أخف من ريشة بلهاء غارت في عمق بئر مهجورة هي ذاكرة ذاك الشيخ عن قريته المدمرة ، يشرب تجاعيد وجوه العابرين المثقلين بالهموم ، ويخيط ثوبه بإبرة الزمان المكسور ، ويسف من جوعه التراب ويكشف ستر القبور ، كانت يداه معاول يستعيرها كل من يهوى قطع الكرامة من الجذور ، وعيناه هي مفتاح العودة الذي توارثته الأجيال ينفتحان كقارتين كبيرتين يفصلهما زلزال وسرعان ما تندثر بينهما الأبواب !
الحلم ما عاد يهوى الضياع في السماء ، وما عاد يقوى على مقاومة السحب الغادرة ، يلفه الغيم بكفن أزرق ، يتساقط دونما ماء ، والبرق يصهل جوعًا ،
والموج يحتضن جثة الحلم ولا يواريها...و يعلو صوت من بعيد ...ما قيمة الموج لو جفت المياه؟!