هجمَ على بيتنا فاتِكٌ لا يَرَى غيرَ حَظِّ نفسِه ، فغَلَّ مالِكَه وقَتَّلَ عُمَّارَهُ وأسالَ على أركانِه وجوانِبِه الدَّمَ ، وأطعمَ في سبيلِه كلابَهُ ؛ فما هرَّتْ وطاعَتْ وأستَنوَقَت ، ورَشا الخَفَرَ فصاروا لهُ إلبًا على قاصدي استِنفاذِهِ ، واستَعدَى المُحَكَّمينَ مِن أزوادِهِ ؛ فسَرَى السُّحتُ في أحكامِهم ، وأعانَ على انتهابِه اللصوصَ فصاروا من جُندِه وحَفَدِه وعِترَتِه ، وأطلَقَ في سوحِه الفَسَقَةَ والعواهِر فأسهَروا ليلَه وطبَّلوا وزَمَّروا ، ثمَّ راحَ يبيعُ من بُستانِه ما لا يملكُ بعدَ أن عسَّرَ سبيلَ الماءِ إلَيه ، والعجيبُ أن أخلَدَ إليه لفيفٌ من الجيران فسَلَّمَهُ رجالُهم أقفِيَتَهم ، وحَكَّمَت أنامِلَه في نهودهِنَّ نساؤهم ، وما درَوا أنَّ الخرقَ في السفينَةِ
وشيكٌ أن يُغرِقَ قُطَّانها ، و لن يرحمَ حينَئِذٍ في اندفاقِ المَدِّ وتوَثُّبِ الأواذِيِّ رُبَّانَها .
(محمد رشاد محمود)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق