اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

هي وهو والبحر ــ قصّة قصيرة | صفيّة قم بن عبد الجليل

قالت له وهي تترشّف السّحر من عينيه: أترافقني في...؟
أجابها، دون أن يمهلها حتّى تكمل اقتراحها: أرافقكِ، نعم، أرافقكِ ...
ــ أترافقني دون أن تعرف وجهتي؟؟؟
ــ نعم أفعل وأنا معصوب العينين! دونما قيد أو شرط، ألستِ بؤبؤ العين ومهجة الرّوح؟!!! ألستِ منطادي ومجدافي ؟؟؟
ابتسمت في وَلَه وتيه ومخاتلة وقالت: ألا تخشى معي أن تغرق أو أن تحترق أو أن تهوي من شامخ؟!
ردّ، دونما تردّد: كلّ مناي أن أغرق في مدار أمواج روحك وأن أحترق بصبابة شهبك وألّا أصحو أبدا إلّا على نار الشوق إليكِ،

سكنت إليه روحها وأخذتها العزّة بالعشق وتراءت لها كعاب الأمنيات خافقات، راقصات، طربات، هازجات... غير أنّ حيرة الترحال التي لا تفارقها دفعتها إلى السّؤال: ما أنتَ فاعل لو ضاع منّا الدّرب، يوما أو فقدنا البوصلة أو عدمنا الجهات الستّ؟
أجابها بحزم الرّجال وجزم الشّجعان: ننحتُ لنا دربا آخر ونخترق الضّباب ونؤمّ سبيلنا... وما حاجتنا إلى البوصلة وأنتِ قبلتي ومحرابي؟
تهادى إليها الدّرب بساطا مخمليّا موشّى بأعذب ترانيم الرّوح وأجلّ عرائس الأمنيات، فعاتبت ظنّها وألجمت نفسها فجورها وألزمتها تقواها وحمدت الله الذّي سوّاها وإليه هداها ولم تتردّد في أن تطوّقه بذراعيها وأن تضمّه إليها ولسان روحها يرتّل: " اليومَ كملت نعمتي ورضيتُ بالعشق دينا! " وبجموح الرّغبة والدّهشة حملتهُ زقفونة وطارت، محلّقة عاليا، عاليا بين النّجوم ...
كان نسرها العتيدَ وفحلها الشّديدَ وظلّها الفريدَ وكانت ريحانته التّي لا يعرف غيرها طيبا... حتّى اكفهرّت السّماء، ذات يوم وغشّتهما العتمة وغارت دونهما كلّ الجهات إلّا البحر وقد تعالى هديره وصمّ آذنهما زئيره فأضحى الدّرب يبابا والحلم سرابا ..
...والخلاص امتحانا يسيرا أو عسيرا
طال بهما الصّمتُ حتّى خشيت الخرسَ، فبادرته: أتحملني لنجتاز البحرَ، فقد سئمتُ البقاء هنا؟
فكّر وتدبّر الأمر ثمّ أجابها: لستُ بقادر على حمل نفسي، فكيف لي أن أحملكِ؟!
أردفت وقد تشظّى صبرها: أتخشى الغرق وأنا مجدافك العتيد؟! ما دمنا معا لن تغلبنا العتمة ومن يحبّ الحياة لا يخش الغرق!
سكن إلى الصمت وتشبّث بالتدبير وسعت إلى تحفيز الهمّة للنّجاة من هذا المصير وبرمق ودّ ضرير رجته أن يعبرا البحرَ معا فما خُلقا لغيرذلك... ورجاها أن تتريّث وأن ينتظرا القمر أو بعض السيّارة فيجدا لهما مخرجا
عيلَ جلَدُها وقد أضحى الخلاص عصيّا ولا ترجو عصا ولا نبيّا... ناءت بحملها وعادت إليه تسأله: أ أحملكَ أم نصنع من وتد الجَلَد زورقا فننجو ولا ننتظر مَنّا ولا سلوى ولا رطبا؟
قال: أبِاك والظمأ إلى المغامرة التّي قد لا تُحمَد عقباها وهل نحن في جوف بئر حتّى نخشى الضّياع؟ صبرا جميلا يا امرأة! .
قالت مستنفرة: لا صبر لي بلا صهيل درب... لا حياة لي بلا دهشة حلم... لا عشق لي بلاجذوة أفق... اُنظر إلى السّماء، ما أرحبها وهذا البحر ما أشدّ زرقته فلتكن لي جناحين او مجدافين ولأكن لك القمر الذّي لا يأفل والموج الذي لا يغدر ...
!نظر إليها كما لم يعرفها إلّا اللّحظة وقال في برود وأناة: لنا هذه الأرض مستقرّا إلى حين
صاحت فردّد الخلاء صداها: لا قرار بدون قبلة نتخيّرها من بين الجهات... لقد سئمتُ هذا الصّقيع يجتاحني... سئمتُ... غربتي وأنا معك... سئمتُ سكوني والأعاصير بين جوانحي... سئمتُ خرسي والبراكين تغتالني... هلّا ادركتَ صهيل الرّوح فيّ ونزيف القول منّي يا رفيق دربي ؟؟؟
صرخ في وجهها في هستيريا: أيّ نزق تحملين وأيّ خور تقولين... كانّكِ لستِ أنتِ التّي أعرفها وأحببتها... تجمّلي بالصّبر وانتظري... انتظري... انتظري ...
تعالى صراخها: ماذا أنتظر؟ بربّك ماذا أنتظر؟ أتمطر السّماء شهدا يبدّد علقم القيد؟ أيهدينا البحر فرحا يجرف الوجع ونحن على شاطئه ننتظر؟! دلّني على حكمة الانتظار أكن لكَ أمَة مطيعة...
ضحك بمرارة ممزوجة سخرية وهو يردّد: تكونين أمة مطيعة!!! هذه تُضاف إلى العجائب السبع أو إلى إحدى علامات الساعة!! أنسيتِ أنّكِ ابنة ذاك الجيل وصنيعته؟! أنسيتِ أنّك...
ــ لا، لم أنسَ ولن أنسى وإنّني لكذلك وكلّي فخر أن أكون قد نهلتُ من معين أفكاره الخلّاقة حتّى ما عاد بي ظمأ ولا جوع ولا خوف ولا نصب... اُنظر جيّدا ولا تنتظر منّي غير ما أنا فاعلة الآن: سأعبر البحر، سباحة، طيرانا، إسراء ومعراجا... فهل تأتي معي؟ ألا تؤنسني؟ ألستَ حبيبي؟
لم تنتظر منه ردّا وهي التي لم تفقه حكمة انتظاره... وعلى غرّة منه جذبته إليها جذبة وغابا في اليمّ ...

صفيّة قم، ابن عبد الجليل

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...