جـسّتْ شـفاهَ الجرحِ زادَ عبوسُها ... مـــن ألــفِ آه يـشـتكي قـامـوسُها
راحـتْ تـبثُّ إلـى الـرصيفِ همومَها ... كم طابَ في صدرِ الرصيفِ جلوسُها !
لـلـنارِ فــي هــذي الـحـشايا زفــرةٌ ... وكـأنَّ مـن قـلبِ الجحيمِ حَسبسُها
لامـــاءَ يُـطـفـي لــوعـةً مـحـمـومةً ... إلا دمـــوعــاً فــجَّـرتْـهـا عــروسُـهـا
تــرنـو إلـــى أمـــلٍ بـِجَـفْنٍ مُـجْـهَدٍ ... غـدُهـا ســرابٌ تـصطفيهِ نـُحوسُها
تـحـيـا مـــع الأقــرانِ ذكــرى دولــةٍ ... بـالـحـبِّ كــانـتْ جـَـنّـةً وتـسـوسُها
أيــامـُّـهـا فـــــرحٌ أضـــــاعَ دروبـَــــه ... فـبـأيِّ حُــزنٍ يــا زمــانُ تـقيسُها ?
لــونُ الـشـقاوةِ صــارَ لــونُ حـيـاتِها ... وغـريـبـةٌ حَـــدَّ الـذهـولِ طـقـوسُها
حــتّـى مــن الأحــلامِ أقـفـرَ لـيـلُها ... واشــتـدَّ فـــي إيـذائِـهـا كـابـوسُـها
والـمـوتُ يـحـصِدُ سُـنـبلاتِ ربـيـعِها ... يـلـهو بـأعـشاشِ الـمنى ويـدوسُها
أتـظـلُّ خـلفَ الـتِّيهِ مُـظلمةَ الـرؤى ... مـسـلـوبةٌ أقـمـارُهـا وشـمـوسُـها
فـمتى تـؤوبُ إلـى الغصونِ طيورُها ... ومـتى يـُغرِّدُ في الدُّجى فانوسُها ?
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق