اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

مقامات الاحتراق وسيمفونية العشق قراءة مشاهداتيّة في قصص سناء الشعلان

 حاتم عبد الهادي السيد
⏪ بقلم : حاتم عبد الهادي السيد

تمثل مجموعة:" مقامات الاحتراق" للمبدعة الأردنية / سناء الشعلان طور النضج في فن الكتابة القصصية. وعبر تفكيك دوال
العنوان نلمح صوفية متبدّاة، عبر المقامات التي تحيلنا إلى حضرة الروح والذات، والتفكّر في الكون والعالم والحياة، عبر فيوضات العشق/الاحتراق/العذاب/الوجع الشهي/الصراخ الذاتى/التأوّه، وطرح الأسئلة، وغير ذلك.
وعبر المقامات:"المتن والهامش"، تحيلنا إلى إحالات واصفة، وتوضيحات متتابعة، ثم تنتقل بنا إلى حياتنا، ذواتنا/مجتمعاتنا/العالم، وكأنها تخاطب الروح الإنسانية من خلال سردها الغنى، المكتنز، الشاهق، الابيجرامي، الاختزالي، التراكبي، وعبر الانزياحات تحيلنا إلى فضاءات وإشاريات لخلف ظاهر النص السردي، وكصوفيّة عاشقة، تعبر بنا حدائق الوجد إلى مقامات العشق، حيث الحبيب/العاشق الذي يعرف تفاصيل خبيئتها، وجغرافيا الجسد وتضاريسه الشائقة، إلاّ أنّه بعد أن يمضى ليلته معها نراه ينسلّ في هدوء، ليذهب بعد ذلك الى فراش زوجته ، متعطشاً لممارسة الحب أيضاً ، وكأنه مقرر حياتي، زير نساء كبير، تقول: "أمضى ليلة في حضن سمرائه الصغيرة، لا يذكر تماماً أين قابلها، لكنه يحفظ جيداً جغرافيا جسدها، شرب منها حتى الثمالة، وانسل من جانبها، ليسدر في فراش زوجته التي طال انتظارها له، التصق بها، وقال بحروف الارتواء الولهى:" أنا عطشان إليك" (المجموعة،ص:8).
د. سناء الشعلان
د. سناء الشعلان
إنّها تتحرق شوقا للقياه ، تحترق لذهابه في نفس الوقت عبر لغة الجسد الايروتيكية المموسقة تكمل مقاماتها الصغيرة، الابيجرامية التي تختزل مواقف مجتمعية كثيرة، وتعرض لنا صوراً مشاهداتية للتقارن، والتضام، والتقارن على حدّ تعبير "سوزان سونتاج"، وقراءاتهاالجديدة.
ومن مقام الشوق، إلى مقام الموت:(موت الأم)، الى مقام الغياب:(حيث الأب الذى يبحث عن ولده الوحيد الغائب، وعندما وجده في صورة أخرى لم تسره، وجدناه يعود من جديد ليبحث عن ابنه الذي وجده، ثم إلى مقام:التمنيّ، الزهد، الخيانة، التضحية، الحياء، الوفاء، ومقام الحرمان، الغيرة، الشرف، التجربة، الحقائق، الاجتهاد، الصفاء، الاخوّة، مقام الثورة، مقام التوحد. وعبر هذه الإشراقات والسّرد المكثف، الابيجرامي للأحداث المتغايرة، المتقاطعة ، تقدم لنا /سناء الشعلان، الساردة، مواقف مجتمعية وصوراً مشاهداتية لنتقارن، ونتضام معها، نتوحّد عبر المواقف الإنسانية الكبرى.
ثم نراها تنتقل بنا من صحراء الى سماوات، كصوفيّ عابدة، أو كفراشة في حديقة الجمال الإنساني: من المقامات الى الأسفار، وكأنها تطرح صوفية جديدة تخصّها، وحدها، عبر المشاهداتية ، والوصف السيميائي، دون أن تتدخل في مسيرة السرد المتنامى، وفى هذه الأسفار تبتكر/ الشعلان شكلانية جديدة لمسرد حكاياتها القصصية، فالمقامات كانت موزعة – من قبل – على تسع عشرة مشهداً تغايرياً، والأسفار مثل (سفر الجنون) موزع على عدة أقسام فرعية: الجسد المجنون، قلب مجنون، عنبر رقم (9)، لحظة عقل، ليلة ماطرة تقريبا، خطوة واحدة، مسابقة شعرية، فقدان توازن، الحالة المرضية رقم (100)، سفر الجنون، وهى عبر المقامات والأسفار:"رآها تذيّلهما بعبارات ضمنية، احالية.فالمقامات تنسبها الى "سمعان الأطرش"، الذي وصفته بأنه: "كان سيعطى .. لو سمع".
وفى قصتها:" هدية الإله" تؤكد هذه التجديدية الشكلانية، الإحالية، فتضيف إلى العنوان جملة :" قراءة في مخطوطة سفر العاشقين"، ثم تردف لنا في التذييل :( تحقيق فضيلة العلامة إنسان بن إسان بن إنسان أطال الله بقاءه) وكأنها تتخلى عن شخصية الراوى العليم لتحيلنا – عبر المفارقة الدالة-الى تهويمات وإحالات تخصّ "إنسان بن إنسان"، وكأنها تحكى قصة الإنسانية، إلاّ أنّها بلغة تمايزية، وبإشارية دالة وجدناها تقدم التغايرية عبر سرد راق مهذب، تقول عن المرأة أنها كائن عجيب، خلقها الإله في لحظة تجلى، وتظل تسرد لنا ماهية المرأة فتقول، كفيلسوفة عارفة بخبايا الذات، بخبيئة الأسرار: "إنّ الإله قد خلقها في لحظة تجلّ ورضا، وعلى أنه جعلها خلاصة إبداعه، وشبيه كل مخلوقاته، فأخذ من البحر هديره، ومن السماء كرمها، ومن الأرض حنانها، ومن الشجر حنينها، ومن الشمس وهجها، ومن الوحوش غضبتها.. ومن الزهور أريجها، ومن الماء عذوبته، ومزجها جميعا، ونفث فيها من روحه، فكانت المرأة.وأهداها للرجل الأول، الذي لا تذكر الأسطورة شيئا عنه سوى أنه كان كثير التذمّر، ولا يقدّر هدايا الإله، ويعيش وحدة خرافية."( المجموعة القصصية ،ص:60).
ومع إنصافها للمرأة، ووصف جوهر خلقها، نراها تقرّ بأنّ الإله أهداها للرجل منذ بدء التكوين، وتصف ذكوريته بأنه كثير التذمر، فهو كائن وحيد يعيش وحدة خرافية، إلى أن جاءته المرأة، فاكتمل نصف التفاحة الرائعة .
ومع هذه النظرة المحايثة للرجل، وذلك السرد الخطابي، نراها تؤكد تقريرية مقصودة، وربما كان هذا سمت بعض مسرودات القصص لديها، لكنها – فيما يبدو وأحسب- أنها تفعل ذلك بوعي، وقصديّة، أو لربما تريد تأكيد حقيقة ما، وهذا لعمري قد يخرج السرد عن مسيرته المتنامية، عبر هارمونية اللغة السلسلة المنهمرة من شلال فيزيقى، فيزيائي، غاية في السموق والروعة كذلك. ولكننا عبر - تيار الوعي –، يمكن أن نلمح إدهاشية قصديّة الحقيقة التقريرية التي تتغيّاها، فكانت المفارقة، والإزاحة في إبداء وجهة نظرها، نظر الراوي/ الساردة، عبر لغة شاعرة، وإلاّ لما عاد الرجل ليطلب من الإله أن يأخذ هديّته، بعد أن نغّصت عليه حياته، وكأنها تستعيد قصة الخلق الأولى، حيث : "آدم وحواء"، وخروجه من الجنة بسبب المرأة. لكنها هنا تسرد ذاتها المهراقة على بوابات العالم التخيليية التي أحالتنا اليها، عبر المثيولوجيا، فجاءت الرموز الرياضية ( مخطوطة ح / ب1)، ثم تلتها بأخرى تالية، التي ذيلتها بعبارة: "تستكمل هذه المخطوطة ما سقط من المخطوطة الأولى .( المجموعة القصصية،ص63).
إنّها تحيلنا إلى التشكيل البصري، القصص التفاعلية، المشهدّية التى تستدعى هوامش، وتذييلات وشروح، وانزياحات، وتضمين، وتناصّ يعبّر عن الذات المأزومة، عبر الشخوص، ليصبح الهامش متناً، ويصبح المتن هامشاً، وكأنها تصنع عالمها/عالمنا عبر كاميرا الذات لديها، وعبر موضوعة المرأة ، ومواضعات الرجل، وتموضعات السرد المكتنز، المحمّل بطاقات وحمولات دلالية، وجمالية، لابراز جماليات الأنثى عبر سرد يسير بدينامية/ ميكانيكية، وعبر هارموني ينتظم مسيرة الحكايات، وعبر البساطة / العقلانية/ التقريرية/ والموضوعات الحالمة أيضاً . كما تستخدم الكاتبة التقنيات الجديدة لشكلانية القصة القصيرة جداً، الى جانب الابيجراما التى تتتابع كمتوالية سردية مونقة، تالية شعرية إشراقية، وإن بدا السرد كلاسيكياً، الإّ أنه يحمل روح النصيّة، عبر بلاغة الواقعي، الحياتي، العقلاني، والنفسي كذلك.
انها / سناء الشعلان ، ابنة الأردن، التي حملت جغرافيا المكان والذات، وأحالتنا إلى التاريخ، عبر الزمان والمكان واللغة، إلى سرديتها الشاهقة، وعبر التفاصيل الصغيرة لسرد محايث، رقيق، حالم، ومهيب لمسيرة الأنثى، التى تصوّر الحياة ، تتعايش معها، تطبطب عليها، تصفها، تتدخل في تفاصيلها، تغايرها، تناظرها، تتسق معها، تندغم داخلها، وكأنها تقدم لنا تنويعات على إيقاعات السرد الإنسانى، كما نراها طوال الوقت شهق للحب، تتشهاه، تتغياه، تستنطق وجوده، تنشده عبر الكون والمجتمع، والعالم ، والحياة .

*حاتم عبد الهادي السيد
عضو اتحاد كتاب مصر
رئيس رابطة الأدباء العرب

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...