اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

القصيدة الميّتة ــ اصطياد | قصص : مصطفى الحاج حسين

القصيدة الميّتة ــ اصطياد  | قصص : مصطفى الحاج حسين .

لم أكتب من شهرين ، ليس من عادتي
ذلك . كان لا يمرّ اسبوع ، دون أن أكتب قصيدة أو أثنتين .. ولكن لا عجب ، فما يحدث يبعدني عن الحياة كلها ، يخيّل إليّ
أنّ قدوم الموت خير منقذ لي .. مشاكل كثيرة .. في كلّ جانب من حياتي ، تتطاول
مشكلة وتكبر .. هل الموت هو الخلاص ، يبدو لي ذلك ، وبخاصة حين أرى أهلي الذين ترشحهم آمالي لمساعدتي ، يشكلون
عصابة على زوجتي ، وحين تشكو أصبّرها
وأواسيها :
- اصبري ياهيفاء .. تعرفين أنني لا أستطيع
أن أتحداهم .

- ولكن إلى متى ؟.. بعد أن أجن !؟.
- وماذا تريدينني أن أفعل ، هل تريدين أن
نطرد من الببت ، وتعرفين أنّ لا مال لديّ ؟!؟
- ومتى سيصبح عندك مالاً ؟ .. وأحوالك تزداد سوءاً ..؟
أبتلع غصتي بصمتٍ :
- لا ذنب لي ياهيفاء ، حظّي سيء ، ألا ترين
أنّ الفشل يتربّص لي وراء كلّ مشروع .
- أنتَ طوال عمرك ستبقى فاشلاً .. لأنّكَ لا
تسمع كلامي .
- اسكتي ياهيفاء .. اسكتي .. كيف أسمع كلامك ؟! .. أترين أن أبقى أجيراً عند الناس ؟ .
- على الأقل أفضل ، من كلّ مشاريعك ومخطّطاتك .
وهنا أكاد أفقد صوابي .. وأصرخ :
- مابها مشاريعي ؟!.. إنها ليست فاشلة ، اسألي أيّ غبيّ في العالم ، هل يفضّل أن يبقى أجيراً ، أم يفتح دكاناً على حسابه ؟..
ليس ذنبي أنا إذا الدكان لم تنطلق .. حوّلتها
من عملٍ إلى آخر ، صرت " مسبّع كارات " ،
تصليح غازات ، بيع أدوات كهربائية ، دهانات
، استدنت من التجار ، دينت الزبائن .. وصرت أعوي وراءهم ، ولا أحد يدفع لي ..
والتجار يطالبونني بمالهم .
حتى بيع الخضار لم أنسه .. وماذا كانت النتيجة ؟.. خسارة كبيرة خلال أسبوع
واحد .
ويستمر الحديث ، وغصّة ملء الحياة تُنشب أظفارها في حنجرتي ، ومرارة تكبر
في حلقي . حينها تنسحب هيفاء من الحديث .. فأشعل سيجارة وأطلب كأس شاي .
فجأة تعود هيفاء للكلام .. وكأنّها سكتت لتستريح :
- هنا شطارتك فقط .. شاي ودخان وقراءة
كتب .
أشتم الشاي والكتب :
- أنتِ تعرفين من قبل الزواج حبّي للشاي ،
وتعرفين أنّي شاعر ، وهل هناك شاعر لا يقرأ
.. ؟! ، يكفي أنّ قراءاتي تكاد تنعدم ، ويكفي
أنني منذ أكثر من شهرين لم أكتب أية قصيدة .
- حمّلني السبب أيضاً .
- نعم أنت السبب .. عشرة أشهر ونحن متزوجان ، ماذا كتبت ؟؟!! .. ثلاث قصائد ؟
.. كنت أكتب أكثر من خمس قصائد في الشهر الواحد .
وهنا يلذ لهيفاء أن تعيد أسطوانة السخرية :
- وماذا استفدنا من شعرك ؟؟.. أعرض كلّ
قصائدك للبيع .. لن يدفعوا لك قرشاً واحداً.
وأعود لأصرخ :
- هيفاء .. لم أعد أحتمل، إذهبي وأحضري إبريق الشاي .
تذهب هيفاء ، وأبقى وحدي ، في غرفتي اليتيمة ، المفروشة بسرير وأريكة وخزانة وماكينة خياطة لهيفاء .. ومسجلة
صغيرة . وأسأل نفسي :
- هل أخطأت في زواجي من هيفاء ياترى ؟.
أكانت ' ناديا " أفضل ؟ .
وأتذكر " ناديا " ، أمدّ يدي للدرج ، أستخرج جريدة ، فيها قصيدة لها، مع صورتها .. أتأملها ملياً ، وأقرأ القصيدة بتلذذ
وأغوص في الذكريات :
- ناديا.. أحبّكِ ، كتبتُ عنكِ أكثر من مائة قصيدة ، لقد خلّدتكِ ، أصبحتِ " ماتيلدا"
أو " إلزا " .
وتبقى' ناديا " صامتة .
- ناديا .. أحبّكِ .. أرجوكِ تكلمي .
ترفع رأسها ، أبصر في عينيها قرارها النهائي:
- شادي .. أنتَ تعلم أنّي مهندسة ، وأنتَ عامل، وأهلي ..
فأضع يدي على فمها ، أرجوكِ فهمت ..
نفترق ، وجرحٌ بمسافة الأرض يفترشني :
- ستندمين ياناديا .. لن يكتب عنكِ سواي .
وأحتسي الشاي وأنا أفكر :
- هل أحبّ هيفاء حقاً ؟ .
نعم .. ويجب عليّ أن أحبّها .. لقد رفضت الكثيرين من أجلي ، منذ طفولتها وهي تحبني ، وظلّت تنتظر حتّى طلبتها .. هيفاء
جميلة ، أجمل من نادية ...وأكثر طولاً ، لكن
لو كانت تكتب الشعر ، أو تحبه على أقل تقدير .
وتنام هيفاء .. أعرف أنها تضيق بنور
المصباح .. ولكنّ رغبة شديدة في الكتابة تتملّكني .. هل سأفلح ؟.. بتّ أخجل من
أصدقائي ، كلّما سألوني :
- هل من جديد ؟! .
لكن مشكلة من نوع آخر ، تنبثق من داخلي ، صرت أخاف الكتابة .. إنّي حزين
ولو كتبت قصيدة ، فسيأتي ناقد ويقول :
- لماذا هذا الحزن والتشاؤم ؟!.. أكتب عن
الفرح ، والأمل ، والوطن .
ولكن أين الفرح ؟.. لا أستطيع أن أكتب
إلّا عن تجربتي .. وسيأتي آخر يقول :
- هذه قصيدة غنائية ، فلماذا لا تتحوّل إلى
الكتابة الواقعية ؟! .
ماأكثر توجيهات النقاد واقتراحاتهم ؟..
هذا يطالب بالواقعية .. وهذا بالغنائيّة .. وهذا بالبنيويّة .. وآخر بالسرياليّة ، وهذا
يريد البساطة ، والثاني يريد التّصوير،وسواه
يطالب بالتّرميز ، ولا بخلو الأمر ممن يطالب
باستخدام الأسطورة ، هذا يقول :
- لماذا تهجر شعر التفعيلة ؟! .
كلّهم متناقضون .. والكلّ يطالب ويتّهم ..
- أكتب قصيدة طويلة .. فهي تساعدك على
سبر أغوارك ، القصيرة سهلة .
- أكتب بحساسيّة الثمانينات
- تحدّث عن الجزئيات .
- لا .. بل عن الكلّيات .
- ضع الجمهور في حسبانك .
- ارتفع عن الجمهور .
- لا .. تتخلّ عن القافية .
- لا .. تقع في المباشرة .
- أكتب مثلي تكن شاعراً .
- لا تخالفني تنل النجاح .
كيف لي أن أكتب ؟.. وكلّ هذه الأمور
تدور في رأسي ؟! .
هيفاء .. تتقلّب على السّرير ، ترفع رأسها بعض الشيء .. تفتح عينيها قليلاً ..
وتسأل :
- هل انتهيت من الكتابة ؟
- لم أكتب بعد .
- شادي .. أرجوك أن تطفئ النور .. ألن تذهب إلى الدكان باكراً ؟ .
- حسناً لن أكتب بعد اليوم .
ينطفئ المصباح ، تنطفئ رغبتي في
الكتابة .. ونشتعل أنا وهيفاء .. وتلوح لي
ناديا .. فأذهب .. وأذهب بعيداً .. ولا أصل .


اصطياد ...

قصة : مصطفى الحاج حسين .

انتبه إلى نظراتها المرسلة إليه ، نظرات
حارّة فيهن مناداة وصخب ، تلفّت حوله ، استطلع وجوه الرّكاب ، فتيقّن أنّ نظراتها لا
تقصد سواه .. فأخذ يبادلها النظرات من مكانه .
كانت جالسة على المقعد ، لا تفصله عنها سوى بضعة مقاعد ، وشعر بأنّها تبتسم
له ، فأراد أن يردّ على ابتسامتها ، حتّى يجعلها تفهم أنّه فهم مغزى نظراتها وابتساماتها ، وأراد أن يتقدّم نحوها ، لكنّ الزّحام الشّديد منعه من التّحرك ، رجال ونساء وأطفال وأمتعة ، تقف متراصة في
طريقه .. فقرّر أن ينتظر الفرصة السّانحة ،
حتّى يهرع إلى كرسيها ، ويقف بالقرب منها
يتبادل النّظرات معها عن كثب ، ويطلب منها
النّزول .
تلمّس جيبه ، وقال في سرّهِ :
- النقود تكفي .. أستطيع أن أدعوها إلى أيّ
مكان تختاره .
وعاد ليتمعّن بها من جديد ، فوجدها كببرة عليه ، فهو يصلح أن يكون من سنّ
أولادها :
- لو كانت أصغر من هذا السّن ، لكنتُ أخذتها
إلى السّينما ، وهناك عندما تنطفئ الأنوار يبدأ عملي .
هكذا كان يفكّر ، وفجأة داهمه إحساس
بأنّه يعرف هذه المرأة !! .. فوجهها ليس غريباً عليه .. وأخذ يتذكّر .
ولكن فكرة انبثقت في رأسه ، جعلته ينسى حكاية شكلها المألوف :
- نعم .. ماذا لو أخذتها إلى العمارة ، التي أعمل بها مع والدي ؟ .. أغافل الحارس ، وأتسلّل بحذر برفقتها إلى الملجأ .
لا .. لا .. المكان غير مناسب ، فالملجأ
مليء بالأحجار والأتربة ، والأفظع من كلّ هذا ، أنّ العمال لا يقضون حاجاتهم إلاّ في
هذا المكان ، البعيد عن الأنطار .
إذاً .. أين ينبغي عليه أن يأخذ هذه المرأة ، التي لم تحوّل نطراتها عنه ، طوال
الطريق ؟ .
هل يعرض على الحارس " حسن " أن
يسمح له بغرفته بعض الوقت ؟ .. " فحسن"
يملك فراشاً على الأقل ، وإن كان هذا الفراش حقيراً ووسخاً ، سيحتمل روائح الغرفة الكريهة بعض الوقت ، وإلاّ إلى أين
سيذهبان ؟ .. لا مكان آخر يمكنه أخذها إليه.
- فكرة أن أذهب معها إلى بيتها مرفوضة بالتأكيد ، لأنّي أخاف من مكائد جنس حوّاء ،
فربما كان لهذه المرأة هدف آخر من اصطحابها لي .. لن أذهب معها إن عرضت عليّ ، حتّى وإن اضطررتُ لتركها ، فإن شاءت ذهبت معي ، وإلاّ فهي حرّة .
وتساءل إن كان " حسن " يقبل أن يعطيه غرفته بعض الوقت ؟ .. أليس من
الجائز أن يخبر والده ، ويسبب له فضيحة
ليست في الخاطر ؟.
- سأقنعه .. سأدفع له نقوداً ، وإن أراد ، فلا
مانع عندي أن يشاركني على صاحبتي ، ماذا
سأخسر ؟.. إن سمحت له ، أن يشاركني عليها !! .. هل هي زوجتي ؟ .. هي مجرد عاهرة لا أكثر ، ولكن .. سأشترط عليه ، أن لا يلمسها قبلي ، لأنّي أنا الذي اصطدتها ، في
البداية سأتمسّك بموقفي ، حتى إن وجدته
مصمّماً ، على أن يسبقني ، وهو سيفعل بالتأكيد ، لأنّه أكبر منّي في العمر ، وهو خنزير وأنا أعرفه حق المعرفة ، أقول إن صمّم ، فلن يكون بوسعي أن أفعل معه شيئاً
لأنّي اليوم بحاجته ، ثمّ ماذا يضير إن كنتُ
صاحب الدور الثاني ؟! .. المهم لن أدع هذه
الصّيدة تفلت منّي .
وتذكر " سامح " ابن عمه ، الذي لا تعجبه فوضى " رضوان " ، فقال :
- فالتنعم أنت يا سامح في دراستك ، التي جعلتك لا تعرف من الدنيا شيئاً غيرها ، فهنيئاً لك بكتبك ، أمّا أنا فهنيئاً لي بهذه المرأة ، التي أشبعتني نظرات وابتسامات .
وكان كلّما أكّد بوجهها ، تضاعف شعوره
بأنّها ليست غريبة عنه ، ولكنّه لا يذكر أين
ومتى رآها ؟! .
وتوقفت الحافلة ، عند موقف " باب الحديد " ، وعلى الفور نهضت المرأة تريد النزول ، فأسرع " رضوان " ليهبط من الباب
الثاني ، قبل أن يفقدها .
قفز فوق الرصيف ، تلفّت حوله يبحث عنها ، فوجدها على بعد خطوات ، تقف وتنظر إليه .. تحرّك نحوها ، شاعراً باضطراب شديد ، فهو لأوّل مرة في حياته ،
يتعرّض لمثل هذا الموقف .
وصل إليها وهو يرتعش ، لذلك كان ينظر إلى الأرض ، لأنّه شعر بعدم قدرته على
النّظر في عينيها عن كثب ... وفجأة كلّمته:
- إلى أين كنت ذاهباً ؟ .
رفع رأسه قليلاً ، هذا الصّوت ليس غريباً عليه !! .. وكانت دهشته كبيرة ، غير
متوقعة !!!! .. فصرخ مذعوراً ، دون أن ينتبه ، وقد اعتلى وجهه الخوف والشحوب:
- أنتِ .. ؟!؟!.. غير معقول !!!.
- ومن كنت تطنني طوال الطّريق ؟!
رد بتلعثم وارتباك شديدين :
- ظننتكِ ...ظننتكِ ..
وتحجّر لسانه .. واختنقت عباراته .. فما كان منه .. سوى أن يطلق ساقيه للهروب .. ركض .. تلفّت .. ارتطم بالمارة ..
وأمه مندهشة .. مما أصاب ابنها " رضوان "
تنادي خلفه :
- تعال يا بني .. ساعدني بشراء الخضار .


مصطفى الحاج حسين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...