اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

أيّها المسافر في دمي | صفيّة قم بن عبد الجليل ــ تونس

من نصّ " أيّها المسافر في دمي" من كتابي: أزهار الخشخاش

...دمعت عيناها وجدا ولوعةً وندّت منها تنهيدة مشحونة بأوجاع العمر وكبوات ذاك العشق المتين الّذي ظنّته سرمديّا. تأمّلت أناملها المتخشّبة؛ "يا لارتعاشاتها، يوم كان يقبّلها بلهفة العاشق المشتاق ثمّ يدسّها بين كفّيه أو في صدره فيتصادى النّبضان وترفّ الجفون ويغمر الضّياءُ الرّوحين فيمتلكان الكون بأسره! يا لسحر تلك الأنامل وهي تعبر سهلَه وجبلَه فيمسي نبضَها الواجف الرّاجف وعبْدَها المطيع وظلَّها الوارف، فيقسم بحماس النّشوة: " حبيبتي أنتِ، إلى الأبد...!"

ياااه، ياااه يا زمن! يا لسطوتك يا زمن؟! كيف لذاك الوهج أن ينطفئ ولذاك اللّهب أن يخمد؟! أين اختفى كلّ ذاك البهاء؟! كيف تنتحر شهقة البحر الهادر في الحناجر؟! كيف للموت أن يغشى الحياة فلا يجد من أهلها غير الاستسلام المدمّر؟! كيف للعدم أن يلتهم كلّ سعير تلك الأشواق وكلّ تغاريد تلك الأحلام ولا يترك غير دموع نضبت منها المآقي فشخصتْ فَزِعةً ترقب في عجز كلّيٍّ تبعثرَ آخر خيط مزقا مزقا؟! أيّ قوّة خارقة لبستها ومنعتها هذه المرّة من لملمة الجرح ورتق المزق؟!
مارد جبّار شرس هو الصّراع بين الإحساس بدوس الكرامة وحتميّة صيانة الكبرياء! كم هو مؤلم جدّا أن يمسي الحبيبُ الخصمَ اللّدودَ الشّرسَ، وكم هو مخجل أن تنشب الحرب أنيابها فيهما فلا يستطيعان لها صدّا!
قالت زاجرة نفسها المترنّحة اللّجوج: " ها قد اصطدمت هامتكِ بجدار صدّ ما عدتِ قادرة على اختراقه ولا راغبة في نبش كوّة فيه؛ وعليكِ أن تفتضّي ـ على كِبَرٍ ـ بكارة صمتك لأنّه ما عاد يُجدي! تجرّعتِ العلقم كثيرا وصمتِّ طويلا، فما زاده تصبّركِ إلّا إمعانا في الأذى والإذلال...! "
سمعته، ككلّ مرّة كذبا يبرّر ولا يعتذر! رأته يسقط من شامخ فتُدَقّ عظامه، فما هرولت إليه وما ساعدته على النّهوض، كما كانت تفعل، وما حزنت عليه! من أين لها بهذه القسوة الشّرسة وهي الحنون الرّؤوم المُحبّة المتسامحة؟! حدجته بنظرات بائسة يائسة وبراكين نقمة وكراهية لم تعهدها تلتهم الأخضر واليابس، فتتصاعد روائح عَفَن موبوء سكنت روحه وإن تجمّل وتخفّى وراء ألف قناع!
ما عاد يعنيها من أمره شيء! فلتبقَ الجثّة النّتنة في العراء! فليأت غراب يواريها التراب! فلتُبعثْ من سراديب ظلمتها! فلتعد ريما إلى عادتها القديمة! ما عاد يعنيها من زير الإماء شيء... كلّ ما يعنيها الآن أن ترمّم شروخها المتصدّعة وقد اخترقت الشرنقة النّحاسيّة المضطرمة زيفا وجحودا... كلّ ما يعنيها ـ وقد مزّقت الكفن الّذي دثّرها به طيلة سنوات جفّ ضرعها ونضب نَبضُها ـ أن تبعثَ نفسَها بنفسها وأن تكسوَها بذاتها حلّة تليق بها وأن تُنجز ما به تصفع النّذالة صفعا مسؤولا وتبصق في وجه الخذلان وتفقأ عيني العجز، ذاك الّذي كبّلها طويلا وحملها كرها على أن تكتم أنفاس فظاعات كثيرة وتئدها، علّ التوبة تأتي!
صفيّة قم بن عبد الجليل، تونس

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...