اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

"لننتصر على هتلر" - كتاب مثير وغير عادي، يثير عاصفة في اسرائيل ...* نبيل عودة

⏪⏬
اسرائيل الثورية الفتية المليئة بالحياة، تحولت الى متحدثة باسم الأموات، دولة تتحدث باسم كل أولئك غير الموجودين، أكثر مما تتحدث باسم كل أولئك الموجودين. وإذا كان هذا لا يكفي، الحرب حولتنا، بدون ارادتنا، من ظاهرة شاذة، لنصبح قاعدة الشواذ نفسه.
طريقة حياتنا قتالية مع الجميع. مع الأصدقاء ومع الأعداء. قتال مع الخارج وقتال مع الداخل، يمكن القول، ليس بتوسع أو بشكل مجازي، انما بحزن وثقة، ان الاسرائيلي يفهم فقط ... القوة. هذا الوضع بدأ كحالة استعلائية اسرائيلية امام عجز العرب من التغلب علينا في ساحات الحرب، واستمر كأثبات للكثير جدا من التصرفات والقناعات السياسية، التي لا يمكن قبولها في عالم سوي. كل دولة تحتاج الى قوة بدرجة معقولة. الى جانب القوة تحتاج كل دولة ايضا الى سياسة وقدرة نفسية على لجم القوة. لنا توجد قوة. الكثير من القوة وفقط قوة. لا يوجد لنا أي بديل للقوة، ولا نملك أي فهم أو ارادة عدا ان نجعل القوة تتكلم. واعطاء جيش الدفاع الاسرائيلي لينتصر. في نهاية الأمر حدث لنا ما يحدث لكل ممارسي العنف والبلطجية في العالم: شوهنا التوراة وشوهنا مفاهيمنا ولم نعد قادرين نحن أنفسنا على فهم أي شيء آخر عدا لغة القوة. حتى على مستوى علاقة الزوج بزوجته، وعلاقة الانسان بصديقة، وعلاقة الدولة بمواطنيها، وعلاقة القادة ببعضهم البعض. ان الدولة التي تعيش على حرابها، والتي تسجد لأمواتها، نهايتها، كما يبدو، ان تعيش بحالة طوارئ دائمة، لأن وجهة نظرها أن الجميع نازيون، كلهم ألمان، كلهم عرب، كلهم يكرهوننا، والعالم، بطبيعته، كان دائما ضدنا ...
هذا مقطع من الكتاب المثير، والذي أحدث عاصفة ما تزال في بدايتها، وهزة عميقة للغاية في المجتمع الاسرائيلي، أشغلت وسائل الاعلام والمعلقين واصحاب الرأي والفكر، ومتوقع ان يواصل هذا الكتاب استفزازه، عبر توجيه صفعات اليمة، للكثير من المسلمات التي بدأ المجتمع اليهودي في اسرائيل يتعامل معها كقوانين للحياة لا يجوز اختراقها، أو التشكيك فيها. او التفكير بصياغات اخرى بديلة ...
مؤلف الكتاب ابراهام بورغ هو انسان غير عادي، والده يوسف بورغ كان قائدا للحزب الوطني الديني (المفدال) ووزير في حكومات اسرائيل المتعاقبة منذ العام 1951 وحتى العام 1988، عضو في الكنيست الأولى وحتى الكنيست الحادية عشرة، حين خرج للتقاعد ... وهو من المهاجرين اليهود الألمان الذين وصلوا فلسطين منذ العام 1939. وابنه، ابراهام بوغر وراؤه سيرة حياة مثيرة أيضا.
كجندي احتياط، انضم ونظم قبل 25 سنة مجموعة جنود ضد الصمت، وهي من أول التنظيمات الاحتجاجية التي يقوم بها الجنود، وقتها ضد الحرب اللبنانية الاولى، وما خلفته من مذابح ضد الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا (1983) ونجحوا بتحريك احتجاج جماهيري لم تشهد اسرائيل مثيلا له من قبل أو من بعد. اذ نظموا مظاهرة احتجاجية شارك فيها 400 ألف انسان. وبدأ نجم بورغ بالسطوع السياسي. بدأ طريقه بمعية شمعون بيرس (حزب العمل). ثم سطع نجمه كقائد لجيل الشباب في حزب العمل، انتخب للكنيست، واختير كرئيس للوكالة اليهودية، وعاد فيما بعد للنشاط السياسي، وانتخب رئيسا للكنيست، وكان مرشحا لقيادة حزب العمل، والمنافسة على رئاسة الحكومة، حين ترك فجأة العمل السياسي، واتجه للأعمال الحرة.
كتاب بورغ المثير للجدل في المجتمع الإسرائيل هو كتاب لننتصر على هتلر، يقول بورغ أنه استغرقه عشر سنوات لإنجازه.
قراءة الكتاب تكشف اسباب هذا الوقت الطويل الذي استغرقت بورغ كتابته، الكتاب ليس مجرد ببيوغرافيا لشخصية سياسية مؤثرة، ويمكن اعتباره ببيوغرافيا فكرية. انه حساب قاس مع النفس، مع المجتمع، مع التاريخ، مع الأخلاق، مع الفكر، مع المفاهيم ومع السياسة الممارسة...
الكتاب جريء في طرحه للحقائق عن الواقع الاسرائيلي، والمجاهرة بنقد المقدسات والمواقف النهائية والايمانية للمجتمع الاسرائيلي، التي كانت تبدو أزلية، وعليها شبه اجماع قومي من اليمين حتى اليسار. من معسكر السلام وحتى سوائب المستوطنين...
ما لفت انتباهي للكتاب ليس فقط ما أثاره من النقد الواسع، وبعضه عنيف ضد المكاشفة الجريئة والقاتلة في الكثير من تفاصيلها، التي قام بها بورغ في كتابه، انما أيضا ما قاله في مقابلاته التلفزيونية، مفسرا تحول مفاهيمه، أو طرحه لتجربته الحياتية والسياسية. قال، وهذا النص ايضا مسجل في كتابه: انا انسان، وانا يهودي (بورغ يهودي متدين – نبيل) وانا اسرائيلي. الصهيونية كانت أداة لنقلي من حالة التراكمية اليهودية الى حالة التراكمية الاسرائيلية. وأعتقد أن بن غوريون (أول رئيس لحكومة اسرائيل – نبيل) هو القائل ان الحركة الصهيونية كانت دعائم لإقامة البيت القومي، وانه بعد اقامة الدولة، يجب فكها.
اذن هل تخلى بورغ عن يهوديته (كمتدين) وعن قومته الاسرائيلية كوطني اسرائيلي ؟! وهي اسئلة طرحت عليه عبر المقابلات التلفزيونية وعبر ما نشر من مراجعات لكتابه المذهل في صراحته.
أجاب: اليهودية السائدة اليوم هي اليهودية الحريدية (السلفية المتعصبة – نبيل) وأنا لست كذلك، والقومية اليهودية السائدة اليوم هي قومية المستوطنين، وانا لست منهم.
بوغر متهم في العاصفة التي أثارها كتابه، انه لم يعد صهيونيا. وذلك على ضوء ما كتب: في المؤتمر اليهودي الأول انتصرت صهيونية هرتسل على صهيونية أحاد هعام علينا ان نبقي هرتسل وراءنا، وأن ننتقل الى أحاد هعام. (احاد هعام -1856 – 1927 -اسم ادبي لكاتب يهودي روسي، كانت رؤيته ان اليهودية تعني المصداقية والاستقامة في التعامل مع كل انسان، وان تبني مجتمعا يشكل نموذجا لسائر الشعوب، وان تكون مركز روحي لليهودية المتجددة، والاستقامة والعدل – نبيل)
احاد هعام، يكتب بورغ: اتهم هرتسل بأن كل صهيونيته مصدرها باللاسامية، بينما أحاد هعام فكر باتجاه آخر، فكر بإسرائيل كرمز فكري، اتجاه أحاد هعام لم يمت، والآن حان وقته. ويحذر من اليهودية والصهيونية السائدتين في اسرائيل، ويصفهما بانهما مليئتين بالمصائب.
من المواضيع المثيرة في كتاب بورغ، رفضه لصيغة دولة يهودية، جاء في كتابه: ان تعريف دولة اسرائيل كدولة يهودية، هذه بداية نهايتها. دولة يهودية يعني قنبلة، مواد تفجير.
ويرفض بورغ النشيد القومي: النشيد القومي رمز، انا على استعداد لقبول واقع ان كل شيء جيد وفقط النشيد القومي سيء.
ومن المواضيع البارزة في الكتاب، دعوة بورغ لفك الوكالة اليهودية، وتغيير قانون العودة (عودة اليهود الى اسرائيل – نبيل)
يكتب حول قانون العودة: يجب طرح الموضوع للنقاش. قانون العودة هو قانون يفتقد للاستقامة، هو نسخة مشابهة لهتلر. انا لا أريد ان يعرف لي هتلر هويتي. كشخص دمقراطي وانساني، هذا القانون يضعني في تناقض، قانون العودة يباعد بيننا وبين يهود المهجر وبيننا وبين العرب.
وعن الوكالة اليهودية يقول: منذ كنت رئيسا للوكالة اليهودية، اقترحت تغيير اسمها من الوكالة اليهودية لأرض اسرائيل الى الوكالة اليهودية للمجتمع الاسرائيلي ... ويجب أن يكون بمركز نشاطهم تقديم الخدمات لكل مواطني اسرائيل، بما في ذلك العرب.
ويكتب عن حرب لبنان: انظروا الى حرب لبنان، عاد الشعب من ساحة الوغى. كانت انجازات معينة. كانت قصورات معينة. كشف عن امور عدة. كنت اتوقع من وزراء واشخاص من اليمين ان يفهموا، انه عندما نعطي لجيش الدفاع الاسرائيلي أن ينتصر، فهو لا ينتصر. القوة ليست هي الحل. وفي هذا الوقت لدينا مشكلة في غزة، ما هو الحديث عن غزة؟ ان ندخل بهم، نمحوهم. لم نستوعب شيئا. لا شيء. وهذا ليس فقط في المستوى بين شعب وشعب آخر. أنظر للعلاقات بين الانسان وصديقة. أنصت للحديث الشخصي، الارتفاع بالعنف في الشوارع، أحاديث النساء المضروبات، أنظر الى صورة وجه اسرائيل.
ويكتب عن الاحتلال: الاحتلال هو جزء صغير من الوضع. اسرائيل مجتمع خائف. من أجل البحث عن جنون القوة وقلعها، يجب معالجة المخاوف. والخوف الأعلى، الخوف القديم، هو ستة ملايين يهودي الذين قتلوا بالكارثة.
ويكتب بورغ بانه عندما كان رئيسا للكنيست: استمعت الى الأحاديث، وقمت بالحديث بعمق مع أعضاء الكنيست من جميع الاتجاهات. سمعت رجال سلام يقولون انهم يريدون السلام لأنهم يكرهون العرب ولا يستطيعوا رؤيتهم او تحملهم. وسمعت أشخاص من اليمين يتفوهون مثل جماعة كهانا (مئير كهانا، عنصري متطرف معاد للعرب، منع من الوصول للكنيست، قتله فلسطيني في الولايات المتحدة، جماعته من أشرس وأسفل المجموعات الاستيطانية، وينادون بترحيل العرب من مواطني اسرائيل والمناطق الفلسطينية – نبيل) الكهانية موجودة في الكنيست، رفضوها كحزب، ولكن حوالي 10 أو 15 وربما 20 % من الحديث اليهودي داخل الكنيست، هو حديث غير سهل ... مليء بالفقاقيع.
هذه لمحة صغيرة من نبوءة ابراهام بورغ المرعبة للكثيرين من العنصريين ومعتمدي سياسة القوة، والذين على قناعة مرعبة بأن القوة هي الحل الوحيد، وباتوا أسرى تفكيرهم المحدود والمغلق، دون القدرة على رؤية بدائل أخرى للتعامل.
الكتاب لا يهادن وجريء في تناوله لأهم القضايا وأكثرها حساسية، والمكاشفة بصراحة غير معهودة، خاصة من شخصية وصلت الى قمة السلطة في اسرائيل. ولا يتردد في القول انه لا يشعر باي انتماء للجمهور المتدين الذي جاء منه، انا لا أنتمي إليهم يقول بوضوح. ويهاجم التيار العلماني ويتهمه أنه أسير تعصبه القومي.
ولا يتردد في مطالبة اسرائيل بالتخلي عن سلاحها النووي. والكاتب لا يتردد بإجراء مقارنة دائمة في كتابه بين اسرائيل والمانيا النازية، وربما ليس بالصدفة ان الاسم الأول للكتاب، خلال فترة اعداده، كان هتلر انتصر. يقول: انا موافق انه يوجد مصاعب، ولكن هل هي مصاعب مستحيلة؟ هل كل عدو هو اوشفيتس؟ هل كل حماس هي عدو؟
ومع ذلك بورغ متفائل، ولا ينفي امكانية عودته للسياسة، ويقرر انه في عام 2010 فقط ستبدأ سياسة جديدة في اسرائيل، بعد ان ينتهي دور جيل أولمرت – براك، سيجيئ جيل من مجال الاقتصاد، من الأكاديميات، ومن الفن، ربما عندها سيكون لي مكان كما يقول بورغ.
عنوان الكتاب لننتصر على هتلر، تنكشف رمزيته بأن النصر الذي يريده بورغ هو نصر على هتلر الاسرائيلي الذي يعتمد لغة القوة في كل ما ينهج.
-
* نبيل عودة

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...