⏪147
ونسجناها بحرفي النون والحاء
وما يفهمها إلا اللبيب اللبيب
(المقامة العزوبية)
حكى لنا العازب المحروم والعاشق المغروم والحالم المهضوم والبالغ المكظوم وهو الشاب المكلوم الذي يعيش حياته مهموما ويناغص عيشه مغموما ويأكل خبزه ملطوما ويتغذى عصيده زوم ويتعشى قرصة ملصوم ويقتات صلعا مكدوما أو كعكا مجدوما شابع له لقم إلا أنه محروم من حنان بنات آدم يبيت في العراء معدوما ويسهر الليل بلا نوم ويعيش هذا الشاب عازبا في سجن الحرمان وكأنه جثة خلف الحيطان أو كيسه منذوقة في ديمة الحيطان أو هيئة آدمية هزيلة البنيان مزعزعة الكيان فهو إنسان محروم من حقوق الإنسان حياته حرمان وأيامه أحزان ووجوده فقدان وبقاؤه هجران وهو لا يزال غصنا ذبلان وعرقا مهددا بالفقدان كونه شابا ذا نشاط وعنفوان يعيش معذبا بمشاعر الحرمان وروحه عطشان وقلبه ظمآن وعقله ولهان وفكره هيمان وشعوره نشوان وإدراكه تيهان واستذكاره نسيان وصمته كتمان وصدره أشجان يفتقر إلى أدفأ الأحضان وأبرد الأجفان وأكناف الحنان وأنوثة النسوان التي تكتمل بها غريزة الإنسان فالعازب بحاجة إلى زوجة تعدل مزاجه وتطبب علاجه وتعجل إخراجه من سجن الحرمان إلى حرية السلوان ليكمل النقصان في دنياه ودينه ويعصم نفسه من نزغات الشيطان وينكح الولود الودود التي تؤنس الفؤاد وتربي الأولاد وتساند زوجها في أفراحه وأتراحه فالدينا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة يقول هذه الشاب العازب ما زالت حياتي متكدرة ونفسيتي متدهورة وحالتي متعسرة وأوجاعي منتشرة في كل الأعضاء أبحث عن دواء طبي فعال وعلاج إنساني ماثل يسكن آلامي ويهدئ أسقامي ويصحصح أيامي فإني أعاني من ارتفاع حاد من صداع الرأس وأوجاع الحس وآلام النفس التي تقطع بهواء التنفس وتضيق بي من قلق الشعور والاكتئاب والتوتر والضبح والكمد والضنى والنكد فلست بمريض مرض حالة نفسية بل هي معاناة إنسانية وأوجاع زمانية يعاني منها جميع الشباب في مرحلة العزوبية يقول العازب فلم أتضجر من ضيق أحوالي ولم أتذمر من بؤس حالي وذات يوم قصدت ديار صوحلي أبحث عن طبيب المجروحين لأشكوه حالي وأشرح له جراحي لعله يشخص نحولي ويعاين شحوبي وجروحي فسألت عنه تلك النواحي وبحثت عنه بين تلك الضواحي فلم أجده منذ صباحي حتى علمت مكانه بعد حين فوجدته في ديمة المحربين جالسا والعزاب حوله محتبكين فألقيت عليهم السلام فأوسعوا لي المقام وأجلسوني بينهم بحفاوة واحترام وسمعتهم يتبادلون الكلام حول غلاء المهور وتكاليف الزواج التي تعكر المزاج فصمت بينهم حتى سكتوا وهدأ الإزعاج فسألتهم أيكم طبيب المجروحين يا معشر المحربين فأومأوا إليه مؤشرين هذا هو فقلت له: أنت صاحب المقامات ومداوي العلات وطبيب المعضلات؟ فقال: نعم. فقلت له: أريدك في كلام بيني وبينك فهل تعيرني أذنيك؟ فقال: نعم. وهت لي ما لديك فشرحت له أوجاع حالي فلما انتهيت من سرد أقوالي تبسم ضاحكا من قولي وقال لي: المسئول أدرى من السائل والموجوع أوجع من القائل لكن عندي لك علاج ماثل وهو سريع المفعول وأن كان الطبيب أحوج لها من المعلول إلا أنها وصفة أدبية وجرعة طبية من اختصاص الطب النسوي فعلاجك أيها الشاب ودواؤك أيها العازب فتاة أنسية تضمد جروحك وتؤنس روحك وتسكن إليها نفسك فهن أنس الحياة ومتاعها فأخذت النصيحة ولم أعيها وتركتها لمن يراعيها وعدت إلى داري معي طمر إزاري...
ونسجناها بحرفي النون والحاء
وما يفهمها إلا اللبيب اللبيب
(المقامة العزوبية)
حكى لنا العازب المحروم والعاشق المغروم والحالم المهضوم والبالغ المكظوم وهو الشاب المكلوم الذي يعيش حياته مهموما ويناغص عيشه مغموما ويأكل خبزه ملطوما ويتغذى عصيده زوم ويتعشى قرصة ملصوم ويقتات صلعا مكدوما أو كعكا مجدوما شابع له لقم إلا أنه محروم من حنان بنات آدم يبيت في العراء معدوما ويسهر الليل بلا نوم ويعيش هذا الشاب عازبا في سجن الحرمان وكأنه جثة خلف الحيطان أو كيسه منذوقة في ديمة الحيطان أو هيئة آدمية هزيلة البنيان مزعزعة الكيان فهو إنسان محروم من حقوق الإنسان حياته حرمان وأيامه أحزان ووجوده فقدان وبقاؤه هجران وهو لا يزال غصنا ذبلان وعرقا مهددا بالفقدان كونه شابا ذا نشاط وعنفوان يعيش معذبا بمشاعر الحرمان وروحه عطشان وقلبه ظمآن وعقله ولهان وفكره هيمان وشعوره نشوان وإدراكه تيهان واستذكاره نسيان وصمته كتمان وصدره أشجان يفتقر إلى أدفأ الأحضان وأبرد الأجفان وأكناف الحنان وأنوثة النسوان التي تكتمل بها غريزة الإنسان فالعازب بحاجة إلى زوجة تعدل مزاجه وتطبب علاجه وتعجل إخراجه من سجن الحرمان إلى حرية السلوان ليكمل النقصان في دنياه ودينه ويعصم نفسه من نزغات الشيطان وينكح الولود الودود التي تؤنس الفؤاد وتربي الأولاد وتساند زوجها في أفراحه وأتراحه فالدينا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة يقول هذه الشاب العازب ما زالت حياتي متكدرة ونفسيتي متدهورة وحالتي متعسرة وأوجاعي منتشرة في كل الأعضاء أبحث عن دواء طبي فعال وعلاج إنساني ماثل يسكن آلامي ويهدئ أسقامي ويصحصح أيامي فإني أعاني من ارتفاع حاد من صداع الرأس وأوجاع الحس وآلام النفس التي تقطع بهواء التنفس وتضيق بي من قلق الشعور والاكتئاب والتوتر والضبح والكمد والضنى والنكد فلست بمريض مرض حالة نفسية بل هي معاناة إنسانية وأوجاع زمانية يعاني منها جميع الشباب في مرحلة العزوبية يقول العازب فلم أتضجر من ضيق أحوالي ولم أتذمر من بؤس حالي وذات يوم قصدت ديار صوحلي أبحث عن طبيب المجروحين لأشكوه حالي وأشرح له جراحي لعله يشخص نحولي ويعاين شحوبي وجروحي فسألت عنه تلك النواحي وبحثت عنه بين تلك الضواحي فلم أجده منذ صباحي حتى علمت مكانه بعد حين فوجدته في ديمة المحربين جالسا والعزاب حوله محتبكين فألقيت عليهم السلام فأوسعوا لي المقام وأجلسوني بينهم بحفاوة واحترام وسمعتهم يتبادلون الكلام حول غلاء المهور وتكاليف الزواج التي تعكر المزاج فصمت بينهم حتى سكتوا وهدأ الإزعاج فسألتهم أيكم طبيب المجروحين يا معشر المحربين فأومأوا إليه مؤشرين هذا هو فقلت له: أنت صاحب المقامات ومداوي العلات وطبيب المعضلات؟ فقال: نعم. فقلت له: أريدك في كلام بيني وبينك فهل تعيرني أذنيك؟ فقال: نعم. وهت لي ما لديك فشرحت له أوجاع حالي فلما انتهيت من سرد أقوالي تبسم ضاحكا من قولي وقال لي: المسئول أدرى من السائل والموجوع أوجع من القائل لكن عندي لك علاج ماثل وهو سريع المفعول وأن كان الطبيب أحوج لها من المعلول إلا أنها وصفة أدبية وجرعة طبية من اختصاص الطب النسوي فعلاجك أيها الشاب ودواؤك أيها العازب فتاة أنسية تضمد جروحك وتؤنس روحك وتسكن إليها نفسك فهن أنس الحياة ومتاعها فأخذت النصيحة ولم أعيها وتركتها لمن يراعيها وعدت إلى داري معي طمر إزاري...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق