اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

قراءة في نص " ترانيم " للشاعرة اليمنية: منى الزيادي...* بقلم عبدالكريم الخياط

⏪⏬تـرانيــم

سـأخطُّ حَرفيَ أيُّها الشُّعراءُ
وأعانقُ الجَوزاءَ يا بلغاءُ


ما لليراعِ وللحُروف تناثرتْ
أوقد جفاها وابـلٌ وحياءُ؟

جفَّت معاني الودِّ في أقلامِنا
وتوارت الآمالُ والأضواءُ!

هل شاخَ حرفي في معالمِ نظمهِ
أم تاهت الكلماتُ والأصداءُ؟

إنَّ اليراعَ - وإن تكلَّمَ - صادقٌ
فالحرفُ شمسٌ والمدادُ ضياءُ

لن أستطيلَ بنظمِ حرفيَ هاهنا
الإيجازُ أبلغُ أيُّها الفُصحاءُ

إنَّ الأديبَ نبيُّ وحَيٍ في الدُّجى
كالنَّجمِ يَهدي إن بدتْ ظَلماءُ

بل إنهُ بدرٌ على أجوائهِ
كم تُيِّمتْ بجمالهِ النُّبلاءُ؟

فاجعل لحرفِكَ بصمةً أبديَّةً
إنْ خَيَّمتْ بظلالِها الأهواءُ

وانسج حروفَك للَّذين تساقطوا
في موطنٍ عُشقتْ به العلياءُ

*منى الزيادي

⏪قراءة في نص ( ترانيم ) للشاعرة اليمنية: منى الزيادي

حين تكون الحروف حاملة للوهج في سماء ملبدة بالغيوم فإننا ننتظر الغيث يهمي على الأرض لتعشوشب النفوس القاحلة ، وكلما زادت الحلكة في السماء فإننا نستلهم من البروق التي تشق السديم إلى الأرض البشارات ، وإنْ توافَق معه هزيم الرعد فإننا نوقنُ أنَّ الأمطار الغزيرة ستحط على أدراننا وتسحبها عبر الشوارع والطرقات المختلفة، وإنْ رأيناها فاضت عن الحدِّ فإنَّ التهاليل و التسابيح وأصوات الاستغفار تتعالَى هنا وهناك؛ لإدراك معظم الناس أن ذنوب العباد قد كثرت وأنَّ روائحها قد أزعجت أهل السماء، فيدركون أنَّ غيث الرحمة المُنتظَر قد تحَــوَّل إلى مطر من العذاب تجعل صيحات " اللهم حوالينا ولاعلينا " تنطلق من الحناجر بإخلاص، مع سماع " اللهم لاتعذبنا بما فعل السفهاء منا " حين يرتفع منسوب الأمطار ويسيل من أعالي الجبال والتلال ؛ ليغمر السهول، وتلهج الدعوات " اللهم ارحم الشيوخ الرُّكَّع والأطفال الرُّضَّع،والبهائم الرُّتَّع" حينما ترى الشعِّاب والأودية والجداول قد غرقت المحاصيل والمزروعات فيها ؛ لترافقها دعوة منيب لائذ برحمته " اللهم ارفَعْ غضبك ومقتك عنا ياأرحم الراحمين"، وهاهو الفيضان قد همَّ بالتهام البشر والأملاك والضِّياع ، فتتحرَّك على التوِّ واللحظة دعوة مسكين عابر ، يُدْفَعُ من الأبواب، لايُلتفتُ إليه يتمتم ومطر السماء يلتقي بمطر عينيه على نحيب مستعيذ لائذ بــ( ياأرضُ ابلعي ماءَك وياسماءُ أقلعي وغِيضَ المَاءُ وقُضِيَ الأمرُ واستوتْ على الجُودِيِّ).

وهاهي الحروف هنا تستوي على جودي " رسالة الأديب الحقَّة" فتأتلق مع مضمون الألفاظ المراد ترويضها لتحمِلَ بين حناياها ماتعانيه الأمة من
أسقام
و آلام
وأوهام
وإجرام
فلانفَعَتنا حروف مَنْ(قام)
ولاشفَتنا حروف مَنْ (لام)
ولاأنجتنا حروف مَنْ(هام)
ولاداوَتنا حروف مَنْ(رام)؛
لنجَدَ أنفسَنا بين لُجَجٍ من الــ( أنا) تطيحُ بــ( نحنُ) على إثْرِ مَوْجات " الْلِجَاجِ" التي عاقرت الاختلاف "الأُجَاج"، فسُدَّتْ لأيِّ اتفاقٍ "الفِجَاج"...
لكنَّ الشاعرة هنا لاتفقد الأمل ، فقد أخذت تُهدهِدُ الحروف على
هندول الصبر لتبدأ البحث والتنقيب :

(سأخطُّ حرفي..)
وتخص رفاق الدرب من كوكبة الشعراء الذين تُعلَّق بهم الآمال
بالرغم أن ( الحروف تناثرت)
بسبب ( جفاف معاني الودّ)، وبالتالي توارت واختفت الآمال التي يُعوَّل عليها لبناء المستقبل للأجيال ..
فيعتلي التساؤل الذي يخرج إلى
حيِّز التعجُّبِ والاستغراب :
( هل شاخَ حرفي في معالم نظْمِه؟)، هنا اتهام خفيٌّ للذات في لحظات من الضعف الداخلي ؛ لأن تأثير الكلام لم يُؤْتِ أُكُلَهُ وفقا لما هو مرسوم له...
ولذلك
فإنْ كان الصِّدْقُ هو ديدَنُ اليراع فثق أنَّ ( الحرف شمسٌ والمدادُ ضياءُ)،

أي أن الأديب سيؤدي رسالته بكل ماأوتي من قوة وصبر بالرغم من العراقيل التي هي منثورة أمامه في الطريق..
وكأن الشاعرة اليمنية منى الزيادي " سفيرة السلام" تريد أن تستوقفنا في محطة " البلاغة الإيجاز" أو أنها تقودنا للقول باختصار : " خيرُ الكلامِ ماقلَّ ودَلَّ"،
وأيضا عرَّجت على الحرف بقولها :
لن أستطيلَ بنظْم حَرفي هاهُنا
الإيجَازُ أبــلَغُ أيُّهَا الفُصَــحَاءُ

وهنا أوصلتنا الشاعرة للبيت المحوري - في القصيدة - الذي ينبض حبًّا ووفاءً لكل أديب يؤدي رسالته دونَ كلَلٍ أو ملَلٍ :
إنَّ الأديبَ نَبِيُّ وَحْيٍ في الدُّجَى
كَالنَّجْمِ يَهْدِي إِنْ بَدَتْ ظَلْمَاءُ

فقد أضفت عليه جَانبَ قداسَة السما( النُّبُوَّة) وهو واضح بجلاء في قولها :
بَلْ إنَّهُ بدْرٌ على أجوَائه
كَمْ تُيِّمَتْ بِجَمَالِه النُّبَلاءُ؟

و(بَلْ) هنا للإضراب؛ لتوضح الشاعرة لنا أن الأديب ليس نجمًا فحسْب،وإنما هو بدْرٌ مكتملُ الضياءِ والبهاء ؛ لتوميء لنا بطرْفٍ خَفِيٍّ بالاكتمال النفسي والحسي لشخصية الأديب المتوازنة التي يُفترض تواجُدُها على أرض الواقع ؛ لضمان الاكتمال في النضوج العقلي ، والسلامة في التفكير ، والحصافة في الرأي ،
وكل ذلك يعززُه غزارةٌ في العلم ، وامتدادٌ في الثقافات الإنسانية الحيَّة ، وغوصٌ حثيثٌ ، وإحاطة بمَا قاله:
العلماء
والشعراء
والأدباء
واللغويُون
والنحاة
والمؤرخون
والمفكرون
والفلاسفة
والحكماء

وهنا أتذكر الباحثة الأمريكية
(د. باربرا فريدريكسون) ، فهي عالمة نفس اجتماعية ،
وهي أيضًا الباحث الرئيس في مختبر المشاعر الإيجابية والفيزيولوجيا النفسية بجامعة نورث كارولينا.
إنَّ (نظرية التوسيع والبناء) هي استكشاف للوظيفة المتطورة للمشاعرالإيجابية. طوّرتها
الــ(د. باربرا فريدريكسون) ابتداءً من عام 1998، وهي ترتبط عادةً بعلم النفس الإيجابي.
تقترح (نظرية التوسيع والبناء) للمشاعر الإيجابية أن المشاعر الإيجابية ، مثل: "المتعة ،والسعادة ،والبهجة، وربمَا الاهتمام والترقب".
توسّع وعي الشخص، وتشجع الأفكار والأعمال المُبتكرة والمتنوعة والاستكشافية.)
و(يُعتبرالتأمُّل وسيلة أثبت بها بعض الباحثين أن الشخص قادرٌ على توسيع عقله، واختبار المشاعر الإيجابية اللازمة لبناء الموارد الشخصية).
وقد (أظهرت الدراسات التداخلية الطولية أن المشاعر الإيجابية تلعب دورًا في تنمية الموارد طويلة الأجل، مثل المرونة النفسية والرفاهية.
فالمشاعر الإيجابية ليست فقط علامة على الرفاهية، أو الازدهار والتوسع في الحياة بدلًا من البقاء على قيد الحياة ببساطة، بل يمكنها أيضًا المساعدة في خلق الازدهار في الحاضر والمستقبل. ولأن المشاعر الإيجابية تُوسع وتبني مخازن الأفكار والأفعال لفرد ما بشكل إيجابي، فهي تؤدي إلى زيادة في الموارد وإلى حياة أكثر رضا.)

ومن منطلق المشاعر الإيجابية اتكأت الشاعرة اليمني
( منى الزيادي) على الأسلوب الإنشائي الطلبي ، فقررَتْ أن تخاطب كل أديب بفعلي الأمر الذي في طياتهما النُّصح والإرشاد ( اجْعَلْ، وانسِجْ) ، وهو واضح في قولها:
فاجْعَلْ لِحَرفِكَ بَصْمةً أبَدِيَّةً
إنْ خيَّمَتْ بظِلَالِها الأهْواءُ

فامنح لنفسك أيها الأديب فرصة ذهبية تستطيع من خلالها أن تسجل لنفسك الخلود من خلال تلك البصمة الأبدية التي خصصتها لأبناء جلدتك ، حيث غصت في أعماقهم وفتَّشت في جراحاتهم ؛ لترسم لهم - في الأفق البعيد - السلام ، الحب ، الأمان ، الوئام ؛ لتتجدد بالألوان الزاهية كلما عانقت قوس قزح في عنان السماء..

وتستمر "الزيادي" في طلبها من الأديب ليتمّ رسالته، ويمضي قُدُمًا في زَرْع الوعي في عقول الذين كبَوْا في مفترق الطُّرُقِ فتشابَهَت عليهم الشِّعاب ، ولأولئك الذين حَادُوا عن مسالِك العلوِّ والسؤدَد فوقعُوا في براثن مهالك الهوى والزَّيف :
وانسِجْ حُروفَك لِلَّذينَ تَساقَطُوا
في مَـوْطِنٍ عُشِقَتْ بِهِ العليَاءُ

⏪في ( ترانيم ) منى الزيادي "سفيرة السلام" تكررت ألفاظ (حرفي ، والحرف، لحرفك ، والحروف ، وحروفك ) تسع مرات في الأبيات العشرة ؛ لتظهر أهمية الرسالة التي يقوم بها الأديب الحقيقي الذي يعي مايدور حوله فيختزله في إطار تجربته الشعرية في بوتقة الفكر الذي يُسلِمُ نفسه طواعية لانفعالات تعرِّي الواقع بشفافية لاتقبل المُهادنة تستقل التحليق في الأجواء بخيال يختال بين العبارات في تراكيب تشدُّ بعضها بعضا..
فالأديب يتأثر بمَا حوله من تغييرات وتطورات لها أثر بالغ في حياة أمته ، لكنَّه لايمكن أن ينساقَ وراء المُغريات التي تدور حوله ، فهو لايبالي ببهرجتها ؛ لأنَّ رسالته هدفها الوصول لأكبر قدر من السواد الأعظم الذين يأمل أن يتأثروا به في صنع الجمال والبهاء في أحلك المواقف..

*عبدالكريم الخياط 

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...