لماذا أكتب عنكن ! ...* جودة بوناب - الجزائر

⏪⏬
لماذا أكتب عنكن!
عن المجهولات في الأرض المعروفات عند رب السماء عن الطيبات الكريمات اللواتي لا يذكرهن أحد، عنكن أكتب اليوم فاسمعنني وكم يشرفني الأمر!

انتفضت كلماتي اليوم و تسارع نبض قلمي معلنا عن ميلاد فقرة انتظرتها طويلا، عن تدوين رسالة صادقة من القلب إلى القلب، عن صفوة البنات ستمطر أسطري مزنا وعن حفيدات عائشة رضي الله عنها ستنشد دواخلي ريتالا، إلى حوريات الجنة يردد فؤادي طوبى لكن طوبى لكن.
إلى المستيقظات فجرا المصليات فرضا المطيعات ربا، إلى القائمات ذكرا في آناء الليل والنهار، إلى الصالحات التقيات البارات إلى من أدركن أن مالحياة الدنيا إلا لعب ولهو و للدار الآخرة خير وأبقى، إلى القارئات كتاب الله السائلات أن يشفع لهن وقد صدق رسول الله حين قال(اقرأوا القرآن فإنه يأتي شفيعا لأصحابه)
اليكن يامن لبستن لباس العزة والشرف والفخر وأنتن من أهل الله وخاصته، إلى من اكتنفتكن هالة من الوقار و الجمال وبين اصابعكن المصحف الشريف، إلى من تعطرت افواهكن بآيات الذكر الحكيم وأحاديث النبي الشريف فزادت جملكن الحكمة و سداد الرأي، إلى من استوطنت الحمد لله والشكر لله على ألسنتكن فاخرجت ذرر الكلام، إلى من قابلتن الغير بالنصح والإرشاد والدعاء إليكن أكتب.
إلى الأميرات بلباس الحشمة إلى الجميلات بملامح الحياء لا مواد التجميل، إلى من لازمهن حرف الحاء(حياء، حشمة، حكمة ،حسن و حب الله) فأبدعن في عيشه. إلى من زينتكن المكارم فلم تفخرن بالنسب والأصل والوطن وادركتن أن لا شي يدوم من غير الأخلاق الفاضلة إذ قال الله تعالى في مدح نبيه الكريم(إنك لعلى خلق عظيم) ،نبيه الذي كان من أعرق العرب نسبا ومن خيرة الأوطان مكة أم القرى لم يميزه هذان الامران بقدر ما ميزته أخلاقه فطوبى لكن أخواتي الاقتداء برسولنا الكريم.
إلى من برهنتن أن الحياء ليس مخالفة للحداثة والعصرنة والتحضر بل ضرورة حتمية وأصالة وفخر، إلى من تميزتن في مجالات الطب والهندسة و الأدب و غيرهم و حجابكن ستر وغطاء محافظات عليه متمسكات به غير متبدعات فيه كما تفعل بعضهن اليوم مبررات افعالهن بجملة(للضرورة أحكام) ، الحجاب حجاب وأنتن دافعتن عليه فطوبى لكن تميزكن عند رب العالمين..تذكرني قصة إبنة شعيب عليه السلام حين عادت إلى سيدنا موسى بعد أن سقى لهما وهي تمشي على استحياء فقال عز وجل(فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) ما وصفها بطول او عرض او جمال بل بأسمى الصفات ألا وهو الحياء فطوبى لكن يا من عشتن عليه و شتان بينكن وبين صاحبات السراويل الضيقة الحجاب المتبدع فيه البهرج على اوجههن والأقراط على اذنهن، الأعناق المكشوفة والأظفار الملونة...شتان بينكما.
إلى من لا تنظرن لمشهورات السوشل ميديا بإعجاب فلا تفكرن مجرد التفكير في تقليدهن، إلى من جعلتن فاطمة بنت محمد مثلا يحتذى في البطولة والشرف والرضى، إلى من لا تمتثلن لفتيات هذا العصر اللواتي يطلبن لبن العصفور من أزواجهن و رضيتن بالمودة والرحمة مهرا لكن و قد كان مهر سيدة نساء أهل الجنة درعا حطمية..فأنى لفتيات عصرنا أن يكن بأخلاقها؟
إلى من اقتديتن بعائشة أمنا الأستاذة العالمة الفقيهة فطلبتن العلم واجتهدتن في نيله
إلى من اعجبتن بخديجة بنت خويلد رمز الزوجة الصالحة التي ساندت زوجها في الضراء قبل السراء التي كانت عونا له لا عبئا عليه ..التي واسته بمالها وصحتها...إليكن ما من تركتن شهيرات السوشل ميديا و إلتهمتن قصص الصحابيات .
إلى اللواتي يفرقن بين المياعة والرقة، بين البهرج و البساطة ،بين تعلم لغة أقوام وفي ذلك خير لهن وبين الاستعراض بذلك، إلى من يعلمن أن (صباح الخير )تحمل من جودة الإحساس أكبر من جودة المعنى فلا تضاهيها كلمة bonjour ، وأن(في أمان الله ) فيها من الطمأنينة والراحة مالا تحتويهما كلمتا by , see you ، إلى من تفرقن بين الثقافة والسذاجة، بين الأنوثة العفوية و المصطنعة إليكن أكتب فطوبى لكن طوبى لكن.