⏪رام الله: أصدرت، دارة الاستقلال للثقافة والنشر، اليوم الاربعاء، مجموعة "كتابة الصمت" (ديوان أنائيل يتبعه بروفايل للسيد هو) للشاعرة الفلسطينية نداء يونس، يرافقه لوحات للفنان الفلسطيني الراحل مصطفى الحلاج، أحد مؤسسي الحركة الفنية التشكيلية
الحديثة، فيما صمم لوحة الغلاف الفنان الفلسطيني محمد سباعنة
وأهدت الشاعرة، مجموعتها الجديدة "إليه، الذي أراه مرآة لا أحملها"، لافتة إلى أن "الصمت تمرين في الحب"، وإلى أن "أنائيل" تعني "أنا هو"، وهي كلمة مكونة من ضمير المتكلم بالعربية وضمير الغائب بالفرنسية، هي التي استخدمت في عديد نصوصها كلمات وظفتها بدقة من لغات أخرى.
عبر الشاعر المتوكل طه، عن رأيه في مجموعة "كتابة الصمت قائلًا": أراني أمام صوفيّة جديدة للجسد، تكوّنت مع تحوّل النرجس أشباحاً في دم الشاعرة، وفي لحظة يصير دمُها هو ذاته المنفى، ولعلها صوفيّة تتغيّا رموزاً غير معهودة، على عكس ما ذهب اليه الصوفيون القدماء. فالشاعرة أمام رجل شهيّ، كأنه ذئب في خزانتها والمفتاح ليس معها، وقد أغلق الحبُّ البابَ على أصابعها. بمعنى أنّ هذا المُراد الذي ينبغي أن يزِخّ بأمطاره الساخنة ليروي عطشَها، هو غير متاح، ما يفسّر حزنها الذي هو الكاتب في هاتين المجموعتين الشعريتين. ولهذا فإن الثيمة الرئيسة في هذه النصوص تكاد تكون الحرمان أو العطش، حتى أصبح فمها قدحاً جافاً، وأحلامها تعجُّ بالوحوش، وأنّ الظلال التي تجمّعت في بيتها، بلا دعوة، راحت ترقص وحدها، وأضحى الزمنُ ممحاة، وراحت تجلس عارية في حوض الغياب. .
وتابع طه، ستدرك الشاعرة، وفق طه، أنّ الحُبّ الطافح في كأسها انكسر قبل أن يمتلئ، فوجدت أن الحلم هو المكان الأكثر أمناً، مثلما الندم آخر الأشياء التي لا معنى لها.. أما النار التي تدبّ في مساماتها وتحتاج إلى ذلك الماء، فإنها نار صاخبة ضاجَّة، حيث أن الأغاني، على رأي الشاعرة، هي وحدها مَن يستطيع أن يكون أقلّ ضجيجاً. من هنا، تقول الشاعرة بأنها تعلّمت المحوَ وليس الكتابة، مثلما تمتم الصمتُ في رأسها، وأنّ داخلها يصلي إلى قِبْلة الصمت.
وأكد طه، على أن "نداء يونس، صاحبة القاموس الثري، تثبت من جديد أن نصّها واحد من التجارب التي تعطي شرعية لقصيدة النثر، رغم قدرة الشاعرة الفذّة والمفاجئة على اجتراح الايقاع، فقصيدة "نشيد" مثلاً، لافتًا إلى أن هذه الشاعرة ذهبت من سمائه وامتلاك ناصية القوافي، بروح حداثية لافتة، إلى فضاء الكتابة على منوال النصّ النثري.
*الكوفية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق