تحْتَ الخيمةِ الهزيلةِ.. يبكي كطـائرٍ لمْ تنمُ له أجنحـةً رغم تراتيل الطّقوس والبخور ... يقْرعُ بالذّكرى أبوابــاً مغلقةً كالقبرِ المنسي في وديان الشّعور..
(حيّموتُ) كعنصرٍ كيميائي فريدِ الصّبغياتِ..
لا يتفاعلُ مع الهواء الغريب الرائحـة ولا يتفاعل مع التراب الممزوج في عفونة المنافي .. ذلكَ الكنعاني (حيّمـوتُ).. صاحبُ الكوفية البيضاء والعقال .. شكلهُ القاسي الملامح يخفي شعاعَ العبْقريّةِ.. وعينات الحمضي النّووي الثّوري. مهنتهُ محاربٌ قديمٌ في وقت الغزوات الّتي يطلٌّ ظلّهـا من بين طيّـات التاريخ القديم والحديث .. فالحربُ ليستْ هدفاً عندهُ بل حكمةً قدريـّةً .. يمجُـدّ في محيّاها الخالقُ الّذي يبلي ويُعينُ...الخالق الّذي وهبَ هذه الأرضُ ..
زيتونها.. دواليها.. ليمونها...أحجارها.. ماءها.. وهوائها.. كيف لا يحميها؟!
وأثناء الرّخاء كانَ يغسلُ الموتى الدّراويش .. لمْ يبعْ نفسه في مال مافيا السّلام الزائف أو في وصيّةِ وسيطٍ روحاني ..حروفها خليطٌ من بقايا المدائنِ ومن زهرِ الهزائـمِ ) .. يحيا الدّنيا حلوهـا ومرّهـا ..
وكأنّي أراهُ لم يزلْ يرمّمُ سورَ البيارةِ في (صفد), أو أمامـهُ نعشٌ ممددٌ لأحـدِ
الموتى الدّراويش يعكفُ في طقـوسٍ التكفين الّتي أتقنَ ممارستهـا كثيـراً حتّى حفظها غيبـاً عن ظهر قلب كما يقولون ... ينْشدُ أدعيـةً في همهماتٍ تتراوحُ بين المفهوم واللامفهوم..
توقفَ الوقتُ عن خلاياه في لحظةِ الترحيل الإجباري عن الأرض الّتي قَلّبها؛بَذرّها عَجَنَ ذرّاتها في آتون روحه.. توقفَ نظرهُ النّسريِّ على رحابها وهي في أبهى آيات التكوين ..قال في صوتٍ يشبه حجراً يصارعُ حجراً من أجل شرارةٍ..
( الأشباحُ لا تطلق ذخيرةً حيّـةً على براعم السّيرة الذاتية الغافيـة على غصن الحياة بلْ تزرعُ أرضَ المخيّلةِ زقومَ الرّموز وبعضاً من الرّؤى الحبلى بالشّجون )..
هشٌّ بطبعـه ينغمسُ في غيبوبةٍ كالّذي يعاني ضربـةَ شمسٍ في صحراء الرّبع
الخالي.. في مناسبةٍ أو دون ذلكَ يعلنُ:_
(كلُّ المدائنِ لبستْ ثوبـاً مكشوف العورة في حفلةِ التنصيب الدّولي للخيـامِ). ولم يزل يردّدُ ( كنتُ أفضلُ الموتَ في عزَّ الشّبابِ في سبيل قضيتي وألا أموتُ عجوزاً في السّرير.. أتبولُ على نفسي )....( نحن عالقون في صحراء البدايـةِ والنّهايـةِ ولا يمكن الاعتماد على إعرابي لكي يحمي مؤخرتي الرّطبة دوماً من قيح الرّكلات ).. ويمْسحُ دمعةً كالبحرِ على خـدّهِ المجعّد؛ أمواجها رداء الأماني المنقوشة في كرْمِ الزّيتون (بالقيطية) السّليبة.
وتابع قائلاً أنـا مَعْدةٌ تلتهمُ ذاتهـا من فلفلِ السّيطرةِ والاستبداد... أنـا أمامَ مرايا أمّـةٍ تحملُ علبة مكياجها المحشوةِ مال الرِّبـا وحبوبُ العَظَمْةِ الجنسية وتضخيم الأنا وزجاجات دموع التماسيح وصور الفروسية فوق الخيول الخشبية ورداء الكذب... ولا أحدٌ غيري يقرأُ جرحاً ملتهباً يهذي _في مشهدٍ تمثيلي_ كالمحمومِ فوقَ مهدِ الهزيمة.
قال..(عالمٌ أمسى كالطفلِ بالرّوْضةِ ينتظرُ ثدي المجرة الّتي لم تعرفْ يوماً معنى الأمومة). وأوراقُ الأصحاب و العمرِ تتساقطُ بلا جدوى في ظلال المخيّم..
فلا حربٌ مثمرةٌ تزخرفُ فوق أواخر أيامي وعداً لم يقفزْ وراءَ الخيار الخاطىء أو وراءَ خصلةٍ من الفرح المزيف الذي غطّى غمامةَ الحلم..
قالوا: ( الخيمة معادلة لوغارتمية يصعب حلّها) ..فهي شظيةٌ بالقلبِ في هوسٍ تقدّمُ آحرَّ التعازي ...قالتْ لي : ( سوف نموتُ كالخونةِ بدون السّباحة في بحيرة (طبريـا) أو قطف زيتون بيارتي العائمة فوق كتف التاريخ )..
(خللٌ بصريٌّ ترشّهُ بُومةُ المماليكِ الّتي تورمَ مخّهـا بالآراء السّحاقيـّةِِ المذلّـةِ ).
لديـه تجمّدَ الوقتُ كالجليد الّذي يسكن قمماً لا تنتهـي ... تسربتْ إليَّ بضعةُ أشعةٍ من الشّمسِ , هربتْ من خلال ثلمِ الخيمةِ نحو فروةَ رأسي الّتي
أصبحتْ مرتعاً للقملِ والبراغيثِ الحيوانية والبشريةِ.. وعقلي بمكان بعيد خارج فعل المضارعِ كالمصلوب على منارة كابوس الغربـة.. ( الهزيمـةُ تقرأها في عين المخيّم).... شرُّ البلايـة مـا يضحكُ... قلتُ مازحـاً في صوت يشبه الهمس يـا (حيّموت) ..( الضغطُ على الزّنادِ أسهل مـن العزف على نهد عذراء ) ..
لم يكترثْ... (حيّموت) فوقَ خرائطٍ مبهمةِ الشّراعِ والطريقُ رجلً هزيل الضّوء يرفع قبعةَ السّبب ويغنّي على قرع نواقيس نهدي المدائن صاحبةَ القرارِ .. تسابيح (أوسلو)..أأموتُ مختنقاً من ضجيجِ الوعْدِ الجالسِ على كرسيه الهزار ؟.
نافذةُ الرّوحِ صرعتها ثلّاجةُ الموتى المرسلة قبل نضوج النّهارِ على أحصنةِ العروبةِ
الخشبية..يبدعُ خضرةَ الكـلامِ و طروات المعـاني أمام جماهير الخيامِ فهو كالنّهر الّذي يقسمُ مائهُ في قنواتِ النّفوسِ العطشى إلى التصبّرِ .
قال في نبرة يسكنها الحزن: ( الخيامُ أمـامَ سهم الفوضويـةِ كالنّساء اللواتي تعرضـنَ للاغتصاب الجسدي والفكري ) .. بعـد تنهيدةٍ عميقة الملامحِ تسيلُ
من أعماقه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ... تأصلتْ أسطورةَ الخيـامِ والنـزوحِ
فإلى متى ستظلُّ ملامحَ المشردِ كاللوحةِ النافرة بالمدائن الغربيةِ الجسد ؟..
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرزاق عموري
(حيّموتُ) كعنصرٍ كيميائي فريدِ الصّبغياتِ..
لا يتفاعلُ مع الهواء الغريب الرائحـة ولا يتفاعل مع التراب الممزوج في عفونة المنافي .. ذلكَ الكنعاني (حيّمـوتُ).. صاحبُ الكوفية البيضاء والعقال .. شكلهُ القاسي الملامح يخفي شعاعَ العبْقريّةِ.. وعينات الحمضي النّووي الثّوري. مهنتهُ محاربٌ قديمٌ في وقت الغزوات الّتي يطلٌّ ظلّهـا من بين طيّـات التاريخ القديم والحديث .. فالحربُ ليستْ هدفاً عندهُ بل حكمةً قدريـّةً .. يمجُـدّ في محيّاها الخالقُ الّذي يبلي ويُعينُ...الخالق الّذي وهبَ هذه الأرضُ ..
زيتونها.. دواليها.. ليمونها...أحجارها.. ماءها.. وهوائها.. كيف لا يحميها؟!
وأثناء الرّخاء كانَ يغسلُ الموتى الدّراويش .. لمْ يبعْ نفسه في مال مافيا السّلام الزائف أو في وصيّةِ وسيطٍ روحاني ..حروفها خليطٌ من بقايا المدائنِ ومن زهرِ الهزائـمِ ) .. يحيا الدّنيا حلوهـا ومرّهـا ..
وكأنّي أراهُ لم يزلْ يرمّمُ سورَ البيارةِ في (صفد), أو أمامـهُ نعشٌ ممددٌ لأحـدِ
الموتى الدّراويش يعكفُ في طقـوسٍ التكفين الّتي أتقنَ ممارستهـا كثيـراً حتّى حفظها غيبـاً عن ظهر قلب كما يقولون ... ينْشدُ أدعيـةً في همهماتٍ تتراوحُ بين المفهوم واللامفهوم..
توقفَ الوقتُ عن خلاياه في لحظةِ الترحيل الإجباري عن الأرض الّتي قَلّبها؛بَذرّها عَجَنَ ذرّاتها في آتون روحه.. توقفَ نظرهُ النّسريِّ على رحابها وهي في أبهى آيات التكوين ..قال في صوتٍ يشبه حجراً يصارعُ حجراً من أجل شرارةٍ..
( الأشباحُ لا تطلق ذخيرةً حيّـةً على براعم السّيرة الذاتية الغافيـة على غصن الحياة بلْ تزرعُ أرضَ المخيّلةِ زقومَ الرّموز وبعضاً من الرّؤى الحبلى بالشّجون )..
هشٌّ بطبعـه ينغمسُ في غيبوبةٍ كالّذي يعاني ضربـةَ شمسٍ في صحراء الرّبع
الخالي.. في مناسبةٍ أو دون ذلكَ يعلنُ:_
(كلُّ المدائنِ لبستْ ثوبـاً مكشوف العورة في حفلةِ التنصيب الدّولي للخيـامِ). ولم يزل يردّدُ ( كنتُ أفضلُ الموتَ في عزَّ الشّبابِ في سبيل قضيتي وألا أموتُ عجوزاً في السّرير.. أتبولُ على نفسي )....( نحن عالقون في صحراء البدايـةِ والنّهايـةِ ولا يمكن الاعتماد على إعرابي لكي يحمي مؤخرتي الرّطبة دوماً من قيح الرّكلات ).. ويمْسحُ دمعةً كالبحرِ على خـدّهِ المجعّد؛ أمواجها رداء الأماني المنقوشة في كرْمِ الزّيتون (بالقيطية) السّليبة.
وتابع قائلاً أنـا مَعْدةٌ تلتهمُ ذاتهـا من فلفلِ السّيطرةِ والاستبداد... أنـا أمامَ مرايا أمّـةٍ تحملُ علبة مكياجها المحشوةِ مال الرِّبـا وحبوبُ العَظَمْةِ الجنسية وتضخيم الأنا وزجاجات دموع التماسيح وصور الفروسية فوق الخيول الخشبية ورداء الكذب... ولا أحدٌ غيري يقرأُ جرحاً ملتهباً يهذي _في مشهدٍ تمثيلي_ كالمحمومِ فوقَ مهدِ الهزيمة.
قال..(عالمٌ أمسى كالطفلِ بالرّوْضةِ ينتظرُ ثدي المجرة الّتي لم تعرفْ يوماً معنى الأمومة). وأوراقُ الأصحاب و العمرِ تتساقطُ بلا جدوى في ظلال المخيّم..
فلا حربٌ مثمرةٌ تزخرفُ فوق أواخر أيامي وعداً لم يقفزْ وراءَ الخيار الخاطىء أو وراءَ خصلةٍ من الفرح المزيف الذي غطّى غمامةَ الحلم..
قالوا: ( الخيمة معادلة لوغارتمية يصعب حلّها) ..فهي شظيةٌ بالقلبِ في هوسٍ تقدّمُ آحرَّ التعازي ...قالتْ لي : ( سوف نموتُ كالخونةِ بدون السّباحة في بحيرة (طبريـا) أو قطف زيتون بيارتي العائمة فوق كتف التاريخ )..
(خللٌ بصريٌّ ترشّهُ بُومةُ المماليكِ الّتي تورمَ مخّهـا بالآراء السّحاقيـّةِِ المذلّـةِ ).
لديـه تجمّدَ الوقتُ كالجليد الّذي يسكن قمماً لا تنتهـي ... تسربتْ إليَّ بضعةُ أشعةٍ من الشّمسِ , هربتْ من خلال ثلمِ الخيمةِ نحو فروةَ رأسي الّتي
أصبحتْ مرتعاً للقملِ والبراغيثِ الحيوانية والبشريةِ.. وعقلي بمكان بعيد خارج فعل المضارعِ كالمصلوب على منارة كابوس الغربـة.. ( الهزيمـةُ تقرأها في عين المخيّم).... شرُّ البلايـة مـا يضحكُ... قلتُ مازحـاً في صوت يشبه الهمس يـا (حيّموت) ..( الضغطُ على الزّنادِ أسهل مـن العزف على نهد عذراء ) ..
لم يكترثْ... (حيّموت) فوقَ خرائطٍ مبهمةِ الشّراعِ والطريقُ رجلً هزيل الضّوء يرفع قبعةَ السّبب ويغنّي على قرع نواقيس نهدي المدائن صاحبةَ القرارِ .. تسابيح (أوسلو)..أأموتُ مختنقاً من ضجيجِ الوعْدِ الجالسِ على كرسيه الهزار ؟.
نافذةُ الرّوحِ صرعتها ثلّاجةُ الموتى المرسلة قبل نضوج النّهارِ على أحصنةِ العروبةِ
الخشبية..يبدعُ خضرةَ الكـلامِ و طروات المعـاني أمام جماهير الخيامِ فهو كالنّهر الّذي يقسمُ مائهُ في قنواتِ النّفوسِ العطشى إلى التصبّرِ .
قال في نبرة يسكنها الحزن: ( الخيامُ أمـامَ سهم الفوضويـةِ كالنّساء اللواتي تعرضـنَ للاغتصاب الجسدي والفكري ) .. بعـد تنهيدةٍ عميقة الملامحِ تسيلُ
من أعماقه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ... تأصلتْ أسطورةَ الخيـامِ والنـزوحِ
فإلى متى ستظلُّ ملامحَ المشردِ كاللوحةِ النافرة بالمدائن الغربيةِ الجسد ؟..
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عبد الرزاق عموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق