زينب جاسم الجبوري- (العنقاء السومرية-)المفردات النثرية والخطاب الشعري--- قراءة في نص--مهلا ياسيدي
..... الأديبة والشاعرة (زينب جاسم الجبوري )أديبة وشاعرة حاصلة على شهادة البكالوريوس --كلية البنات --أختصاص لغة عربية-- وهي تمتلك معجم لغوي جميل تكتب القصيدة الشعرية والنثر والخاطرة والمقال فيخرج النص من تحت يديها قصيدة أو لوحة أو منحوتة من كلام. في المقابل، تذهب في شعرها نحو فضاء شاسع وواسع فتجري القصيدة على رسلها، وتخرج من تحت يديها هنيئةً، مريئةً، كالماء تروي وتشفي الغليل. هي مجددة في نثرها أكثر منها في شعرها.
نجحت قصيدة "(مهلا ياسيدي ) في اعتمادها نمط البناء المقطعي المعتمد أساساً على مقطعين يمثل الرجل / القطب الأول، وتمثل المرأة / القطب الثاني فتصبح العلاقة بين القطبين علاقة تقابل، ومن خلال عملية الالتحام والارتباط يتكون النص الشعري. جاء عنوان النص ( مهلا ياسيدي )مترابطاً منذ الوهلة الاولى بالحدث النصي بصورة تبرز القيمة العلائقية بين المضمون والعنوان.. ف ( مهلا )جاءت كمدحل خطابي موجه الى الاخر ( سيدي) يتكون النص من--(5)-مقاطع قصيرة بعدد كلماته المتكونة من (69،) كلمةومجمل عدد الاحرف المكتوبة في النص(302) حرف مقسم على عدد المقاطع التي اخذت بالتصاعد والتنازل بحيث نجد ان المقطع الاول احتوى على( 60 ) حرف ثم يليه المقطع الثاني (43 ) وهو اقل مقطع من الأحرف في النص--ويليه تصاعديا المقطع الثالث المتكون ( 58 )والرابع تصاعديا ب(63-- ) اما المقطع الاخير كان اكثر تصاعديا بدرجة عالية وهو ختام النص --- من يتتبع-- المقاطع الخمسة التي أ وجبها النص الشعري سيجد بانها كلها افعال ذات حراكات منوعة وبايقاعات داخلية وخارجية متوالية، تجعل من الحركية النصية بايقاعها تفتحان للبلاغية التصويرية البؤر المنتجة للتخييل، مما يعني بان عملها البؤري لا يتوقف على مستوى التوليد الدلالي النابع من سيميائية التشكيل اللغوي حسب، بل يذهب إلى أبعد من ذلك في الإفادة من خواص التشكيل البلاغي ومجدها بالمؤثرات البصرية التي تنتجها المفردات لتتشكل منها اجمالا المساحات الشعرية التي تتجاوز بعمقها المفردة نفسها…لاسيما انها من خلال احداثها الضجة الايقاعية تجعلنا نعيش وقع الرؤية وصداها
راقصني ببطء
فقلبي لايحتمل فرحتين
فرحة انك امامي
وفرحة انك تشاركني فرحتي
ومثل رسامة بارعة نوعت ( زينب جاسم) لوحاتها والوانها واضافت الموسيقى الى نصوصها رقة وشفافيـة ومزجت الحلم بالحقيقة وجعلتنا نهيم معها في ملكوت الإلهام وهي تقتفي اثر الكلمات وتستخرج أجمل الكنوز التي تختزنها الروح وتجعل منها مروج خضراء وزهورا وموجات وينابيع محبة على الورقة. لحنها الأساسي الحب، وثيمتها الحياة،وصورها الدهشة والخيال الخصب الذي يمنح المتلقي الرؤى والتأمل، فهي رغم الشوق والاشتياق تشحن زمنها بالكلمات كانما تجمع الماضي الذي يعني لها الغياب مع الحاضر دائما، كما الحب، رفيق الحياة
--لكون الشاعرة استطاعت ان تخرجه من المتفرج الى المؤثر في كينونة الفعل والحدث نفسه، فالاخر نفسه حراكه مرهون بالحركات البرانية.. ( فرحة انك امامي
وفرحة انك تشاركني فرحتي ) حيث افرزت هذه التفاعلية البرانية والالتقاطات الصورية تمازجاً ابداعياً بين الحراك الداخلي والخارجي وكأن كلاهما مخاض للاخر، وبالتالي جاءت ( راقصني ببطء فقلبي لايحتمل فرحتين)
لتفضح الكثير من المكنونات التراكمية وتجعل من المنحنى الدلالي يتخذ شكلاً من اشكال النصوص المتخيلة لكون النص نفسه يفرض عليه هذا النمط التخيلي باعتباره نص مرجعي خطابي موجه”(توقف ياسيدي--أقترب ياسيدي-- رافقني ياسيدي-- أنتبه ياسيدي--) فالمتلقي هنا بلاشك لن يجد نفسه الا وقد ترك خياله يشتغل ليتفاعل ذاتياً مع الاسئلة التي ستأتي طوعياً جراء تلاحمه مع الحدث الشعري
لنجد أن الشاعرة (الجبوري ) شغوفة بالفكرة، وكثافة الأحساس بالكلمات اللامنتهية، فالشاعرة حالمة ، غارقة في تشكيل نصوص الحب المعبرة عن الحياة عبر خلق صور باستخدام لغة تعكس شاعرية عالية و إحساس مرهف صاغته بأسلوب رقيق يتماهى مع الموسيقى و يتلائم تماما مع ما مطلوب منه من أداء إيقاعات القصيدة بالتناغم مع المعنى الذي يرافق الكلمات أو ذلك الكامن خلف باب التأويل والتأمل، وهذا ما نلاحظه في عتبة النص منذ البداية ( مهلا ياسيدي)
.والشاعرة بهذا حققت التوازن الكامل بين بؤرة النص والمعنى الذي تريد أن توصله من خلال البؤرة المتحركة التي حقق المعنى بانسيابية النص ضمن النضج الفكري والوجداني في مضمون النص والمعنى الذي أرادت الشاعرة أن توصله إلى المتلقي من خلال التناقل بين رمزين اللذان أنضجا النص بصور تلقائية رائعة محكمة الفكر والانسيابية
تكثر الشاعرة زينب من صِيَغ المخاطبات والالتفات تقطع بها سياقًا معيّنًا، فتضفي على النص حيوية كلامية وتنوّعًا، وهي تفعل ذلك كلّه، في جمل قصيرة ومتوسّطة تناسب مقتضى الحال، وتمنح النص شعرية معيّنة ..
توقف ياسيدي
فلي بقربك
امل كان يذبحني
فوق سرير التمني .
– ان نص الشاعرة زينب( مهلا ياسيدي ) هي قد حدست احساس الفرد- ذات الشاعر وعلى الأخص النوعي وسمت به إلى اعلى مستويات اصالة الحس الادبي، وقد تفردت هي كقصيدة نثر ذاتية بحدسها للجوهر البشري للمخاطب في القصيدة، وبمساحة المحسوس في الذاكرة الجمعية للذات الشعرية التي تتمثل في كيان الشاعر، وكذلك من اتصال مخيالها الاجتماعي بخيالها الادبي او تقابلهما بدلالة مشتركة، وقد اغنت الشاعرة كيان النص بشجن وجدانها وموسيقى ايقاع روحها الشاردة وسؤالها الشعري والوجودي
، القصيدة أنثى والمرأة أنثى، والأنثى ليست كل النساء، وليست كل امرأة أنثى إلا الملهمة أو الحاملة
لخصائص الأنوثة. والقصيدة فيها من الخصائص الأنثوية والجمالية مما يجعل المتلقي يتلقفها.
ظاهرة الجسد هي الماثلة بوضوح، وتفصح عنها أبجديات المعجم اللغوي الحامل لخرسانة البنية
الشعرية للقصيدة والتي أقام عمادها وارتفع بها قوامها
الكتابة الإبداعية وهي الظاهرة الخفية والتي لا يمكن الوصول إليها والقبض على أجنحتها إلا بقراءة النص كله--وفك شفرات معجمه الصوفي والتي يتقدمها لفظة راقصني فتنطلق رحلة الكتابة عن الكتابة،
والقراءة المثالية عن القراءة الذاتية. وهذه اللفظة نعثر عليها في صلب النص أي في وسط متنه وتحديدا في المقطع الثاني والرايع"
وتكون الثانية الجسد الجميل للنص والكتابة الفاعلة ويكون فعل الجسد / فعل الكتابة، هو فعل الاباع--
، ولفظة "إبداع" هي القاسم المشترك بلغة الكسور الرياضية بين الجسد والكتابة.
إذا كان موضوع " العشق: كما أدعي هو العمود الفقري لنص الشاعرة زينب فإن ثيمته تسبقه ثيمات أخرى
وهي:
الغرام. 2- الإفتتان. 3- الوله. 4- الدهش. 5- الفناء عن رؤية النفس---
اقترب ياسيدي
فنجومي رافقت مساءاتك
وأنيني الهب احلامك
وعطشي زاد اوجاعك
تغوص شاعرتنا في عالمها الدّاخليّ لتشرق منه بتساؤلات تنبيهيّة لا استفهاميّة. تدلّ عليها التّركيبة الشّعريّة بين قسميّ النّص/ السّؤال والجواب. فالشّاعرة لا تسأل لتنتظر ردّاً، بقدر ما تعبّر عن هيام كيانها العاشق في حرية الحبّ
الحبّ تحدٍّ عظيم، والمحبّون هم المنتصرون والسّائرون نحو النّور. وهمُ العباقرة الهانئون والمستنيرون، حاملو سراج الحبّ
تندفع الشاعرة بنصها هذا خطابا يتلوّن بالنّداء ملتبسا بالتوجّع والمناجاة، ولم لا بالتفجّع وارتداد العزم إلى ما يشبه اليأس ولا يأس؟..فقد يطول التّيه وتترامى المفازة ولا سبيل في الأفق، فيشتدّ الكرب ويعظم العناء، فتضعف النّفس وتتوق إلى فرج قريب، فتتطلّع فلا ترى سوى غيب دونه غيب، فتكون كالسائر في بيداء عذراء أو غابة أو قلب المحيط..وفي مثل هذه الحال من التّجربة يتردّد المريد ويشكّ ولا يرتدّ ولا يتراجع، ويبدو له الفجر بعيدا، ويلبس اليقين لبوس الاحتمال، ويظهر المنشود الحبيب مظهر الغيب الذي لا ينال ولا يطال
عمل على تجلي الخطاب الشعري ضمن بؤره المتعددة جعلت الشاعرة تلجأ في صياغاتها للرؤية الى تتبع الخطاب المرجعي الذي يتيح للبناء ان يتحقق باعتبار ان مفرداتها وتراكيبها اللغوية تثير حدثاً لاسيما تلك التي تحاول من خلالها ان تربط الحدث ببعضه موحدة ومنظومة متلاحمة ومتنامية داخلياً وخارجياً معاً، وهذا بالضبط ما تريده الشاعرة في توليفاتها النصية هنا،.. .
. رافقني ياسيدي
فأشواقي بركان مشاكس
لن يهدأ ويستكين
حتى يكون في نعاسك الاخير 00
ويُردفُ السّلّم الشغفيّ بعمل استعاري، يلتقي فيه مجالان : الحبّ والرّحلة في اتجاهين: أفقيّ وعموديّ، أو أفقيّ فعموديّ..وكذا تُمفهم الشاعرة تجربتها، بترجمتها حسّيّا واستدعاء مجالٍ يقولها على وجه يقرّبها، ويخرجها على صورة مدركة بعض الإدراك..ففي القول خروج ومسير، يسكت عنهما الخطاب ولكنه يقولهما اقتضاء، مادام القول في الوصول المأمول الممكن---
يتصدّر الخطاب اسم الاستفهام ناضحا بالرغبة والحيرة والتمني والإرادة، واسما من الدلالات ما يتعلق بالحاضر، عزوفا عنه باعتباره زمن نقص وتردّ ووقوع ووقوف عند درجة وضيعة من سلّم العشق، لا تلائم المطمح الرفيع..وهو أيضا زمن عشق في درجة الشغف (سويداء القلب) مضن حارق ممرض..ومع ذلك تطلب المتكلمة فيه المزيد، وترى فيه النقص ووضاعة المقام
أنّ الشاعرة ( زينب جاسم )جعلت من (شوقها واحلامها )استعارة كبرى أو حقلا استعاريّا شاسعا مترامي الأطراف الدلاليّة، غير محدود المعنى والإيحاء، ركبته واتخذت منه الفعاليّة الشعريّة المركزيّة لبنْينة تصوّراتها ورؤاها الجماليّة والروحية والفكريّة..ولم تكن في هذا النص استعارة عرضيّة معدولا بها عن إخباريّة الخطاب، بل كانت أصل الخطاب وفصله وروحه وحقيقته..وهي حقيقة الشاعرة التي لا تقال إلا استعاريّا، ولم تكن منقولة من حيّز المعقول الصريح إلى حيّز المعقول المخيّل المتخيّل، بل كانت، ولا تكون إلا حقيقة استعاريّة حاملة لتجربتين منصهرتين : تجربة الشعر، وتجربة الوجود
أنتبه ياسيدي
فأنا أمرأة مصنوعة من نار
وفوق وسادتي ستصنع الف قرار وقرار
وبدوني حياتك مرار في مرار
. غلب على نص الشاعرة الطابع الرومانسي في شكل خيوط غنائية متناغمة، تخاطب فيك سرية الحواس، وهي تحتفي بكبريائها، كي تضفي في المحصلة النهائية على النثر شعاعا شبقيا، يرمم بقايا زجاج بلوري، سقط من فتنة القراءة فهي تعبر بنصها هذا عن الانثى الحالمة والمراة العاشقة بكل احلامها وتطلعاتها وبعض احاسيسها ولم تعني بنصها هذا عن شخصيتها وذاتها بل هي صوت لحالة واقعية في الحياة ولنا قراءة جديدة في نص جديد
مهلا ياسيدي
00
راقصني ببطء
فقلبي لايحتمل فرحتين
فرحة انك امامي
وفرحة انك تشاركني فرحتي
................
توقف ياسيدي
فلي بقربك
امل كان يذبحني
فوق سرير التمني
................ً
اقترب ياسيدي
فنجومي رافقت مساءاتك
وأنيني الهب احلامك
وعطشي زاد اوجاعك
........................
رافقني ياسيدي
فأشواقي بركان مشاكس
لن يهدأ ويستكين
حتى يكون في نعاسك الاخير
.......................
أنتبه ياسيدي
فأنا أمرأة مصنوعة من نار
وفوق وسادتي ستصنع الف قرار وقرار
وبدوني حياتك مرار في مرار
.................
اياد النصيري
قراءة نقدية في نص مهلا ياسيدي
للشاعرة زينب جاسم الجبوري
..... الأديبة والشاعرة (زينب جاسم الجبوري )أديبة وشاعرة حاصلة على شهادة البكالوريوس --كلية البنات --أختصاص لغة عربية-- وهي تمتلك معجم لغوي جميل تكتب القصيدة الشعرية والنثر والخاطرة والمقال فيخرج النص من تحت يديها قصيدة أو لوحة أو منحوتة من كلام. في المقابل، تذهب في شعرها نحو فضاء شاسع وواسع فتجري القصيدة على رسلها، وتخرج من تحت يديها هنيئةً، مريئةً، كالماء تروي وتشفي الغليل. هي مجددة في نثرها أكثر منها في شعرها.
نجحت قصيدة "(مهلا ياسيدي ) في اعتمادها نمط البناء المقطعي المعتمد أساساً على مقطعين يمثل الرجل / القطب الأول، وتمثل المرأة / القطب الثاني فتصبح العلاقة بين القطبين علاقة تقابل، ومن خلال عملية الالتحام والارتباط يتكون النص الشعري. جاء عنوان النص ( مهلا ياسيدي )مترابطاً منذ الوهلة الاولى بالحدث النصي بصورة تبرز القيمة العلائقية بين المضمون والعنوان.. ف ( مهلا )جاءت كمدحل خطابي موجه الى الاخر ( سيدي) يتكون النص من--(5)-مقاطع قصيرة بعدد كلماته المتكونة من (69،) كلمةومجمل عدد الاحرف المكتوبة في النص(302) حرف مقسم على عدد المقاطع التي اخذت بالتصاعد والتنازل بحيث نجد ان المقطع الاول احتوى على( 60 ) حرف ثم يليه المقطع الثاني (43 ) وهو اقل مقطع من الأحرف في النص--ويليه تصاعديا المقطع الثالث المتكون ( 58 )والرابع تصاعديا ب(63-- ) اما المقطع الاخير كان اكثر تصاعديا بدرجة عالية وهو ختام النص --- من يتتبع-- المقاطع الخمسة التي أ وجبها النص الشعري سيجد بانها كلها افعال ذات حراكات منوعة وبايقاعات داخلية وخارجية متوالية، تجعل من الحركية النصية بايقاعها تفتحان للبلاغية التصويرية البؤر المنتجة للتخييل، مما يعني بان عملها البؤري لا يتوقف على مستوى التوليد الدلالي النابع من سيميائية التشكيل اللغوي حسب، بل يذهب إلى أبعد من ذلك في الإفادة من خواص التشكيل البلاغي ومجدها بالمؤثرات البصرية التي تنتجها المفردات لتتشكل منها اجمالا المساحات الشعرية التي تتجاوز بعمقها المفردة نفسها…لاسيما انها من خلال احداثها الضجة الايقاعية تجعلنا نعيش وقع الرؤية وصداها
راقصني ببطء
فقلبي لايحتمل فرحتين
فرحة انك امامي
وفرحة انك تشاركني فرحتي
ومثل رسامة بارعة نوعت ( زينب جاسم) لوحاتها والوانها واضافت الموسيقى الى نصوصها رقة وشفافيـة ومزجت الحلم بالحقيقة وجعلتنا نهيم معها في ملكوت الإلهام وهي تقتفي اثر الكلمات وتستخرج أجمل الكنوز التي تختزنها الروح وتجعل منها مروج خضراء وزهورا وموجات وينابيع محبة على الورقة. لحنها الأساسي الحب، وثيمتها الحياة،وصورها الدهشة والخيال الخصب الذي يمنح المتلقي الرؤى والتأمل، فهي رغم الشوق والاشتياق تشحن زمنها بالكلمات كانما تجمع الماضي الذي يعني لها الغياب مع الحاضر دائما، كما الحب، رفيق الحياة
--لكون الشاعرة استطاعت ان تخرجه من المتفرج الى المؤثر في كينونة الفعل والحدث نفسه، فالاخر نفسه حراكه مرهون بالحركات البرانية.. ( فرحة انك امامي
وفرحة انك تشاركني فرحتي ) حيث افرزت هذه التفاعلية البرانية والالتقاطات الصورية تمازجاً ابداعياً بين الحراك الداخلي والخارجي وكأن كلاهما مخاض للاخر، وبالتالي جاءت ( راقصني ببطء فقلبي لايحتمل فرحتين)
لتفضح الكثير من المكنونات التراكمية وتجعل من المنحنى الدلالي يتخذ شكلاً من اشكال النصوص المتخيلة لكون النص نفسه يفرض عليه هذا النمط التخيلي باعتباره نص مرجعي خطابي موجه”(توقف ياسيدي--أقترب ياسيدي-- رافقني ياسيدي-- أنتبه ياسيدي--) فالمتلقي هنا بلاشك لن يجد نفسه الا وقد ترك خياله يشتغل ليتفاعل ذاتياً مع الاسئلة التي ستأتي طوعياً جراء تلاحمه مع الحدث الشعري
لنجد أن الشاعرة (الجبوري ) شغوفة بالفكرة، وكثافة الأحساس بالكلمات اللامنتهية، فالشاعرة حالمة ، غارقة في تشكيل نصوص الحب المعبرة عن الحياة عبر خلق صور باستخدام لغة تعكس شاعرية عالية و إحساس مرهف صاغته بأسلوب رقيق يتماهى مع الموسيقى و يتلائم تماما مع ما مطلوب منه من أداء إيقاعات القصيدة بالتناغم مع المعنى الذي يرافق الكلمات أو ذلك الكامن خلف باب التأويل والتأمل، وهذا ما نلاحظه في عتبة النص منذ البداية ( مهلا ياسيدي)
.والشاعرة بهذا حققت التوازن الكامل بين بؤرة النص والمعنى الذي تريد أن توصله من خلال البؤرة المتحركة التي حقق المعنى بانسيابية النص ضمن النضج الفكري والوجداني في مضمون النص والمعنى الذي أرادت الشاعرة أن توصله إلى المتلقي من خلال التناقل بين رمزين اللذان أنضجا النص بصور تلقائية رائعة محكمة الفكر والانسيابية
تكثر الشاعرة زينب من صِيَغ المخاطبات والالتفات تقطع بها سياقًا معيّنًا، فتضفي على النص حيوية كلامية وتنوّعًا، وهي تفعل ذلك كلّه، في جمل قصيرة ومتوسّطة تناسب مقتضى الحال، وتمنح النص شعرية معيّنة ..
توقف ياسيدي
فلي بقربك
امل كان يذبحني
فوق سرير التمني .
– ان نص الشاعرة زينب( مهلا ياسيدي ) هي قد حدست احساس الفرد- ذات الشاعر وعلى الأخص النوعي وسمت به إلى اعلى مستويات اصالة الحس الادبي، وقد تفردت هي كقصيدة نثر ذاتية بحدسها للجوهر البشري للمخاطب في القصيدة، وبمساحة المحسوس في الذاكرة الجمعية للذات الشعرية التي تتمثل في كيان الشاعر، وكذلك من اتصال مخيالها الاجتماعي بخيالها الادبي او تقابلهما بدلالة مشتركة، وقد اغنت الشاعرة كيان النص بشجن وجدانها وموسيقى ايقاع روحها الشاردة وسؤالها الشعري والوجودي
، القصيدة أنثى والمرأة أنثى، والأنثى ليست كل النساء، وليست كل امرأة أنثى إلا الملهمة أو الحاملة
لخصائص الأنوثة. والقصيدة فيها من الخصائص الأنثوية والجمالية مما يجعل المتلقي يتلقفها.
ظاهرة الجسد هي الماثلة بوضوح، وتفصح عنها أبجديات المعجم اللغوي الحامل لخرسانة البنية
الشعرية للقصيدة والتي أقام عمادها وارتفع بها قوامها
الكتابة الإبداعية وهي الظاهرة الخفية والتي لا يمكن الوصول إليها والقبض على أجنحتها إلا بقراءة النص كله--وفك شفرات معجمه الصوفي والتي يتقدمها لفظة راقصني فتنطلق رحلة الكتابة عن الكتابة،
والقراءة المثالية عن القراءة الذاتية. وهذه اللفظة نعثر عليها في صلب النص أي في وسط متنه وتحديدا في المقطع الثاني والرايع"
وتكون الثانية الجسد الجميل للنص والكتابة الفاعلة ويكون فعل الجسد / فعل الكتابة، هو فعل الاباع--
، ولفظة "إبداع" هي القاسم المشترك بلغة الكسور الرياضية بين الجسد والكتابة.
إذا كان موضوع " العشق: كما أدعي هو العمود الفقري لنص الشاعرة زينب فإن ثيمته تسبقه ثيمات أخرى
وهي:
الغرام. 2- الإفتتان. 3- الوله. 4- الدهش. 5- الفناء عن رؤية النفس---
اقترب ياسيدي
فنجومي رافقت مساءاتك
وأنيني الهب احلامك
وعطشي زاد اوجاعك
تغوص شاعرتنا في عالمها الدّاخليّ لتشرق منه بتساؤلات تنبيهيّة لا استفهاميّة. تدلّ عليها التّركيبة الشّعريّة بين قسميّ النّص/ السّؤال والجواب. فالشّاعرة لا تسأل لتنتظر ردّاً، بقدر ما تعبّر عن هيام كيانها العاشق في حرية الحبّ
الحبّ تحدٍّ عظيم، والمحبّون هم المنتصرون والسّائرون نحو النّور. وهمُ العباقرة الهانئون والمستنيرون، حاملو سراج الحبّ
تندفع الشاعرة بنصها هذا خطابا يتلوّن بالنّداء ملتبسا بالتوجّع والمناجاة، ولم لا بالتفجّع وارتداد العزم إلى ما يشبه اليأس ولا يأس؟..فقد يطول التّيه وتترامى المفازة ولا سبيل في الأفق، فيشتدّ الكرب ويعظم العناء، فتضعف النّفس وتتوق إلى فرج قريب، فتتطلّع فلا ترى سوى غيب دونه غيب، فتكون كالسائر في بيداء عذراء أو غابة أو قلب المحيط..وفي مثل هذه الحال من التّجربة يتردّد المريد ويشكّ ولا يرتدّ ولا يتراجع، ويبدو له الفجر بعيدا، ويلبس اليقين لبوس الاحتمال، ويظهر المنشود الحبيب مظهر الغيب الذي لا ينال ولا يطال
عمل على تجلي الخطاب الشعري ضمن بؤره المتعددة جعلت الشاعرة تلجأ في صياغاتها للرؤية الى تتبع الخطاب المرجعي الذي يتيح للبناء ان يتحقق باعتبار ان مفرداتها وتراكيبها اللغوية تثير حدثاً لاسيما تلك التي تحاول من خلالها ان تربط الحدث ببعضه موحدة ومنظومة متلاحمة ومتنامية داخلياً وخارجياً معاً، وهذا بالضبط ما تريده الشاعرة في توليفاتها النصية هنا،.. .
. رافقني ياسيدي
فأشواقي بركان مشاكس
لن يهدأ ويستكين
حتى يكون في نعاسك الاخير 00
ويُردفُ السّلّم الشغفيّ بعمل استعاري، يلتقي فيه مجالان : الحبّ والرّحلة في اتجاهين: أفقيّ وعموديّ، أو أفقيّ فعموديّ..وكذا تُمفهم الشاعرة تجربتها، بترجمتها حسّيّا واستدعاء مجالٍ يقولها على وجه يقرّبها، ويخرجها على صورة مدركة بعض الإدراك..ففي القول خروج ومسير، يسكت عنهما الخطاب ولكنه يقولهما اقتضاء، مادام القول في الوصول المأمول الممكن---
يتصدّر الخطاب اسم الاستفهام ناضحا بالرغبة والحيرة والتمني والإرادة، واسما من الدلالات ما يتعلق بالحاضر، عزوفا عنه باعتباره زمن نقص وتردّ ووقوع ووقوف عند درجة وضيعة من سلّم العشق، لا تلائم المطمح الرفيع..وهو أيضا زمن عشق في درجة الشغف (سويداء القلب) مضن حارق ممرض..ومع ذلك تطلب المتكلمة فيه المزيد، وترى فيه النقص ووضاعة المقام
أنّ الشاعرة ( زينب جاسم )جعلت من (شوقها واحلامها )استعارة كبرى أو حقلا استعاريّا شاسعا مترامي الأطراف الدلاليّة، غير محدود المعنى والإيحاء، ركبته واتخذت منه الفعاليّة الشعريّة المركزيّة لبنْينة تصوّراتها ورؤاها الجماليّة والروحية والفكريّة..ولم تكن في هذا النص استعارة عرضيّة معدولا بها عن إخباريّة الخطاب، بل كانت أصل الخطاب وفصله وروحه وحقيقته..وهي حقيقة الشاعرة التي لا تقال إلا استعاريّا، ولم تكن منقولة من حيّز المعقول الصريح إلى حيّز المعقول المخيّل المتخيّل، بل كانت، ولا تكون إلا حقيقة استعاريّة حاملة لتجربتين منصهرتين : تجربة الشعر، وتجربة الوجود
أنتبه ياسيدي
فأنا أمرأة مصنوعة من نار
وفوق وسادتي ستصنع الف قرار وقرار
وبدوني حياتك مرار في مرار
. غلب على نص الشاعرة الطابع الرومانسي في شكل خيوط غنائية متناغمة، تخاطب فيك سرية الحواس، وهي تحتفي بكبريائها، كي تضفي في المحصلة النهائية على النثر شعاعا شبقيا، يرمم بقايا زجاج بلوري، سقط من فتنة القراءة فهي تعبر بنصها هذا عن الانثى الحالمة والمراة العاشقة بكل احلامها وتطلعاتها وبعض احاسيسها ولم تعني بنصها هذا عن شخصيتها وذاتها بل هي صوت لحالة واقعية في الحياة ولنا قراءة جديدة في نص جديد
مهلا ياسيدي
00
راقصني ببطء
فقلبي لايحتمل فرحتين
فرحة انك امامي
وفرحة انك تشاركني فرحتي
................
توقف ياسيدي
فلي بقربك
امل كان يذبحني
فوق سرير التمني
................ً
اقترب ياسيدي
فنجومي رافقت مساءاتك
وأنيني الهب احلامك
وعطشي زاد اوجاعك
........................
رافقني ياسيدي
فأشواقي بركان مشاكس
لن يهدأ ويستكين
حتى يكون في نعاسك الاخير
.......................
أنتبه ياسيدي
فأنا أمرأة مصنوعة من نار
وفوق وسادتي ستصنع الف قرار وقرار
وبدوني حياتك مرار في مرار
.................
اياد النصيري
قراءة نقدية في نص مهلا ياسيدي
للشاعرة زينب جاسم الجبوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق