⏪⏬
حبيبات المطر سامحها الله تحملني إلى ذاك الرصيف القَصيّ
كلّمَا قررت هجر الضباب الغافي
يُوغلُ صمت رهيب
دواخل أويقات مُتعامية
تتماهى الروح
مع لحظات الفراغ
بلْ أصبح تلك المساحة
مُتراخية مُترعة بترهات
تلامسني قشعريرة
تنفض شرايين المساء
أصحو مُبهمة
حتى تنكرني
مرايا الدار
ترفض أنْ تقرأ الوجه
المسكون بالدهشة
يُغيّبني عنّي
موجُ نفس
يعدمني يباس واقع
يعيّشني نعيم خيَال
حضن غيمات هائمة
تلوب حنايا بعيدة
مع وقت يجود بالقلق
حتى جعلني منارة
وسط المُحيط
المُتصحر
إنْ أتت منيتي ذات بُرهة
لا يُحزنني إلاّ
حرمان دفاتري
من همسة مخضوضرة
ضاعتْ ملامحها
بينَ ثنايا السراب
ذات موت سأبقى على قيد صفحات
لنْ يحجبني شيء عَنْ روابي وجدي
ستبقى أنفاس دمشقية تبث عبيرها الفواح
حتى بعد بحوري في لجّة السماء الأخيرة
-
*هُدى محمد وجيه الجلاّب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق