⏪⏬
سقط الروض في باطن العياء ، تلجم الوقت بمصيبة حارة ، أفصحت " دنيا" عن مكمن الضعف في قلبها الواهن ، حين نظرت إلي عيون تلفحت بالأمومة الفاضلة ، حتي جهرت عيون الأمومة بالإعتراض والتنعت عن ماهية الرفض للاقدام في هذا الطريق .
عن اي طريق ؟! كل الطرق الفارغة مؤدية لتهلكة والسقوط ولنفس القتل .
عكفت " دنيا" زراعاها تفوض الأمر لرغبتها الحرة الملحة ، حتي قالت بلغة سرمدية :
تخطينا الأمر والنهي يا أمي ، تعدت الطموح مرسي وحيد ، بل صارت المراسي منشقة الأحلام والأطماع .
تهدلت نظرات الأم خارج النافذة ، ودت لو تتشاكي بالمارة القائمين علي الطريق ، تتسأل بعيونها :
تري ما سبب اعوجاج الأجيال ؟! وميول الفروع عن منبتها ، لفتة منت بتدفق الأمومة العارمة ، بصفعة مرتدة في وجة الفتاة ، شعرت المتنمرة بالأمر وقسوتة ، إنما سرعان ما عادت في رحيق الأحضان الدافئة لهذه الأم الحنونة .
استصاغت الفتاة لذة الأمان والحب والود والطمأنينة ، حتي تلفحت المرأة بجسد رعونة ابنتها الوحيدة ، تسرد ما تعاقبت به العصور من مأساة ومحن وانتصارات ، حتي أشارت نحو السماء والأرض ، تقول في طاعة الإيمان بالله :
في الأرض خلقنا والي السماء نعود .
قفزت دنيا ، كأنها التقطت صيد ثمين تجهر بحق الذات :
ماذا ستحمل أنفسنا عند الرحيل ؟!
تمتمت الأم ببساطة الأقوال رحابة :
المزارع يبحث عن أرض خصبة للحصاد .
إبتسمت " دنيا" تود لو تقول ، انت خصوبة الارض يا أمي ، سبقتها الأم حينها بسرية التعبير :
العد التنازلي بنيتي في رتابة الفراق ، وتكون انت فقط وظلك وحدك .
وقفت " دنيا" تئنس ظل الأخير ، حتي قال نجلها الوحيد :
هل سنظل معا حتي النهاية يا أمي ؟!
قالت الأم تمسح دموعها :
الأوراق دائما تتساقط في الخريف بني .
قفز نجلها الوحيد متطلعا بالحياة ، يعقد شفتية يبرم الكلمات حذاقة :
إنما حتماً سيأتي الربيع .
مسحت " دنيا" دمعة شاركت وجنتيها المترهلة في العجز المرير ، تقطر حروفها بصعوبة :
سيأتي الربيع عندما تكون وحدك .
أصدرت الطلقة ثقبا بقلب الإبن ، بعد سماع تلك الكلمات .
تكوم ظل الإبن الوحيد ، يعانق شجرة يابسة من الحياة ، يصرخ بقوة الصمت يشج الطريق :
لو ترحلين ، يرحل مع ظلك كل الأشياء .
-
*عبير صفوت
سقط الروض في باطن العياء ، تلجم الوقت بمصيبة حارة ، أفصحت " دنيا" عن مكمن الضعف في قلبها الواهن ، حين نظرت إلي عيون تلفحت بالأمومة الفاضلة ، حتي جهرت عيون الأمومة بالإعتراض والتنعت عن ماهية الرفض للاقدام في هذا الطريق .
عن اي طريق ؟! كل الطرق الفارغة مؤدية لتهلكة والسقوط ولنفس القتل .
عكفت " دنيا" زراعاها تفوض الأمر لرغبتها الحرة الملحة ، حتي قالت بلغة سرمدية :
تخطينا الأمر والنهي يا أمي ، تعدت الطموح مرسي وحيد ، بل صارت المراسي منشقة الأحلام والأطماع .
تهدلت نظرات الأم خارج النافذة ، ودت لو تتشاكي بالمارة القائمين علي الطريق ، تتسأل بعيونها :
تري ما سبب اعوجاج الأجيال ؟! وميول الفروع عن منبتها ، لفتة منت بتدفق الأمومة العارمة ، بصفعة مرتدة في وجة الفتاة ، شعرت المتنمرة بالأمر وقسوتة ، إنما سرعان ما عادت في رحيق الأحضان الدافئة لهذه الأم الحنونة .
استصاغت الفتاة لذة الأمان والحب والود والطمأنينة ، حتي تلفحت المرأة بجسد رعونة ابنتها الوحيدة ، تسرد ما تعاقبت به العصور من مأساة ومحن وانتصارات ، حتي أشارت نحو السماء والأرض ، تقول في طاعة الإيمان بالله :
في الأرض خلقنا والي السماء نعود .
قفزت دنيا ، كأنها التقطت صيد ثمين تجهر بحق الذات :
ماذا ستحمل أنفسنا عند الرحيل ؟!
تمتمت الأم ببساطة الأقوال رحابة :
المزارع يبحث عن أرض خصبة للحصاد .
إبتسمت " دنيا" تود لو تقول ، انت خصوبة الارض يا أمي ، سبقتها الأم حينها بسرية التعبير :
العد التنازلي بنيتي في رتابة الفراق ، وتكون انت فقط وظلك وحدك .
وقفت " دنيا" تئنس ظل الأخير ، حتي قال نجلها الوحيد :
هل سنظل معا حتي النهاية يا أمي ؟!
قالت الأم تمسح دموعها :
الأوراق دائما تتساقط في الخريف بني .
قفز نجلها الوحيد متطلعا بالحياة ، يعقد شفتية يبرم الكلمات حذاقة :
إنما حتماً سيأتي الربيع .
مسحت " دنيا" دمعة شاركت وجنتيها المترهلة في العجز المرير ، تقطر حروفها بصعوبة :
سيأتي الربيع عندما تكون وحدك .
أصدرت الطلقة ثقبا بقلب الإبن ، بعد سماع تلك الكلمات .
تكوم ظل الإبن الوحيد ، يعانق شجرة يابسة من الحياة ، يصرخ بقوة الصمت يشج الطريق :
لو ترحلين ، يرحل مع ظلك كل الأشياء .
-
*عبير صفوت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق