الشوق مازال في المهد
يشتكي حلما غض الملامح
وأنا مازلت صغيرا
لم أبلغ الخمسين ... بعد
أوراقي تتناثر على شفة نهر
تتربص قدوم زورق أبيض
وعلى الضفة الأخرى
شجيرة عوسج عذرية الأطراف
ترقب الزورق الآتي ...
من ثنايا ضباب غاضب المجذاف
بينما قبرة النهر ترقص
على لحن ناي ... وموال حزين
أرهقها الحنين ...
عابر يمتطي جدول الحتف
يناظر آخر صورة
في قبة سماء شاحبة ...
لم يبلغ الخمسين
كما أنا ... قلت لنفسي
تاه في الدرب الأنين
لكن تعاريج السنين
أنهكت بعضا من حناياه
والماء مازال يسير
على هواه ... كما يشاء
لا يأبه بما جاد القضاء
يقارع الأوراق
تختفي الأحداق
تنزوي الأشواق
جوقة اللقالق تحلق عبر الأثير
تنسج لوحة الصمت المثيرة
تتهافت اللهفة الأخيرة ...
هكذا مرت من هناك
دون أن ترمي التحية
على حفنة الأوراق
أو على العاشق المسكين
يا لقهر ذلك الزمن الضنين
هكذا قالها النهر
دون ضجيج ... أو قرقعة
فإن الموت لا يحتاج لتلك المعمعة
ظل الصبية خلف أيكة
تلملم بعضا من بقاياها
الزورق لم يأت بعد ...
وأوراقي تنتظر على رصيف ماء
تلك القبرة غادرت مقهى الناسكين
قررت للتو ولوج دار الزاهدين
الشوق مازال طفلا ...
يشتكي حلما غض الغصون
وأنا مازلت صغيرا ...
لم أبلغ بعد كل هذا
ضفة الخمسين ...
___________
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق