اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

صغيرة كنت | وفاء شهاب الدين

مئذنة المسجد الأكبر تمد قريتنا _في تلك الليلة المظلمة_ ألقاَ مبهراً تنقطع الأنفاس حين تتابعه..يمسك بيده القوية يدها الغضة، ترفع رأسها طوال الطريق تراقب ملامحه الأخاذة، يتمتم بكلمات تبدو لها مملة ، تنشغل عن تمتماته بعد حصى الطريق، تضيق بكثرة من يستوقفونه فيسلبونها تلك اللحظات الساحرة التي قلما ما يجود بها وقته النفيس، ينحني أحدهم ليقبل يده فيسحبها في حياء، يناديه احدهم ب"سيدنا" فيحني رأسه ليخفي حمرة الخجل التي خضبت الوجه الندي، يمنحني أحدهم ابتسامة ليجامله فأكشر له عن أنيابي كوسيلة يائسة للحصول على اهتمام حبيبي والاستئثار به.

بين كل خطوة وخطوة لقاء وبين كل لقاء ولقاء آخر ..مددت يدي الصغيرة أمسك بذراعه القوي فشعرت أنني قزمة، له طول فارع ككل شيء من حولي لكن لطوله معنى البهاء.
صغيرة كنت ..أشتهي قطعة حلوى مثلي صغيرة ، أصارحه في خفر ..تلك المئذنة الكبيرة البيضاء والتي قدت من حلوى ..جل أمنياتي أن أحصل على قطعة منها ..
يرفع حاجبيه ويمنحني نظرة استغراب آسرة، ينقل بصره بيني وبين المئذنة التي أضفت عليها طفولتي خيال الحلوى ..ابتسم أخير ثم قال:
"عندما يحين الأجل سيأخذ كلٌ قسطة "
قفزت لأعلى "أريدها الآن ..
قال "سأمنحك شيئاً اكثر جمالاً"
كسوت غضبي طعم الصمت وسرعان ما كسرت صمتي وناديته فأجاب برقة"نعم...وفاء"
قلت:"عدني أن تأتيني بقطعة منها يوما ما..
ابتسم فزانت ابتسامته جنبات القرية وأجبرت قمرها على الانتصاف وقال"سأحاول"
عشرون عاما مرت واشتقت إلى خطواته الغائبة تحتضن ذاك الطريق ..أقطعه وحدي،أتأمل جانبي الدرب الذي أنارته الكهرباء وهجره القمر ..أسير بلا فخر أسيرة اليتم ..أرتدي الأسود ..لا أحد يناديني ولا أحد يجاملني..أمشي باستقامه اليائس منذ فقدت سحر قفزاتي ..وقعت على أطلاله نظراتي ..بحثت عيني لحاح عن مئذنتي فلم أعثر عليها ..تجمدت خطواتي ووقفت في منتصف الطريق أواري دمعاتي ..اقترب مني عجوز فسألته"عماه...أين المئذنة؟
لم أنل قسطي ..استأثر به الموت فحرمني يده التي تربت على أوجاعي وحلم حوايّ التي عشت جل حياتي أنتظر قطعة منها .
في الصباح تثاقلت خطواتي التي أدفعها دفعاً إلى المقبرة..توقفت أمامه..مازال ممدداً في شموخ هناك حيث يفنى الجسد..ركعت أمامه..أتأمل شاهد قبره، غلبت الدموع طبعي الجسور وهو الذي لطالما شعر بالوجع لبكائي..مسحت دموعي واحتضنت ما تبقي لي منه وهمست " لم لم تف بوعدك؟ ..متى تحضر لي الحلوى ..يا ..أبي؟

وفاء شهاب الدين

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...