اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

مساءات مفعمة بالرّذاذ | عطا الله شاهين

شمّرتْ كمّ القميص تُعاين خدشاً أصابها إثرَ وقوعها وهي تَنزل من القطار.. كان الوقتُ مساء والجميع آئبٌ من العمل.. ازدحام ومزاحمة كبيرة.. وكانت هي مشيلة بحاجيات للمنزل وإضبارات من العمل ومواد تموينية للبيت.. سقطتْ وأسقطتْ كل حاجياتها ودعستها الأرجل، مقتتْ نفسها وهي على تلك الوضعية.. مقتتْ أن تبدوَ بلهاء.. لا ترغب أن تتذكر ما حصل، غيظها أشدُّ من ألمها.. إنّها قبيحة وتبدو كبيرة.. ستأخذُ أسبوعا
لتزول.. قال عابسا وضامّاً شفتيه، مصطنعا بعض الاستياء.. شناعتكَ أكبر وأفظع، ولن يكفيني كل العمر لكيْ أتخلص من مخلفاته على روحي.
قالت في ذاتها دون أن ترنو إليه.. كانتْ تُحاول أن تتحمّل صوتا يصدره وهو يلسّ طعاما.. يا ربّي متى ينتهي؟ إنّه لا يكفّ.. أحدثَ ضجَّة كبيرة معلنا اكتفاءه من الأكل، زئيرٌ ترك حنجرته، أتى من معدته المُنتفخة تصرخُ تعبّأتُ.. صوت شوكة تُلقى في الصّحن، وكرسي يُدفعُ بقوة .. ورحل أخيرا.. تحسّ بالغثيان .. ما عادت تَحتمِلُ.. تكومتْ ثقيلةً على الأرض، أسندت رأسها إلى السور، ارتخت كل أطرافها مستجيبة لنداء التّعب والاستسلام في نفسها.. نسيتْ الخدشّ وآلامها، وأغلقتْ مقلتيها وغادرت في عالم السكون.. قالت في ذاتها إن كان الحقّ أن العودة للبدايات وإصلاح الأخطاء من المستحيلات .. فماذا عن استعجال المسيرة وبلوغ النهاية؟ ألا يكفي ما تجرَّعَتْهُ من العلقم؟ مضى أكثر من نصف العمر في تجرُّعِ الفشل حتى باتت أكداس .. ألا يكفي؟ الأيام المريرة استحالت شهورا والشهور سنينا والسنين عمرا.. خلص يكفي..
صرخات تمرّد خرساء كانتْ تجوب صدرها .. وصارعت لتغادرها، وبحثت عن مخرج للولوج إلى العلن، وإفزاع الدنيا.. تَمَلمَلَتْ في محاولة فرار من غوغاء روحها، التي كانتْ تشابه جلسة تنويم مغناطيسيّ، تنويم أرادت الاستفاقة منه، تنويم عرّى ما أرادته أن يظلّ مستترا .. مدّ يده في العتمة وبأصابع خشنة يُحرّك الركود في باطنها .. واقترب من حوافِ ألامها وبلؤمٍ شديد دسُّ إصبعه في غور جراحها.. لَوَتْ شفتيها كتعبير عن مللها من نفسها، ومن أفكارها.. فتحت عينيها وأنهت المسألة.. عاودت النظر إلى الخدشِ مرة أخرى، أنزلت كمّ القميص .. تحاملت على نفسها ووقفتْ وبخطى ثقيلة جرّت نفسها إلى الحمام.. وقفت تحت الماء الساخن علّه يطفئ نار آلامها ويطهّر شيئا من الأدران العالقة بروحها.. الماء كان ينصبّ بغزارة فوق رأسها محدثا صوتا يشغلها قليلا عن سماع الصراخ الآتي من داخلها.. ملأ صوت الماء المتساقط أذنيها وأسكت أزيز رأسها ..
واسترسلت في نحيب صامت مؤلم.. بكاء في العتمة، خفيّ، تحت الدشّ، بكاء محرَّم الإفصاح عنه، كأوجاعها التي تسكن مغائر روحها المهجورة.. غادرت الحمَّام.. نكبّت على كراساتها تُفني ما تبقى من جهد فيها توقَّفت قليلا، تناولت ورقة وفي أعلى الصفحة رسمت.. التعاسة ... قدر.. الكرب .. متاهة بلا مخرج.. الجُبن .. حبس بلا أسوار.. وفي أسفل الصفحة رسمت.. آخر رغباتها الخرساء.. أحتاج ليدٍ غير يدي، التي قيدتها أغلال الكآبة والحزن، وشلّت حركتها، يد تجرني إلى الحياة.. ثنتْ الورقة بشكل جيد، حطتها في خزانة مكتبها المكركب وأغلقتْ عليها.. ورجعتْ لكراساتها تدقق النظر فيها..

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...