يقظة | رولا رياض الحلاق

استيقظتْ صباحاً ...نظرتْ إلى وجهها الشاحب في المرآة , فتحت عينها لتتأكد إن كانت مصابة بالاينميا , تذكرت حديثها عبر الفيسبوك مع صديق طفولتها في الليلة السابقة , ذكريات طفولتها جعلتها تشعر بالراحة قليلاً , فطفولتها أجمل مراحل حياتها .
جلست قرب النافذة تتأمل الطيور في الحديقة المجاورة ...
"القدر غريب ,لا يمكننا تغيير الأحداث " تذكرت ما قرأته في كتاب "أسرار الألهة والأديان-لـ ميغوليفسكي" الذي لم تكمل قرائته بعد
,قالت لنفسها :"الرضا علاج للألام ".
قابَلَتهُ مساءاً تكلما عن أشياء كثيرة , عرفت عنه ما لم تكن تعرفه ,بدا لها شاباً وسيماً أكثر نضجاً , لم يعد ذاك الطفل الخجول لكنها قررت إنهاء اللقاء عندما اغرورقت عيناها بالدموع لحديث له شجن في نفسها ,وقفَ مودعاً واضعاً قبلة على يدها الباردة , كان ذلك سبباً لقرارِها بعدمِ مقابلته لاحقاً, تلك القبلة زرعت في نفسِها الخوفَ، تمنت لو لمْ يفعلَ ذلك , تريدُهُ صديقاً .
كل الرجال مخادعون , ذات الأسلوب اتبعه ذاكَ الخائن الذي كانَ سبباً بعذابِها وألمِها لشهور، يتصرفون برقةِ فرسان القرون الوسطى الذين قرأتْ عنهم في الرواياتِ العالمية , ثم ينقضون على فريستهم كالذئاب ليتركوها تعاني مرارةَ عشقٍ لا يعرفونه.
الحبُ عندَ الرجل خطة تبدأ بقراءةِ أبيات الشعر و وردة يقطفها من بستان ليزرعها على شعرها فتطير تلك الحمقاء طرباً دون أن تدري انه يحيك حولها شبكة عنكبوتية تأسرها فتقضي حياتها تفكك قضبان أسرِها بينما يكون مشغولاً بحياكةِ شبكة جديدة لضحيةٍ أخرى .

رولا رياض الحلاق