... كان طفلا نبيها وحرص الوالدان على أن يكون من التلاميذ المتميّزين، فكان.
عقدا عليه آمالا جساما ونسجا أحلاما...
فوجئ الوالدان بنتائج هذه الثلاثيّة الأولى وهرعت الأمّ إلى المعلّمة تستجلي خبر هذا التقهقر.
أكّدت المعلّمة أنّه من النّجباء ولكن...وصمتت !
قالت الأمّ: كيف السّبيل إلى أن يكون أفضل؟
قالت: عليه أن يتدارك أمره في التربيّة الإسلاميّة و... فهو لم يحفظ حرفا واحدا من الأحاديث !
ذُهلت الأمّ وقاطعتها: أيّ أحاديث؟ ! لا كرّاس له ولا كتاب وما أعلمني يوما بهذه المادة !
ابتسمت المعلّمة وقالت: الأحاديث لا نكتبُها على الكرّاسات بل نحفظها في القسم.
ازداد عجب الأمّ وقالت: "سيّدتي الفاضلة، هؤلاء أطفال لم يتجاوزوا العاشرة إلّا قليلا، فهل من المعقول أن تكون لهم جميعا نفس ملكة الحفظ وذات القدرة على التذكّر يوم الامتحان؟ !"
ضحكت المعلّمة وقالت بكلّ حزم: "ما جُعِل الامتحان إلّا للتمييز بين مستوى التلاميذ، انتباها وحفظا وحضور بديهة وذكاء... ! "
قالت الأمّ في غيظ مكتوم: " ولكن، سيّدتي، ما ضرّ لو كتبتِ على السبّورة ونقل التلاميذ على كرّاساتهم تلك الأحاديث وغيرها، فتسهل عليهم المراجعة؟ !
نظرت إلى ساعتها وقالت جازمة: "لا، لا، لا نكتبها على الكراريس، خشية أن ترموا بها في أيّ مكان؛ وهذا حرام، حرام، حرام... "
صُعقت الأمّ وصرخ عقلُها مستنفرا. افتعلت هدوءا لا عهد لها بالقدرة عليه وقالت:" مهلا، سيّدتي الفاضلة، نحن مسلمون مثلكِ تماما ونحترم التعاليم الدينيّة؛ لا بل نُجلّ أيضا العلوم والآداب والكرّاس والكتاب و... ! "
وقبل أن تهمّ بالمغادرة وبعينيها قذى، أردفت: "عذرا، سيّدتي فخشيتُك لا مبرّر لها أبدا ما دام كلّ إنسان مسؤولا عن أعماله !"
مساكن، في 6 جانفي 2017
صفيّة قم بن عبد الجليل
عقدا عليه آمالا جساما ونسجا أحلاما...
فوجئ الوالدان بنتائج هذه الثلاثيّة الأولى وهرعت الأمّ إلى المعلّمة تستجلي خبر هذا التقهقر.
أكّدت المعلّمة أنّه من النّجباء ولكن...وصمتت !
قالت الأمّ: كيف السّبيل إلى أن يكون أفضل؟
قالت: عليه أن يتدارك أمره في التربيّة الإسلاميّة و... فهو لم يحفظ حرفا واحدا من الأحاديث !
ذُهلت الأمّ وقاطعتها: أيّ أحاديث؟ ! لا كرّاس له ولا كتاب وما أعلمني يوما بهذه المادة !
ابتسمت المعلّمة وقالت: الأحاديث لا نكتبُها على الكرّاسات بل نحفظها في القسم.
ازداد عجب الأمّ وقالت: "سيّدتي الفاضلة، هؤلاء أطفال لم يتجاوزوا العاشرة إلّا قليلا، فهل من المعقول أن تكون لهم جميعا نفس ملكة الحفظ وذات القدرة على التذكّر يوم الامتحان؟ !"
ضحكت المعلّمة وقالت بكلّ حزم: "ما جُعِل الامتحان إلّا للتمييز بين مستوى التلاميذ، انتباها وحفظا وحضور بديهة وذكاء... ! "
قالت الأمّ في غيظ مكتوم: " ولكن، سيّدتي، ما ضرّ لو كتبتِ على السبّورة ونقل التلاميذ على كرّاساتهم تلك الأحاديث وغيرها، فتسهل عليهم المراجعة؟ !
نظرت إلى ساعتها وقالت جازمة: "لا، لا، لا نكتبها على الكراريس، خشية أن ترموا بها في أيّ مكان؛ وهذا حرام، حرام، حرام... "
صُعقت الأمّ وصرخ عقلُها مستنفرا. افتعلت هدوءا لا عهد لها بالقدرة عليه وقالت:" مهلا، سيّدتي الفاضلة، نحن مسلمون مثلكِ تماما ونحترم التعاليم الدينيّة؛ لا بل نُجلّ أيضا العلوم والآداب والكرّاس والكتاب و... ! "
وقبل أن تهمّ بالمغادرة وبعينيها قذى، أردفت: "عذرا، سيّدتي فخشيتُك لا مبرّر لها أبدا ما دام كلّ إنسان مسؤولا عن أعماله !"
مساكن، في 6 جانفي 2017
صفيّة قم بن عبد الجليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق