روحي دائمةُ التمرّدِ على قضبانِ جسدٍ معدمٍ
سأقتاتُ فتاتَ النورِ لأوقدَ شمعة رجاءٍ تأويني
ذواكري وليدةُ لحظاتِ تلاطمِ أمواجِ الحنين
مذاقُها مرٌّ يفتّتُ مآقي المكان
من مخاضِ الشوقِ المؤلمِ لذياكَ الضياء
ينبجسُ حلمي مسيطراً على ذاتي
مضنٍ ضجيجُ تشظيّ اللحظات
يزبدُ بطيات أنفاسي محاراتِ ارتقاءٍ
فأجني غلالَ الصباحِ باقاتِ ريحانٍ
أخبئُها في نبضِ عمرٍ أهديهِ لعينيكَ
استيقظَت بداخلي مآذن الفجر
حمائم سلامكَ غرّدت لتدرّجِ ألوانِ فصولي
هززتُ أوردتي وشراييني ونشرتها في ضوء الشمس
لتستعيد وهجها عطرَ ارتواء
أيقظت دفء الآيات ذات وحيٍّ في أوصالِ روحي
دغدغت أرصفةً خاويةً بمدائنِ رؤايَ
ولملمتُ ما بقي من أحلامٍ عالقة في حلقِ سنيني
لتنتشي أضغاثُ غيومِ ليلي الذابلةُ على نواصي الوجد.
و زفرتُ بثورةٍ تشتهي انعتاقَ أنيني القديمِ اللغاتِ
رذاذُ خيالاتي ترطبُ شفاهَ أمانٍ قاصراتٍ
شقّقها لهيبَ بعدٍ
يغتصبُ أوقاتَ الوحدة، بوساوسِ كافرٍ
رياحُ عزيمتي عصماءٌ
تصفرُ للمسافاتِ النائيةِ الملامحِ
تمزقُ أوراق ألامي المبعثرة هنا وهناك
وترشق سراباتِ الربيعِ بحفنات أمل بارقُ الثغرِ.
ليتكاثفُ فوق ترابي العطشِ لعناقِ سماءات الهوى
هاطلُ أمطاركَ التشرينية الإياب.
بكل ذاك الشوق القابع في حنايا قلبي
أمانٍ و خربشاتِ حروفٍ تخطّ اسمك جدلا.
أتقن ارتداء حلمِي
قبساتِ بوح و هواجس فرح.
أتسللُ من بين أستارِ مسافاتٍ حالت بيننا
أتقمّصُ أروقةَ اللقاءِ وشاحاً وردياً
أعتّقُ قهوةَ صُبحِنا في دلالِ عاشقين من زمنٍ عذريٍّ،
حيثُ درسَت خطواتهم صحراءُ المحظورات.
أحوّجها بهالٍ قطفتُه من حدائقِ زمنٍ معلّقٍ
بين حاضرنا وماضينا.
وفوقَ جمرِ جوىً أوقدَتهُ أنفاسٌ تلهثُ شغفاً
لسرقةِ نيازكَ قبلاتٍ قاتلةٍ، بلا رجاءٍ.
أغليها...
أرسلُ طيبَ ريحها مع النّسيمِ إليك
ليجتاحَكَ خلسةً من بين أجفانِ نومِكَ الأزليّ.
ويلثمُ منكَ سهولاً تتمادى تيهاً بسمرةٍ
تنسابُ قطراتِ عرقٍ عنبريٍّ فوق ذيّاك الجبين.
هنا.... و هناك
نشربها معاً.... إقترب و إرتشف
ذي طقوسُ صباحي وقهوتي اللامحدودةِ بمكانٍ.
وتغريدُ فيروزَ اللازورديُ يلّون بشذى لحنِهِ يومنا الجديدُ بآفاقه المتراميةِ النّورِ.
بشتقلك لا بقدر شوفك
......ولا بقدر أحكيك.
عليا عيسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق