بأيّ حقّ تسلبني نعمة جنوني؟
لا أريدُ نور هُدى لطريقي ولا رشاد لصراط مستقيم،
دعني أتوه في لجّة ضلالي كمَا تشتهي النفس الآمرة،
دعني أتلذذ بلسع عذاباتي وأطرب لصوت آهاتي وأغرق
في بحوري وأذوب حتى أنتهي.
أينَ أنت؟ حينَ يتوهج طيفك في رأسي وتتجسّد أمامي
نظرات أحلى مِن ثريّا سماء وتتباعد جدران ذاتي
وتغيب الحواس وينبت دواخل ضلوعي زهور بريّة
وأشواك
وتعج خلايا النفس بروائح تمنّي وحرمان؟
ما أسعدني وأنا أراني أنصهر مِن حريق الضنى وأنكوي
لتختفي روحي عن أسوار وجودي.
مَن لي؟ سوى نبض الهوى يُسعفني
لولاه لسقط العمر على ضفاف ميتة وغرقت حياتي
في محيط غافل في عمق مَا كان لتدركه رفرفة موسيقاي
الحالمة.
دعني أغضُّ النظر عن أرض فواقع
وأروضُ موج القهر بنسيان وأمتطي قوّة ضعفي
وأسري لأستعيد السلطة على ذهن ترفض أنْ تبقَى
ريحانة في مهبّ زمن أغبر.
.. هُدى الجلاّب