قالتْ له : قبل أن تخرج من البيت صباحاً ، قبلني ، حتى تعود إلى حضني بعد العصر . أصابته الدهشة من هذا الطلب البسيط ، لكنه مالبث أن ضمها إلى صدره ، حتى كادت أضلاعها تمتزج بقلبه ، الزمن يمر ، والقبلة مازالتْ على قيد الحياة . ذاتَ يومٍ كانت الرياح شمالية غربية ، تقهر أشجار السنديان ، أوراق الخريف تتناثر على حواف زقاق ، استيقظ متأخراً ، إحتسى ثيابه كما وميض البرق الذي كان يداعب المطر ،
ناولته معطفه الأسود ذي الأزرار الخمسة ، فتح الباب الخشبي المبتل شوقاً ، كاد أن يخرج ، قالتْ له : ألم تنسى شيئاً ؟ أومأ برأسه موافقاً ، لكنه لم يعد ، قال : دعيها دين علي ، عندما أعود لك ثلاثاً أو أكثر ، غشاه المطر وبعضُ ضباب ، بعدما حل المساء بقليل ، نبح كلب صغير ، لم يكن نباحه يشبه ذلك الصباح ، لحظات رمادية تعبر الأفق ، عندما أرخى الصقيع جدائله ، كانت ترتدي معطفه الأسود الداكن ...
______
وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق