اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الرجل المائي || فاديا عيسى قراجه

قبل أن أتعرف على ذلك الرجل ,كنت أظن بأنني امرأة تجيد لعبة الأنثى , وأن حضوري وحده كفيل على إذهال من حولي و نشر السحر والعبق في الأرجاء كلها..
وكنت على يقين بأنني سأدير رأس هذا القادم من مسافات المستحيل ,وسأكون له الهوس والجنون, وكما هو فعل اليقين المخادع, كان غروري ..

ففي تلك السهرة التي جمعتني به أيقنت كم كنت ساذجة ..فقد لفني بعباءة من الغموض البهي .. قال كلمات ضبابية ,وانصرف ليراقص صديقتي على مرأى ومسمع مني ..
عادا يتضاحكان وأنا المقيدة إلى شجرة سحره, بطاعة ما كانت من صفاتي يوماً ..
حاولت شحذ أنوثتي الطاغية , وقررت أن ألعب معه تلك اللعبة الشيقة .. تركت عدم مبالاتي لتمارس جنونها عليه .. ابتعدت عن مرمى نظراته الساحرة , وراقصت أصدقائي , وعندما اقترب مني قال : كنت مذهلة وأنت تتكسرين على أذرع معجبيك .. لا تحلمي يوماً أن تضمك ذراعاي .
حدقت في عينيه الآسرتين ..يا إلهي من هذا الرجل الذي ألهب غروري بغموض يزيده اشراقاً ؟ ولغموض الرجل فتنة لها طعم آخر ..
كانت الساعات تقترب من عقارب الرحيل حينما اقترب مني وقال: سنلتقي غداً وسأقرأ كفك , وطالعك.
بكلمات مختصرة سرق قراراتي وأدخلني في فصول لاهبة من الدهشة والإنسحاق
كيف لم أسأله متى ,وأين سنلتقي؟ كيف تجرأ على خلخلة ثبوتيات حياتي ؟
وصلت إلى غرفتي بعواطف منهكة, مسروقة الأمان , انتزعت أقنعتي , فبدى وجهي متعباً , ليست رتوش الزينة هي من أتعبته , لقد دعاني ذاك الرجل لركوب عربة جنونه بعد أن انتزع أحزمة الأمان, وفعل فعله في ضوضاء ألواني ..
رن هاتفي , قفزت عن سريري , بعثرت في حقيبتي الخضراء , كان رقماً غريباً يتربع على شاشة هاتفي مثل راهب بوذي لن تعنيه مراقبة الفضوليين , تسلل صوتٌ كبحةِ ناي , قال : غداً في مطعم [جوليا دومنا] الساعة التاسعة مساءً .
إنه هو.... تدحرج صوته كحبة مطر, , كيف تغرينا الأسلاك الهاتفية بغواياتها, وألقها ؟ تصفحت رقمه , كم يحمل من الأرقام التي أحبها , فالسبعة مكررة , وهي تدل على انتصاره عليّ , والخمسة هي لدرء العيون الحاسدة , والأربعة هي عناصر الحياة مجتمعة من ماء ونار وتراب, وهواء , وغداً يوم مبارك كما أخبرتني العرافة ,إضافة لكل ذلك أنا أتحرق شوقاً كي أعرف ماذا يريد هذا الفارس, وبأية لغة سيقرأ كفي ؟!
صففت شعري , لونت وجهي بألوان فائضة عن الحاجة .. كم كانت خزانتي شحيحة, استعرضت فساتيني , لم أوفق إلى أي منها ..
ماذا يفضل أميري من ألوان ؟ إن لبست الأسود قد يظنني سوداوية , وإن لبست الناري قد يظنني شهوانية, وإن لبست الأخضر قد يظنني طفلة بجديلة وشريطة , وأن لبست الأصفر قد يظنني امرأة ألتهب غيرة ..
جلست منهكة وقد لمعت فكرة مجنونة في رأسي .. طلبت رقمه , فتسربت بُحّة الناي , قلت له: ماذا سأرتدي اليوم أكاد أجن؟
جلجلت ضحكته مثل شلال يشق الصخور, قال: الأمر بسيط للغاية , البسيني يا طفلتي .
تكومتُ أمام عبارته مسحوقة ..يا الله أنا أعشق هذا الغموض المثير !!
قال كلاماً لم أسمع منه سوى صداه , وأنهى المكالمة كعادته بتغريدة ٍ تشبه مناجاة بلبل وحيد ..
هبت روحي إليه .. كم كان ساحراً .. ضاعت يدي في تجاويف يده , طبع قبلة دافئة على باطن كفي , وقال :
- هل تعرفين أن هناك بعض الشعوب يتسابق الرجل والمرأة كي يفوز أحدهما بتقبيل باطن كف الآخر كي يملكه , بهذه القبلة سأمتلكك , إياك أن تبعدي كفك الحريرية , انظري إلى تقاطع خطوط يدك , أنت تشقين طريقك وتعرفين ما الذي تريدينه , ومن بياض يديك يخرج فارس يرمي عمره فوق طرقاتك, ويحكي لك عن أسفاره الخلبية , وأحلامه اللازوردية , بينما أنت تختالين أمامه بكل صلف وغرور, أنت امرأة نارية ورجلك مائي أحدكما يطفئ ,والآخر يشعل .
ما أجمل حكايات هذا الرجل .. من أين له بتلك الفتنة والغواية ؟ تكاثرت الأسئلة وطفت على حدود السراب واليقين بينما حديثه لم يتوقف ... كنت كتلميذة تستمع إلى دروس غاية في الأهمية , أشعل لفافة تبغ , امتصها بإغواء , ارتجفت أصابعي وأنا أشعل لفافتي حيث أحرقت ناري المجوسية المقدسة يديه المائيتين , قرأت الحيرة في عينيه.. هل يدور حول ناري , أم يقع في أتونها ؟
تسارعت نبضات الوقت , حدق في ساعته , قام ...فتمدد نظري فوق قامته , حدجني بنظرة لها رائحة الفاكهة , ساعدني في ارتداء حيرتي وقمنا نزرع الشوارع بخطواتنا الثملة..
ودّعني وأنا لا أزال مبعثرة بين والشك واليقين مثل مذنب يريد التوبة ولا يريدها.. بقيت زمنا طويلاً معلقة على خطوط يدي أسألها : هل يعود عراف الوقت كي يقول لي هل أرتديه جلداً ولحماً ودماً, أم عطراً وسحراً وفتنة وغموض ؟!
ــــــــ
هامش:
• جوليا دومنا امبرطورة حمصية اعتلت عرش روما

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...