اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الشتاء قد يأتي مبكرا | أمينة خلبل

داخل عيادة الطبيب ، لاتستطيع مواجهة نظرات الناس الوقحة والصريحة المحدقة إلى صغيرها (المنغولى )، الذي يثير بملامحه الفريدة ، المميزة الدهشة السخرية التعليقات الهامسة وأحياناً المسموعة. تتحول النظرات لطعنة عميقة في قلبها المتضخم بحب هذا الصغير البريء من علته واختلافه عن بقية الأطفال.
تدحرج صغيرها من حجرها ومن بين ذراعيها المتصلبين أمام صدره، زحف على ساقيها ، حتى وصل للآراض .. أخذ يحبو وكانه يسبح داخل البحر..
ما أروعه هذا الصبى وما أروع ذكاؤه قالت في نفسها وهو ينظر اليها ببسمة المنتصر، بادلته البسمة بضحكة عريضة ونظرة تشجيع ... لقد أكمل الثالثة من عمره ولازال يحبو مثل الرضع ، يحاول المشى ، عظامه الضعيفة تخونه.. اتجه بخطوات متعثرة، لكأن مفاصله متخلعة صوب طفل صغير يماثله في العمر، وقف أمامه وهمهم بصوتٍ اجتهد أن يجعله كلمات لكنه كان أشبه "بالجعير".. فزع الطفل منه ، التجأ إلى حضن أمه صارخاً بجزع: ماما، ماما أبعدي هذا الولد الوحش عني.
طمأنت أم الطفل صغيرها قائلة وهي تربت على شعره: لاتخف، لاتخف، لن يؤذيك.وكأنها تتحدث عن حيوان أليف
قامت الأم ذات القلب المطعون بحربة منذ أربعة سنوات، تعيد صغيرها إلى أسر ذراعيها، تبتلع دموعاً تعوّدت طعمها المر وتتساءل في سرها : لماذا يرى الآخرون طفلها الجميل بكل ذلك القبح ؟؟ ما ابنها إلا ضحية أعينهم القبيحة، هذا ماتؤمن به. ولدته طبيعياً، سمعت صراخه الأليم وهم يفصلونه عنها، ضمته بحنان إلى صدرها وشعرت كيف تفجر الحب من صدرها كانفجار خزان كبير..
حذرها الطبيب من الحمل وهى في هذا العمر المتقدم.. لماذا ؟ لأننى ربما ألد طفل منغولى ؟؟ ماذا تعنى هذه الكلمة ؟ أعطاني الطبيب كتاب يشرح أخطار الحمل بسن متقدم ومن أهم أخطارها الطفل المنغولى..هل الطفل المنغولى خطر على المجتمع؟؟ أوقدنا أنا وزوجى بصفحات الكتاب نار الأصرار على الأنجاب...تزوجت وانا في الخامسة والأربعين ، كنت كما يقولون عانسا...لم يهبنى الله جمالا جسديا ، كنت بنظر كل عريس يراني ، قبيحة المنظر.. قضيت عمرى أعمل مدرسة بمدرسة ابتدائية.. رأيت تلاميذى ، اصبحوا رجال وسيدات وأنجبوا ..وانا كما أنا... وجهى للسبورة وظهرى للزمان...قابلت زوجى البالغ من العمر ستين عام ، أرمل وحيد ، تركه أولاده بعد زواجهم وهاجروا للخارج...كان وحيدا ، حزينا مثلى ، جمعنا القدر فأحسن لقاءنا.. أحب كل منا الآخر وقررنا أن يكون هناك ثمرة لهذا الحب بأى ثمن... لم يخطر لها يوماً أن تكون أماً لطفل مشوه، متخلف كما شخص له الأطباء. اللعنة على الأطباء. كم تكرههم...بل هم المتخلفون ، نحن لانشترى الأطفال كما الدمى نحن ننجب الأطفال بحب... تضم وليدها بحنان شديد إلى صدرها، كأنها تتمنى لو تعيده إلى رحمها، وتسكب على يديه دموعاً غزيرة وهي تبوح له وحده بأنها تحبه بجنون.. أجهدت نفسها هي وزوجها في تعليمه الكلام، رغم أن كل الأطباء نصحوهما أن لافائدة في جعله ينطق، لكنهما توصلا مع الأيام إلى جعله يهمهم، وكانا وحدها قادران على ترجمة تلك الهمهمة.. بل انهما يفرقان بين همهمة غضبة وفرحه ، دلعه واعيائه ، جوعه وشبعه..هذا الطفل ليس بالمتخلف ، المعتوه أو المجنون.. انه يعبر عن حبه لهما بكل وضوح وثقة ، ينادى على كل منهما بطريقة مختلفة ، أنه ذكى ، جميل وعطوفا جدا... نادت عليها الممرضة لتدخل الى الطبيب.. استقبلها بوجه بارد وهو يهم بأخذ الطفل من يديها ليفحصه ، أطلق الطفل صراخا يشبه الفحيح ، انخلع قلبها له ، تأفف الطبيب ، همم بكلمات ، صمت أذنيها ولم تسمعها... لم يسمح الصغير للطبيب بفحصه، إلا وهو في أحضان أمه، أخذ وجه الطبيب يزداد قتامة وهو يمعن في رأس الصغير، قال للأم بعد أن انتهى من فحصه: التشوه يزداد ، الحالة صعبة جداً، الجراحة مكلفة للغاية أرى أنه من الجنون التفكير بأجراء عملية في المخ لسحب الماء الذى عليه.. من أجل طفل لن يعيش طويلا...تصم اذنيها ، تفتح قلبها وتقول ..الأعمار بيد الله ، سوف أفعل كل شيء ، حتى اساعده...تخرج من عيادة الطبيب.. يبكي الصغير ويهمهم بأصوات مخنوقة مبهمة أشبه بالخوار، واللعاب يسيل بغزارة من فمه، ضمته إلى صدرها، رشفت دموعه بشفتيها، مسحت لعابه بكم فستانها، هدهدته حتى كاد أن ينام ، يرنو إليها بعينين تفيضان حبا. ما أجمل عينيه قبل أن يغفو، ماكان ينام إلا وهو يطيل التحديق إلى وجهها، فتحس بالتحوّل البطيء والتدريجي لملامح وجهه، تحس وكأنه ملاك يرفرف حولها كفراشة بيضاء من نور.. رجعت البيت ، فتح زوجها الباب ، حمل الصغير النائم عنها ، قبل وجنتها وخد الصغير المندى بلعابه، أحس أنه يرشف عسلاً. دمعت عيناها ، وهي تقول له ..لابد أن نذهب هذا المساء لشراء ملابس ثقيلة ومعطفين.. الشتاء قد يأتي مبكرا...

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...