خَبَرٌ عَاجِلٌ
جَاءَني اِتِّصَالُهُ
قَالَ لِي:
كَرِهتُ الغُربَةَ
مُشتَاقٌ لَكِ
مُشتَاقٌ لِشَآمِي…
مُشتَاقٌ لِحَارَاتِهَا
لِقَاسَيونِهَا
لِجَامِعِهَاالأُمَوِيِّ
لِليَاسَمينِ..لِلْحَمَامِ…
قُلتُ:
تَعَالَ بَلسِمْ رُوحَكَ بِهَوَائِهَا
اِنعَمْ بِغوطَتِهَا..بِتُفَّاحِهَا
بِلَوزِهَا..وَتوتِهَاالشَّامِي...
ياحَبيبِي
تَصَدَّعَتْ روحِي شَوقَاً إلَيكَ
أُرسِلُ لَكَ سَلَامَاً
مُحمَّلَاً بِالآهَاتِ وَاللّهفَاتِ
وَأقولُ:
عَانِقْهُ..قَبِّلْهُ يَاسَلامِي…
تَعَالَ يَاحَبيبِي
لِيَكُنْ قَاسَيونُ مَوعِدَ لِقَائِنَا
تَعَالَ أَذِبْ جَليدَ الوِحدَةِ في قَلبِي
تَعَالَ طَيِّب جِرَاحِي
تَعَالَ اِمسَحْ آلامِي…
قَالَ فِي غَدٍ آتِيكِ
عَلَى أوَّلِ طَائِرَةٍ لِلشَّوقِ
حَجَزْتُ
فَرَفرَفَ قَلبِي فِي صَدرِي
وَزَغرَدَتْ فِيَّ غُرُّ الأمانِي…
أَلَا يَالَيلُ عَجِّلْ في الرَّحيلِ!!
وَيَاشَمسُ هِلِّي
غَدَاً يَجِيءُ الحَبيبُ
بَارِكِي لِي يَادُنيَا
هَنِّئنِي يَازَمَانِي…
هَاهِيَ الشَّمسُ أشرَقَتْ
لَبِستُ ثَوبَ الفَرَحِ
مَضَيتُ إلَى قَاسَيونَ
كَانَ مُكلّلاً بِالحُسْنِ
كَأنَّهُ عَاشِقٌ مِثلِي
كَأنَّهُ غَارَ مِن غَرَامِي…
يَاقَاسَيونُ لِي عَلَى سَفحِكَ مَوعِدٌ
مُرِّي يَاسَاعَاتُ..يَادَقَائِقُ..يَاثَوانِي…
جَلَستُ أَرشُفُ الخَيبَةَ
جَلَدَنِي الحُزنُ بِسِيَاطِهِ
اِصفَرَّ وَجهُ أَمَلِي
نَاحَتْ قَهوَتِي
اِسوَدَّ ثَوبِيَ الأحمَرُ القَانِي…
أَينَ أنتَ ؟
أنا وَقَاسَيونُ ننتَظِرُ
أَينَ عِطرُكَ؟
أَينَ وَجهُكَ؟
ألَنْ يَهِلَّ عَلَيَّ؟
أَلَنْ يَجلُو عَتمَةَ أَيَّامِي...
جَرَرْتُ خُطَايَ فِي وَجَعٍ
رُوحِي تَسأَلُنِي مَاالخَطبُ؟
مَاعِندِي جَوَابٌ!
أَكَادُ لَاأُبصِرُ الدَّرْبَ أَمَامِي…
أَنَاأَمشِي وَالأسئِلةُ تَنقُرُ رَأسِي
وَعَلَى الشَّاشَاتِ
" خَبَرٌ عَاجِلٌ ":
سُقوطُ طَائرَةِ الشَّوقِ وَاللهفَةِ
فِي بَحْرِ الوَجَعِ
الضَّحَايَا كُثْرٌ
أَوَّلُهُمْ:
قَلبِيَ الدَّامِي…
ميَّادة مهنَّا سليمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق