
غدرت بها الأقدار
بمقاييس العرف الذي أدركناه14
وتعودناه وتماهينا به وتماهى بنا
فصّلَنا وفصّلناه
حتى تباهينا بالمقاسات المتطابقات
وأحسسنا التوحد في هذا العرف
.ولكن ذلك لم يكن كالبنيان المرصوص .
كان كخيمة كبيرة جميلة الشكل والزركشه
نصبت في العراء
وأوتادها لم تتجاوز طبقة الرمل الأولى
.وقيل لها اسرحي
أيتها الطيبة الرائعه
بإسمِ الله مسراكِ وبإسمٍ الله مرساكِ
واصمدي بوجه الريح
ولا تخشي النّو
فالأعاصير تخشاكِ.
فمن تربة احتوتك استوحت الحضارات أبجديتها
ومن تناسقك استلهمت الأمم أساليب النظم والقوانين
ونبوءات الرسل
اصطفتكِ
وعين الله ترعاك
فلا خوف عليكِ ولا أنت من المحزونون.
فلتهزأي بعواصف الرمل والغبار
اشمخي وإنّا بفيئك هانئون ..
نسيتم أيها الأحبةُ
أن المواهب لا تلمع إلاّ بعد أن تُصقَل
والعقل قبل التوكّل
واليراع لا يبرَع إلاّ بريشةٍ متينةٍ وحبرٍ صافي.
والخيمة لاتصمد بلون القماش الزاهي .
ولا بخيوطٍ سيئةِ الصنع
ولا بالغَزَلِ الرفيع والتغنّي بها ولها بعلمٍ وبدون علم.
بل تحتاج للتحصين ببطانةٍ واقيه
وتسخَّر لحياكتها أجود الخيوط
المصنوعة من قطن الغاب وحلب والجزيرة وحوران.
على يد أقوى وأنشط وأنظف وأشرف الخياطين .
وحبالها أمتن من الحديد
وأوتادها تتجذر في طبقات الأرض .
وتسمو بأعمدةٍ
من شوامخِ العُذر في بلوران
لتحتضن الجميع بدفئها
وتشمخُ بأنفاسهم وعزائمهم.
ويؤمنوا بالإعتصام بحبالها دون وجل
تامر رسوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق