لقد استغربت كثيرا ..ورفعت حاجبيها اندهاشا .. قائلة عليه العوض ومنه العوض!! لقد فقدت ذائقتك الفنية .. بسبب تلك اللوثة التي أصابت الغناء المصري فتراجع عن صدارة الغناء العربي لما اشتمل عليه من إسفاف ..
ثم تابعت يارجل ..ماذا جرى لك ..أهذه أغنية تسمعها ؟! فطمأنتها بأنني بخير فما زلت أشاركها ولعي بالزمان الجميل وما فيه من جميل اللحن والمعنى ..
أما سر إعجابي المفاجيء بتلك الأغنية تحديدا
فهو أنت ..ألا تذكرين بكاءك عندما رأيت ..ذلك الهزيل وهو يجر عربة الخضار بصعوبة صاعدا الكوبري ..وصاحبه رغم ذلك لايرق ولا يشفق لهزاله ..وجهده المخلص في محاولة جر العربة وبدل أن يساعده في دفع العربة ..زاد من حمله فركب فوقها .. ورفع عصاه نازلا بها على ظهر المسكين ولولا صريخك عليه بقولك : حرام عليك يا مفتري .. ما توقف .. ؟!
ألا تذكرين قولك والدموع مالئة عينيك رحمة وشفقة .. من الحمار بالله عليك.. الذي يجر العربة ..أم الراكب عليها ؟!!
ومن ساعتها ..وذلك التساؤل التعجبي الاستنكاري ..يرن في أذني مستدعيا كل ماله صلة بالحمير ..وكل ما له صلة بالإنسانية
..لأكتشف أن هناك من الناس ..من يعد حماري هذا .. أفضل وأحسن منه ألف مرة لذا وجدتني من واجبي تجاه حماري هذا وجماعته أن أغني لهم ( بحبك يا حمار ) فما أجمل أن يكون الحمار حمارا حقيقيا أصيلا ينتمي إلى طائفة الحمير الحقيقية ..وليست الحمير المزيفة !!
وما أجمل أن يكون الإنسان إنسانا حقيقيا أصيلا وليس إنسانا مزيفا !!
سأحدثك ولن أستفيض لماذا أحب حماري يا سيدتي أكثر ممن جاءوا في شكل إنساني ولكنهم لا ينتمون إلى الإنسان بصلة ..ولاينتمون الى عالم الحمير بصلة فهم مسخ..؟!!
إن حماري يحفظه الله لي .. حقق الوعد وقام بالمهمة .. التي خلقه الله من أجلها ..فإذا كان الله قال في كتابه ( وتحمل أثقالكم ) بيانا لمهمة البغال والحمير وغيرها ..فقد قام حماري بالمهمة على خير وجه ..أرأيت حمارا اعترض على حمل أثقال وهبوط وهاد ..وصعود جبال ..؟! لا..
وانظري إلى الفرق عندما قال الله تعالى مخاطبا الإنسان : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) .. مبينا له دوره ألا وهو خلافة الله في أرضه ..رأينا معظم البشر .. لم يقوموا بدورهم المنوط بهم ..ففرطوا في المهمة التي ائتمنوا عليها ..بل خانوها ..
ومن هنا اكتشفت أن حماري صاحب الأذنين الطويلتين والعينين الوديعتين ..والأرجل الأربعة .. أفضل من هؤلاء الذين فرطوا في مهمتهم .بل نظلم جماعة الحمير إذا نسبناهم إليهم ..ونظلم إنسانية الإنسان الإنسان إذا نسبناهم للإنسان ..
وحماري يا سيدتي .. قنوع راض بما قسم الله له ..فعينه على تبنه .. وبرسيمه ..وليس على ما في يد غيره .. حمل المهمة على خير وجه فما خان ولا هان ..وربما على ظهره الماء وهو شديد العطش ..فلم تمتد يد ولا عين لسبب بسيط لأنه ليس حقه ..
فجاء قليل عقل ليسخر من شرفه والتزامه بمدح يشبه الذم قائلا :
( يقتله الظما ..والماءُ فوقَ ظهره مَحْمُولُ)
في حين تناسى الحميرالإنسانية ..التي لاتتورع عن السلب والنهب ومد اليد اختلاسا وسرقة ..فإن لم تستطع فهي حاسدة حاقدة ..
حماري إذا تولى أمرا فهو مطيع لأوامر من ولاه .. يخلص فيما وكل إليه .. أما بعض " أحمرتكم الإنسانية فبحجة ولايتهم للأمر.. خانوا .. وبحجة للأمر ظلموا .. وبحجة ولايتهم تسلطوا على من تولواأمورهم فأذلوهم ..وساموهم سوء العذاب ...وبحجة ولايتهم للأمر نهبوا.. وبحجة ولايتهم كنزوا .. ما لايستطيعون الإتيان بعمر أضعاف عمرهم لكي ينفقوه..
حماري ياسيدتي حمل عن أهله وسار مع أهله كان همهم همه .. وحملهم حمله .. أما حميركم لم يحملوا عن أهليهم بل زادوهم رهقا
حماري ياسيدتي يحترم موهبته ويحترم مواهب الآخرين ، فهو لم يدع علما ليس له ، فلم يسرق وينحت أفكار الآخرين في رسالة علمية أو أدبية ، وحماري لم يسرق ولم ينحت جملا من أدب مترجم ، أو روايات ويحشرها ليكون نصا شعريا ويقول ناهقا بها أنا شاعر ، حماري صادق أمين ولهذا أحبه .
حماري يا سيدتي إذا مرض لا يشكو ولا يتشاكى ولا يتباكى .. ولم يحصل على ملف ليقدمه لطلب علاج على نفقة دولة أو بالخارج ، تاركا إخوانه لايجدون ثمن دواء .
حماري يا سيدتي ليس من ذوي السلطة والحظوة ..وليس من حزب الأغلبية المقهورة .. وليس له من يمثله في برلماناتكم.. فحماري يا سيدتي ..ليس له بطاقة انتخابية .. وعندما لمته أومأ أن لا رغبة له فيها مادام دستوركم خائبا .. وتمثيلكم كاذبا .. وانتخاباتكم مزورة .. ومادام هناك من المطبلين والمزمرين ..وماسحي الجوخ .. الذين يصدق عليهم قول شوقي :(إنه كالببغاء عقله في أذنيه ..)!!لايحركهم الا هوى شخصي .. أورغبة أو رهبة !!أما الوطن ومن فيه وما فيه .. فبقدر ..ربحهم منه أو خسارتهم !!
حماري يا سيدتي يعيش تكفيه أقل لقمة وأقل شربه فهو بعد أهله وفي خدمتهم لا يتميز عنهم بقصر منهوب من مباني الدولة ، ولا يأكل حلوى بالفياجرا.. كما يفعل بعضكم في فنادقكم الخائبة ...
حماري يا سيدتي نهاره عمل وليله أمل في غمضة جفن يستريح فيها من عناء يوم ملأه كدا ..وتعبا .. وهدفه في كل حركة وسكنة الخير والمصلحة ليس إلا ..وليس كأحمرتكم الخائبة .. التي ربما مر عليها اليوم فلا عمل ولا أمل ..ولم تكتف بعدم تقديم الخير ..فزادت الطين بلة ففسدت وأفسدت..
حماري يا سيدتي .. حمار أصيل .. للتقاليد في قلبه مكانة .. ولعادات أهله وقيم مجتمعه في روحه حرمة ..فهو إذا أحب شهق ..ونهق ..وملأ الفضاء بندائه .. الذي رغم قبحه لايخجل منه .. لأنه صريح وواضح في التصريح عن حبه .. فهو لايعرف في هذ الموضوع إلا الصراحة ..فهو ليس متدنيا ليغرر ببنت في شات على الفيس بوك .. فهو أرقى من حميركم الإنسانية ..التي ماراعت حقا ولادينا و عهدا ولاميثاقا .. !!
حماري ياسيدتي شعاره :
( بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ..وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرامُ)
لذلك رغم ما يلاقي يعيش ويموت في وطنه شريفا عفيفا ..أرأيت مرة حمارا سرق ونهب وطنه وهرب؟! ..أسمعت مرة حمارا غش وخدع أهله ..وكذب ..؟!أسمعت مرة حمارا .. ضيع اقتصاد أهله ووطنه .. فباع الغالي بالرخيص ..مقابل رشوة وعمولة..؟
لذلك يا سيدتي أعلن دون مواربة خجل أو وجل .. بأني أحب الحمار الحقيقي هذا ..وأكره الحمار الإنساني ذاك ..
أيملؤك العجب بعد كل ذلك ..أو الاستغراب إذا قررت أن أرفع صوتي معلنا حبي لحماري وإخـلاصي .. بهذه الأغنية
التي سأرددها (( بحبك يا حمار )).. أما حماركم ..ياليته يفهم أنني أكرهه!!!
حسين حرفوش
شاعر وكاتب مصري
ثم تابعت يارجل ..ماذا جرى لك ..أهذه أغنية تسمعها ؟! فطمأنتها بأنني بخير فما زلت أشاركها ولعي بالزمان الجميل وما فيه من جميل اللحن والمعنى ..
أما سر إعجابي المفاجيء بتلك الأغنية تحديدا
فهو أنت ..ألا تذكرين بكاءك عندما رأيت ..ذلك الهزيل وهو يجر عربة الخضار بصعوبة صاعدا الكوبري ..وصاحبه رغم ذلك لايرق ولا يشفق لهزاله ..وجهده المخلص في محاولة جر العربة وبدل أن يساعده في دفع العربة ..زاد من حمله فركب فوقها .. ورفع عصاه نازلا بها على ظهر المسكين ولولا صريخك عليه بقولك : حرام عليك يا مفتري .. ما توقف .. ؟!
ألا تذكرين قولك والدموع مالئة عينيك رحمة وشفقة .. من الحمار بالله عليك.. الذي يجر العربة ..أم الراكب عليها ؟!!
ومن ساعتها ..وذلك التساؤل التعجبي الاستنكاري ..يرن في أذني مستدعيا كل ماله صلة بالحمير ..وكل ما له صلة بالإنسانية
..لأكتشف أن هناك من الناس ..من يعد حماري هذا .. أفضل وأحسن منه ألف مرة لذا وجدتني من واجبي تجاه حماري هذا وجماعته أن أغني لهم ( بحبك يا حمار ) فما أجمل أن يكون الحمار حمارا حقيقيا أصيلا ينتمي إلى طائفة الحمير الحقيقية ..وليست الحمير المزيفة !!
وما أجمل أن يكون الإنسان إنسانا حقيقيا أصيلا وليس إنسانا مزيفا !!
سأحدثك ولن أستفيض لماذا أحب حماري يا سيدتي أكثر ممن جاءوا في شكل إنساني ولكنهم لا ينتمون إلى الإنسان بصلة ..ولاينتمون الى عالم الحمير بصلة فهم مسخ..؟!!
إن حماري يحفظه الله لي .. حقق الوعد وقام بالمهمة .. التي خلقه الله من أجلها ..فإذا كان الله قال في كتابه ( وتحمل أثقالكم ) بيانا لمهمة البغال والحمير وغيرها ..فقد قام حماري بالمهمة على خير وجه ..أرأيت حمارا اعترض على حمل أثقال وهبوط وهاد ..وصعود جبال ..؟! لا..
وانظري إلى الفرق عندما قال الله تعالى مخاطبا الإنسان : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) .. مبينا له دوره ألا وهو خلافة الله في أرضه ..رأينا معظم البشر .. لم يقوموا بدورهم المنوط بهم ..ففرطوا في المهمة التي ائتمنوا عليها ..بل خانوها ..
ومن هنا اكتشفت أن حماري صاحب الأذنين الطويلتين والعينين الوديعتين ..والأرجل الأربعة .. أفضل من هؤلاء الذين فرطوا في مهمتهم .بل نظلم جماعة الحمير إذا نسبناهم إليهم ..ونظلم إنسانية الإنسان الإنسان إذا نسبناهم للإنسان ..
وحماري يا سيدتي .. قنوع راض بما قسم الله له ..فعينه على تبنه .. وبرسيمه ..وليس على ما في يد غيره .. حمل المهمة على خير وجه فما خان ولا هان ..وربما على ظهره الماء وهو شديد العطش ..فلم تمتد يد ولا عين لسبب بسيط لأنه ليس حقه ..
فجاء قليل عقل ليسخر من شرفه والتزامه بمدح يشبه الذم قائلا :
( يقتله الظما ..والماءُ فوقَ ظهره مَحْمُولُ)
في حين تناسى الحميرالإنسانية ..التي لاتتورع عن السلب والنهب ومد اليد اختلاسا وسرقة ..فإن لم تستطع فهي حاسدة حاقدة ..
حماري إذا تولى أمرا فهو مطيع لأوامر من ولاه .. يخلص فيما وكل إليه .. أما بعض " أحمرتكم الإنسانية فبحجة ولايتهم للأمر.. خانوا .. وبحجة للأمر ظلموا .. وبحجة ولايتهم تسلطوا على من تولواأمورهم فأذلوهم ..وساموهم سوء العذاب ...وبحجة ولايتهم للأمر نهبوا.. وبحجة ولايتهم كنزوا .. ما لايستطيعون الإتيان بعمر أضعاف عمرهم لكي ينفقوه..
حماري ياسيدتي حمل عن أهله وسار مع أهله كان همهم همه .. وحملهم حمله .. أما حميركم لم يحملوا عن أهليهم بل زادوهم رهقا
حماري ياسيدتي يحترم موهبته ويحترم مواهب الآخرين ، فهو لم يدع علما ليس له ، فلم يسرق وينحت أفكار الآخرين في رسالة علمية أو أدبية ، وحماري لم يسرق ولم ينحت جملا من أدب مترجم ، أو روايات ويحشرها ليكون نصا شعريا ويقول ناهقا بها أنا شاعر ، حماري صادق أمين ولهذا أحبه .
حماري يا سيدتي إذا مرض لا يشكو ولا يتشاكى ولا يتباكى .. ولم يحصل على ملف ليقدمه لطلب علاج على نفقة دولة أو بالخارج ، تاركا إخوانه لايجدون ثمن دواء .
حماري يا سيدتي ليس من ذوي السلطة والحظوة ..وليس من حزب الأغلبية المقهورة .. وليس له من يمثله في برلماناتكم.. فحماري يا سيدتي ..ليس له بطاقة انتخابية .. وعندما لمته أومأ أن لا رغبة له فيها مادام دستوركم خائبا .. وتمثيلكم كاذبا .. وانتخاباتكم مزورة .. ومادام هناك من المطبلين والمزمرين ..وماسحي الجوخ .. الذين يصدق عليهم قول شوقي :(إنه كالببغاء عقله في أذنيه ..)!!لايحركهم الا هوى شخصي .. أورغبة أو رهبة !!أما الوطن ومن فيه وما فيه .. فبقدر ..ربحهم منه أو خسارتهم !!
حماري يا سيدتي يعيش تكفيه أقل لقمة وأقل شربه فهو بعد أهله وفي خدمتهم لا يتميز عنهم بقصر منهوب من مباني الدولة ، ولا يأكل حلوى بالفياجرا.. كما يفعل بعضكم في فنادقكم الخائبة ...
حماري يا سيدتي نهاره عمل وليله أمل في غمضة جفن يستريح فيها من عناء يوم ملأه كدا ..وتعبا .. وهدفه في كل حركة وسكنة الخير والمصلحة ليس إلا ..وليس كأحمرتكم الخائبة .. التي ربما مر عليها اليوم فلا عمل ولا أمل ..ولم تكتف بعدم تقديم الخير ..فزادت الطين بلة ففسدت وأفسدت..
حماري يا سيدتي .. حمار أصيل .. للتقاليد في قلبه مكانة .. ولعادات أهله وقيم مجتمعه في روحه حرمة ..فهو إذا أحب شهق ..ونهق ..وملأ الفضاء بندائه .. الذي رغم قبحه لايخجل منه .. لأنه صريح وواضح في التصريح عن حبه .. فهو لايعرف في هذ الموضوع إلا الصراحة ..فهو ليس متدنيا ليغرر ببنت في شات على الفيس بوك .. فهو أرقى من حميركم الإنسانية ..التي ماراعت حقا ولادينا و عهدا ولاميثاقا .. !!
حماري ياسيدتي شعاره :
( بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ..وأهلي وإن ضنوا عليَّ كرامُ)
لذلك رغم ما يلاقي يعيش ويموت في وطنه شريفا عفيفا ..أرأيت مرة حمارا سرق ونهب وطنه وهرب؟! ..أسمعت مرة حمارا غش وخدع أهله ..وكذب ..؟!أسمعت مرة حمارا .. ضيع اقتصاد أهله ووطنه .. فباع الغالي بالرخيص ..مقابل رشوة وعمولة..؟
لذلك يا سيدتي أعلن دون مواربة خجل أو وجل .. بأني أحب الحمار الحقيقي هذا ..وأكره الحمار الإنساني ذاك ..
أيملؤك العجب بعد كل ذلك ..أو الاستغراب إذا قررت أن أرفع صوتي معلنا حبي لحماري وإخـلاصي .. بهذه الأغنية
التي سأرددها (( بحبك يا حمار )).. أما حماركم ..ياليته يفهم أنني أكرهه!!!
حسين حرفوش
شاعر وكاتب مصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق