⏪⏬
قيدوني في الأسر ، غطو عيوني بالبرقع ، رشو الماء البارد على صدري ، ، للسيطرة على هيجاني وثورتي ، هم يشعرون بالثقة في ترويض شخصية حادة ، كانوا يقومون بترويضي ، كما يروّض الصقر ، يربطون احد اقدامه بحبل طويل ، ثم يطلقون له حمامة ، ، ولانّي اريد ان اكون سيدا ، حاولت ولمرات متعددة الافلات من الاسر ،خمسة اشهر على تجرر الاحتمالات ، وانسداد الافق بوجه وجودي الضئيل ، وجسدي المشدود الى البلاط ، كجثة سقطت من حبل مشنقة ، تمر الشمس خلف الجدران الصّلدة ، اشعر بها ، اتحسسها ، فتجتاحني رغبة في الانبثاق الى اعلى ، بقوة تخرق السّقف .ولن تمنعني تلك الجدران من التجوال في الشوارع التي احبها، تلك الأماكن التي مشيت بها يوما ، واظنّ إن من تركتهم خلفي سيحتفظون بمكاني على تلك الأرصفة، ، سيهبط السواد في أكثر نهارات عائلتي إشراقا ،وانا بعيد عنهم ، ولو جاز ان لايحدث كل هذا في خيالي ، وقتها قدأشعر بأنّي محاصر ومريض وربما سأصاب بوباء المسافة، ذلك الذي لا يستطيع أحد التّخلّص منه ، سوى بالتصوّر المختلف والجميل في ذاكرة الطرف الآخر من الحياة. ، ذلك أن “الإنسان لا يموت إلا حينما لا يتذكرهُ أحد”، في مرض المسافة أمنيات مُشدودة الى يد السجان ، وقرقعة المفاتيح وهويشرع بغلق أبواب السجن وفتحها ، يشاركني أبسط تفاصيل الحديث، زميل استقبلني بتودد عند دخولي فصرنا اصدقاء ، يستمع احدنا للآخر الى تفاصيل دقيقة واحيانا مملة وروتينية، إن مجرد سماع تلك التفاصيل يجعلها تبدو ملونة، تنمو فتمنح قدرة على البقاء فترة اطول ، يسمع تفاصيل صغيرة واحيانا سخيفة ، يصغي لها باهتمام دون مقاطعة ، هذه التفاصيل تعدم المسافة ، وتشجّع على البوح ، ذلك أنّي أكافح للحفاظ على كل عالمي من الماضي، ولا أشعر بإذلال في مقاومة واقع الأسر.
*اسماعيل آلرجب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق