(أأنت ذنبي أم ذنب الوطن)،استطرد (عبد الجبار) و هو ينظر إلى ولده (جون) يرتع أمامه مكلما شخصيات قد جسدها أمامه يحاورها بلكنة انجليزية بريئة و سنه لم يتعد الثلاث سنوات بعد،فخطرت بباله تساؤلات ما خطرت له منذ أن حل بهذا الوطن ،فعاداته تشبه الانجليز و الغرب و لا تمت للعرب و المسلمين بصلة،و هذا ما يؤرقه و يقض مضجعه،فطفق يفكر فيما دفعه إلى الاستقرار في هذا البلد و ترك وطنه،و في هذه اللحظة بالذات أصابه غضب مكتوم و صراخ بداخله يقول:أي وطن تركت؟؟؟و ما معنى كلمة
وطن؟؟قد ولدت فيه و عانيت في دراستي به و عشت بقاموس الفقر أقتات على القسوة و القسوة تقتات علي،فركبت مركب عزيمتي و امتطيت إرادتي و عاندت رياح الخيبة حتى صرت عالما في الكيمياء و لما أردت أن أمد يد العون إلى وطني أدار رأسه عني و انصرف،فلم ينفعني التقاذف بين المكاتب غير نقص القيمة و مرارة الذل،أي وطن هذا الذي يقتل حلمك في رحمه و حين يكون سخيا يعطيك كفنا و يهديك قبرا،ها أنا اليوم في بلد احتضنني بأزهاره و قدم لي كل ما أريد،و لكنني غريب،غريب عن (مارغريت) زوجتي و عن ابني (جون) و ليس لي حيلة غير البقاء بقربهما فلا أنا قادر على تركهما و الرجوع من حيث بدأت و لا هما قادران على سلخ جلدهما و يغيرا دينهما هذا و عاداتهما و تقاليدهما.فذنب من هذا؟؟؟أذنبي أنا أم ذنب الوطن؟؟؟ و في هذا الوقت نادتني (مارغريت):(العشاء جاهز)،فقمت من مكاني أحمل(ولدي) و علقت على محياي بسمة نفاق أمامها بعدما محوت تجهما يقيني السؤال،فجلست إلى الطاولة رغما عني بعدما طمرت هواجسي بصدري و رحت أعيش عيشة رغما عني أيضا.
*بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.
وطن؟؟قد ولدت فيه و عانيت في دراستي به و عشت بقاموس الفقر أقتات على القسوة و القسوة تقتات علي،فركبت مركب عزيمتي و امتطيت إرادتي و عاندت رياح الخيبة حتى صرت عالما في الكيمياء و لما أردت أن أمد يد العون إلى وطني أدار رأسه عني و انصرف،فلم ينفعني التقاذف بين المكاتب غير نقص القيمة و مرارة الذل،أي وطن هذا الذي يقتل حلمك في رحمه و حين يكون سخيا يعطيك كفنا و يهديك قبرا،ها أنا اليوم في بلد احتضنني بأزهاره و قدم لي كل ما أريد،و لكنني غريب،غريب عن (مارغريت) زوجتي و عن ابني (جون) و ليس لي حيلة غير البقاء بقربهما فلا أنا قادر على تركهما و الرجوع من حيث بدأت و لا هما قادران على سلخ جلدهما و يغيرا دينهما هذا و عاداتهما و تقاليدهما.فذنب من هذا؟؟؟أذنبي أنا أم ذنب الوطن؟؟؟ و في هذا الوقت نادتني (مارغريت):(العشاء جاهز)،فقمت من مكاني أحمل(ولدي) و علقت على محياي بسمة نفاق أمامها بعدما محوت تجهما يقيني السؤال،فجلست إلى الطاولة رغما عني بعدما طمرت هواجسي بصدري و رحت أعيش عيشة رغما عني أيضا.
*بقلم الكاتب:بن عمارة مصطفى خالد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق