" مونولوج داخلي"
كرسي وطاولة رتبت بعناية تبعترت عليها بضع ازهار ياسمين حول فنجان قهوة يتصعد دخانه العبق في أرجاء الشرفة....
ظهرت تحمل نرجيلتها بحرص ، وضعتها على الطاولة وجلست متهالكة على كرسيها ، رشفت من فنجانها وهي تتأمل الهدوء حولها ، ضجيج أعماقها يطغى فتمسك نرجيلتها وتاخذ منها نفساً عميقاً تنفثه للأعلى... يبدو أن إبرة المسكن التي وصفها لها الطبيب بدات تأخذ مفعولها تشعر الآن بكل شيء إلا أوجاعها...تلبس ثوب طفولتها وتحدّق في اللا شيء أمامها..
.تأخذ نفساً آخر وتنفثه في الفضاء يعلو وتعلو معه ويرتفع وترتفع أكثر فأكثر...وكلما ارتفعت رات نفسها تصغر أكثر وهي تجلس في ذهول مع نرجيلتها
....تعلو المزامير في الحي تبشر بوصول العروس ، نزلت من السيارة المزينة بترف كنعجة بيضاء .....أرادت أن تصرخ فيهم.." أرجوكم لا تفقدوني...لا أريده...لاتبيعوني كلوحة في مزاد.....لا أريد أن أحيا أميرة تندب حلما...أين نخوتكم؟؟!! اين رجولتكم؟؟!!"...
لكن صوتها اختفى.... أدركت أن مصيرها الذبح على فراشه ...وقد ختم المزاد ورسى عليه فهو من دفع الثمن....
رقبتها وهي بكل طفولتها تتابع سيرها لتدخل باب البناء شاردةً محطّمةً....
عادت لتنظر إلى ذاتها المذهولة مع نرجيلتها من هناك....رأتها....نعم ...راتها...كالنعجة البيضاء...قطرة دماء تسيل على رجلها الغضة...تخرج إلى الشرفة وتختفي في اعماق تلك الأنثى المذهولة التي أخذت نفساً آخر عميقاً من نرجيلتها وقد اغرورقت عيناها بالدموع
كرسي وطاولة رتبت بعناية تبعترت عليها بضع ازهار ياسمين حول فنجان قهوة يتصعد دخانه العبق في أرجاء الشرفة....
ظهرت تحمل نرجيلتها بحرص ، وضعتها على الطاولة وجلست متهالكة على كرسيها ، رشفت من فنجانها وهي تتأمل الهدوء حولها ، ضجيج أعماقها يطغى فتمسك نرجيلتها وتاخذ منها نفساً عميقاً تنفثه للأعلى... يبدو أن إبرة المسكن التي وصفها لها الطبيب بدات تأخذ مفعولها تشعر الآن بكل شيء إلا أوجاعها...تلبس ثوب طفولتها وتحدّق في اللا شيء أمامها..
.تأخذ نفساً آخر وتنفثه في الفضاء يعلو وتعلو معه ويرتفع وترتفع أكثر فأكثر...وكلما ارتفعت رات نفسها تصغر أكثر وهي تجلس في ذهول مع نرجيلتها
....تعلو المزامير في الحي تبشر بوصول العروس ، نزلت من السيارة المزينة بترف كنعجة بيضاء .....أرادت أن تصرخ فيهم.." أرجوكم لا تفقدوني...لا أريده...لاتبيعوني كلوحة في مزاد.....لا أريد أن أحيا أميرة تندب حلما...أين نخوتكم؟؟!! اين رجولتكم؟؟!!"...
لكن صوتها اختفى.... أدركت أن مصيرها الذبح على فراشه ...وقد ختم المزاد ورسى عليه فهو من دفع الثمن....
رقبتها وهي بكل طفولتها تتابع سيرها لتدخل باب البناء شاردةً محطّمةً....
عادت لتنظر إلى ذاتها المذهولة مع نرجيلتها من هناك....رأتها....نعم ...راتها...كالنعجة البيضاء...قطرة دماء تسيل على رجلها الغضة...تخرج إلى الشرفة وتختفي في اعماق تلك الأنثى المذهولة التي أخذت نفساً آخر عميقاً من نرجيلتها وقد اغرورقت عيناها بالدموع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق