اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

خيانة زوجة ــ قصة قصيرة ...** فاديا عيسى قراجه

قيح كثيف يحيط بي .. أغرق في لزوجة آسنة ..
هذا الكريه الذي ينام قربي يقتلني بشخيره , يدفنني حية بجثته الضخمة , يغتال أحلامي بأصابعه الغليظة التي تحفر أنفاقاً من العفن في روحي ..أكرهه .. أكرهه .. أكرهه ..
في كل ليلة يأتي ملوثاً بفحيح عاهراته , يلتهم الطعام كما يلتهمني ..
سحقاً لتلك المومسات .. أمن أجل قبضة مال يسلمن أجسادهن لهذه الجيفة النتنة !!؟؟
كم أمقته , كم أمقت روحي وجسدي بحضرته ..
لو تخضع الكلمات كي أصف كرهي له .. لو راق لي الزمان كي أبصق في وجهه, وأصرخ معلنة رفضي له, لما ترددت لحظة واحدة , وكنت جمعته مع أبي في حفرة
واحدة وأضرمت بهما النار غير آسفة عليهما , لأن الأول قبض على جسدي والثاني قبض ثمنه ..
عندما يأتي الليل تسمل عيناي , ويتجلد جسدي وهو يستبيحه , وينخر ويشخر , ثم ينكب على بطنه ويتعالى شخيره الذي يتحدى خوفي وحيرتي ..
أنهض مكللة بقرفي .. يصرخ داخلي الجبان : اللعنة .. اللعنة .. اللعنة ..
تباً لك , تباً لأبي وزوجته .. تباً لي حتى مطلع الفجر ..
أهرع إلى الحمام , أقف تحت الماء الحار أفرك كل بقعة من جسدي , أتمنى أن أقطع نهديَّ , أتمنى لو يحل بهما سرطان يحرمه من تلك المتع التي تقززني , أفرك تلك المنطقة التي يحفرها بهمجية ديناصور , أفركها بكل قوة حتى تنزف قيئاً ودماً , أحترق بالنار , أتغرغر بموتي , أخرج ملتهبة الأحقاد , أسير كالمجنونة , أحاذي سريره , تقطعه عيناي آلاف المرات .. أبحث عن مخلّصي فلا أجد سوى خروق زوجي المترامية في كل مكان..
إلى أن جاء ذلك اليوم , وأشرقت شمس ذهبية أدخلت اللون الأخضر إلى بقعتي التي تصحرت ..اصطحبني إلى السوق كي يشتري لأولاده من زوجاته الأخريات ثياب العيد اختارني لأنه يثق في ذوقي, ولكوني شابة يفتخر بمخاصرتها أمام العيون الفارغة .
دخل إلى محل , بقيت لوحدي أستعرض الوجوه الكريهة التي تشبهه .. هل ما حصل كان خارج الزمان والمكان ,؟؟ .. لست أدري .. مر مثل نسمة عبير .. حدجني بعينين دافئتين مثل صباحات نيسان..كان شاباً في ربيع الحياة ,مبتسم الثغر قال كلمة لفحت روحي ومضى :
- كل هذه العيون لامرأة واحدة ؟
كنت قد نسيت شكل ولون عيوني , اتجهت إلى واجهة زجاجية , مسحت الغبار عنها أزحت شعري عن وجهي ...حاولت أن أخلّد تلك النظرة التي سكبت شلال الحياة في عروقي الجافة, لكن جثة ضخمة خيمت وراء المشهد الموعود فطمسته وأخفته , شدني من يدي وهو يبربر بعبارات لم أحاول أن أفهم شيئاً منها, ومضينا دون أن ألتقط تلك اللحظة .. دون أن أرى مالذي قالته عيناي لذلك الشاب الجميل ..
وصلنا إلى البيت .. هرعت إلى المرآة .. كنت أريد أن أراه .. ربما احتفظت نظراتي بشيء منه , ربما جلس في قاع رؤيتي , ربما تزودتُ بحفنة من حنان لم أتذوقها منذ دهور, ربما سكن في غرف أحاسيسي المقتولة شرعاً ,لكن جيفتي أبت عليّ ذلك , جذبني من شعري , وأدخلني إلى قبوه المعتم .
هرعت إلى الحمام , وقفت تحت الماء المغلي , فركت روحي , نزفت صديداً وقيحاً , تسرّب من جدران قلبي بقميصه الأخضر الذي يكشف عن غابة من الشعر , بقامته المديدة التي تلف العالم , بصدره العريض , بنظراته الساحرة , بذقنه غير الحليق , جفف شعري , لمني بربيع قميصه , خرجنا نتخاصر الليل البهيم , نامت رأسي فوق صدره ,غنى لي أغاني الأمهات, تساقط مطر حار فوق نغماته الحزينة , غسل شوارع عمري القصير, حدثني عن حارته الضيقة وعن طفولته التي تكاثرت ونمت مثل الوباء في كل الاتجاهات , بكى على أمه الكفيفة , تكلم العشق بلا كلمات,تذكرت أمي التي ماتت قهراً من ظلم أبي, تعالى شدوه يشق غلالة قهري, رفرف طائر الوجد , ثم ناح ... ثم صمتنا..
كان القمر ينحدر إلى مكان بعيد عنا .. كانت الشمس تُولد من خاصرة البرتقال .. تحول الكون إلى فستان أخضر يتماوج فوق بقع كابية , يترك فيها أطيافاً برّاقة من ربيع سيحلُّ فيها عما قريب, أفقت من غيبوبتي وأنا لا أزال تحت الماء الذي أحرق روحي وترك بقعه المتورمة هنا وهناك .. تسرب ذلك الشاب من نوافذ الحلم مثل الدخان وتركني أعيد كلماته, وأدندن أنغامه حتى غيَّبه المكان , وقتله الزمان, فعدت لظلمة الكهف مكللة بخيبة سوداء أنتظر شروقاً سيأتي كي يجفف رطوبة تنتشر كالسرطان .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...