كمين محكم | قصة قصيرة ...*حسن الحيدري

⏪⏬
حافاته دقيقة تشبه الزجاج وكلما يزداد الضغط تغوص به القدم لأسفل ، ثمة يباس حولي لبقايا أغصان كأنها هياكل ، بينما الجليد يلمع
من بعيد على حافات القمم وكأنه لايستجيب لهذا القيظ اللاهب الأرعن ، في الجهة الأمامية رتل عسكري يتلوى كأفعى على النيسم البعيد ، الجبال تتطاول بقممها الشاهقة تحت ظل أفق أزرق يلفه ضباب مشوب بغيوم تميل للبياض ، بعض الطيور ساهمة بتشكيلاتها البديعة ، بينما أصوات مبهمة تصدر من تلال سحيقة ، يزحف المساء رويدا رويدا ، بينما رصاص كثيف راح يلعلع في الأجواء ، وثمة إطلاقات مذنبة اخترقت صفوف الرتل الذي تفرق ذات اليمين وذات الشمال ، احتدمت المعركة ، كبرت الأصوات ، رشق مدفعي من عيار 60 ملم أحدث حريقا" في شبه غابة من أحراش وشجيرات متعفنة ، صاروخ قاذفة سقط بالقرب من الرتل ، علا صراخ من هنا وهناك ، اصيب أكثر من سبعة جنود ، بعد بتر ساق أحدهم ، صرخ الضابط ، تفرقوا تفرقوا ، سقطنا بكمين محكم ، تفرقوا ، أحاط بهم الجحيم من كل جانب ، بينما لمعت رصاصة أخرى مذنبة باتجاه رأس الضابط الذي كان يقود الرتل وبيده مسدس نوع طارق وفي جيب قمصلته المرقطة نصف بطل عرررررق مستكي !!!

*حسن الحيدري