيا العوجة بوبزيز- حيوان منحط- ولى خوجة، تماما كما يقول متعلم هذا زمن الرداءة ، تهرب إلى هناك تجد الجرح في نفسك ، ورم القلب لا رفاهية الشمال ولا رقيه يرجع ذلك القلب برعما، عصفورا، وترا، جرعة نبيذ، وتبقى تكابد الغربة، ولكنها غربة أهون من غربة تعيشها بين ناسك وفي وطنك إنها أقسى غربة جهنمها تلفحك في كل حين وزقومها تأكله في كل إبان !هذا العصر اليهودي جعل من كان أسفل عال :الحب دعارة والأصالة رجعية، والخصوصية انغلاق والدنيا كلها فلوس ،المرأة سلعة والقلب جيب يقبض والوطن مستودع، والخريطة لعبة بازل ، والسياسة مآرب شخصية والثقافة شطارة في اعتلاء المناصب وووو
ولدنا بأحلام أبي زيد وها نحن نعود كأوديب ، ولدنا كأبطال الأساطير الشعبية وها نحن سننتهي كأبطال التراجيديا الإغريقية.
الوعي بقدر ما هو نعمة هو مأساة ألم يصدق ذلك المتنبي حين قال:
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
ماأتعسنا نولد صغارا فرحين مبتهجين لا مبالين وننتهي كبارا حزينين كالحي الوجوه منكسري النظرات لكأن الميلاد والموت من رحم واحدة كلاهما يصاحبهما البكاء!
يا ربِّ: إن لكل جرحٍ ساحلاً..
وأنا جراحاتي بغير سواحل..
كل المنافي لا تبدّد وحشتي
ما دام منفاي الكبير...بداخلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق