بعد سبعة شهور خرجتُ مِنْ أحشاء أمّي،
سريعاً غادرت مهدي، حبوت ومشيت لأذهل مَن حولي،
حتى نُطقي كان مُفاجأة لمن كان يراني ..
لا أدري كيف باتت عقارب الساعة تُعاندني؟
كلّ ثانيّة تمرّ ببطء يحزّ أوتار قلبي، ليذبحني ويقتلني آلاف المرّات، حتى غدوتُ قيثارة ألحان، أنثرُ أريجاً دافئاً مِن لظى الأيّام ..
لله درّ هذه الحياة كيف برمجت مراحلي بالمقلوب لولا عوالم الحروف ما عرفتني حتى مرآتي، ما تسنّى لمخلوق أنْ يشعر بوجود ماء في جام زجاجي ..
مع الحروف تعلّمت عند الفجر كيف أُغيّر اتجاه البوصلة،
أغبّ جام الأوجاع دفعة واحدة، أمزّق بعض هموم وأغطي الحزن بابتسامة هادئة ..
تعلّمت بممحاة سحريّة كيف أمسح عقدة جبيني وماء أنفي وسواد الكحل مِن تحت عينيّ، لأنهض بهمّة وأستفزّ إلى سطوحي الباهتة ألواناً زاهيّة مِنْ أريج ضاحك يُلبس الصبح قناعة راضية بقضاء مكتوب قبل أنْ يولد فجر أبينا آدم
وأمّنا حواء ..
مع الحروف استعدت بعضاً منّي، فلا غرو أنْ أحرص عليها، أسهر على راحتها، أخدمها وأرعاها وأجتزّ الأشواك بيديّ، لتنبسط مروجاً ضاحكة وزهوراً ملوّنة، لتصبح غاية لحياة ومصدراً لسعادة ..
وحدها تُنعشني هذه الأيّام، أراني مُدمنة معاقرتها واقتراف هواها فأسكبها في بوتقة نفس أمّارة وتخطفها روح تُنقيها من شوائب دنيويّة مِن شذرات زائفة وهي تتوخى الحذر، تتابع رصفها قبل أنْ تزفّها إلى عشاق وقعوا في شِباكها وهاموا
في رُباها ..
تعودتُ أنْ أورّطها معي، أُجندّها طوال الليل، تسير ورائي مجبورة أول الدرب، تحنّ وتلين عند مصادفة كلمة غزل ثمّ تضحك وترتخي لتصبح بين يديّ عجينة سُكّر، تسحب في طريقها ما علق الروح مِن أوجاع، آخر المطاف يُدهشها عذوبة الجلاّب الساكن دواخلي، فتنتعش تدوخ وتثمل ..
لكنْ يلوحُ لي أنّني سأغادر قبلَ أن أُنهي صفحاتي ..
ينهبني الوقت وهُناك الكثير في المُخيلة الثائرة أريد أنْ
أتركه فوقَ الربوع، لو يُتاح لي أنْ أزرعَ رياضاً
أنثر فيها بعض ملامحي وبعض روحي ونفسي وأنفاسي، ليعلم العالم بوجود امرأة أصابها داء أعيا طب الأطباء،
حتى عرافة عابرة وقفت حين رأتني قائلة: - فيكِ شيء
يا بنت، سواد يخالطه بياض.
ضحكتُ قائلة: - هو الشيب إذاً، قادم ليأكل شعر رأسي.
تركتها ومشيت، لحقتْ خطواتي وهي تنادي بإلحاح:
- لا أريد مالك كلميني فقط.
هربتُ إلى ذاتي، تكورت واختفيت وسيف الوقت يطاردني، يحاول قطع أوصالي ..
كأنّني كنت نائمة مثل أهل الكهف ..
صحوت ولا أدري مِن أين أبدأ، شيء غريب سرقني منّي ..
تضيق أنفاسي حين أتذكر كيف مرّت سنيني غافلة، لتعويض ما فات أقول:
- ليكن في ختام حياتي بعض عبق حلو، أزيحُ النقاب عن بكارة بعض نبضات قد تنفع أحد ما في مكان ما ..
سريعاً غادرت مهدي، حبوت ومشيت لأذهل مَن حولي،
حتى نُطقي كان مُفاجأة لمن كان يراني ..
لا أدري كيف باتت عقارب الساعة تُعاندني؟
كلّ ثانيّة تمرّ ببطء يحزّ أوتار قلبي، ليذبحني ويقتلني آلاف المرّات، حتى غدوتُ قيثارة ألحان، أنثرُ أريجاً دافئاً مِن لظى الأيّام ..
لله درّ هذه الحياة كيف برمجت مراحلي بالمقلوب لولا عوالم الحروف ما عرفتني حتى مرآتي، ما تسنّى لمخلوق أنْ يشعر بوجود ماء في جام زجاجي ..
مع الحروف تعلّمت عند الفجر كيف أُغيّر اتجاه البوصلة،
أغبّ جام الأوجاع دفعة واحدة، أمزّق بعض هموم وأغطي الحزن بابتسامة هادئة ..
تعلّمت بممحاة سحريّة كيف أمسح عقدة جبيني وماء أنفي وسواد الكحل مِن تحت عينيّ، لأنهض بهمّة وأستفزّ إلى سطوحي الباهتة ألواناً زاهيّة مِنْ أريج ضاحك يُلبس الصبح قناعة راضية بقضاء مكتوب قبل أنْ يولد فجر أبينا آدم
وأمّنا حواء ..
مع الحروف استعدت بعضاً منّي، فلا غرو أنْ أحرص عليها، أسهر على راحتها، أخدمها وأرعاها وأجتزّ الأشواك بيديّ، لتنبسط مروجاً ضاحكة وزهوراً ملوّنة، لتصبح غاية لحياة ومصدراً لسعادة ..
وحدها تُنعشني هذه الأيّام، أراني مُدمنة معاقرتها واقتراف هواها فأسكبها في بوتقة نفس أمّارة وتخطفها روح تُنقيها من شوائب دنيويّة مِن شذرات زائفة وهي تتوخى الحذر، تتابع رصفها قبل أنْ تزفّها إلى عشاق وقعوا في شِباكها وهاموا
في رُباها ..
تعودتُ أنْ أورّطها معي، أُجندّها طوال الليل، تسير ورائي مجبورة أول الدرب، تحنّ وتلين عند مصادفة كلمة غزل ثمّ تضحك وترتخي لتصبح بين يديّ عجينة سُكّر، تسحب في طريقها ما علق الروح مِن أوجاع، آخر المطاف يُدهشها عذوبة الجلاّب الساكن دواخلي، فتنتعش تدوخ وتثمل ..
لكنْ يلوحُ لي أنّني سأغادر قبلَ أن أُنهي صفحاتي ..
ينهبني الوقت وهُناك الكثير في المُخيلة الثائرة أريد أنْ
أتركه فوقَ الربوع، لو يُتاح لي أنْ أزرعَ رياضاً
أنثر فيها بعض ملامحي وبعض روحي ونفسي وأنفاسي، ليعلم العالم بوجود امرأة أصابها داء أعيا طب الأطباء،
حتى عرافة عابرة وقفت حين رأتني قائلة: - فيكِ شيء
يا بنت، سواد يخالطه بياض.
ضحكتُ قائلة: - هو الشيب إذاً، قادم ليأكل شعر رأسي.
تركتها ومشيت، لحقتْ خطواتي وهي تنادي بإلحاح:
- لا أريد مالك كلميني فقط.
هربتُ إلى ذاتي، تكورت واختفيت وسيف الوقت يطاردني، يحاول قطع أوصالي ..
كأنّني كنت نائمة مثل أهل الكهف ..
صحوت ولا أدري مِن أين أبدأ، شيء غريب سرقني منّي ..
تضيق أنفاسي حين أتذكر كيف مرّت سنيني غافلة، لتعويض ما فات أقول:
- ليكن في ختام حياتي بعض عبق حلو، أزيحُ النقاب عن بكارة بعض نبضات قد تنفع أحد ما في مكان ما ..
* هدى محمد وجيه الجلاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة مجموعتي القصصية خارج المدار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق