1
جسدي أيها المتسول أوجعك الرحيل
في كل مكان ترتحل إليه تترك فيه خاطرة،
أسير إلى جانبي أساعدني على الدروب
ثم أقيم في ممرات نفسي أنحت تمثالا ثابتا
لخطوات تدهس مشط قدمي دون أن تعتذر
وتمثالا لفراشة في دائرة الطباشير
يتنازع عليها نورٌ للموت وعبثيةٌ للحياة.
أشعر أنني التقيت نفسي من قبل
وأنني مكثت في ضيافتها وقتاً طويلاً،
أعرف هذا المكان الرطب
يستحم بذاكرتي ويكسوني بقشعريرة الخوف
لا هو خريفٌ ولا شتاءٌ
فمن أين تأتيني رائحة الكستناء المشوية،
ومن أين يأتيني الصقيع؟
2
عجنتُ من كل الحضارات رغيفي
وخبزتُ بخميرة الأبجدية أغنيتي والقصيدة،
مرّ الزمان عاصفاً من ههنا وماتوقف للتحية،
قد كسرتَ بكعبكَ العالي ضلعي
وخلعتَ عن أنفاس الخريف ميلادي
وأسقطتَ الهوية،
سيدي!
في أي فراغٍ هندسي زرعتَ جذعَ شجرتي المقطوع
وإلى أي فضاءٍ نقلتَ رفاتَ معصرة الزيتون القديمة؟
سيدتي!
لاسجلّ لديكِ هنا.. ربما كنتِ صفيرَ قطار.
3
لاأخجل حين أقول لاأعرف عن نفسي الكثير..
عصفورةٌ تبني عشّها في داخلي وتنصرف،
أسدٌ يبني عرّيسه في داخلي وينصرف،
سنجابٌ يجمع جوزَ شتاءاته في داخلي وينصرف،
وداخلي لايتسع لنعامةٍ حمقاء
تدفن رأسها الخائف في داخلي وتنصرف.
أنحسر خلف الضباب كي أقرأ نفسي المثقلة بالرموز،
أنا الصدى لكلمة لم أنطق بها
في وادٍ سحيقٍ لم تطئه قدمي،
أنا جسدٌ لنداءٍ تحمله غيمةٌ
وتقطره قطرة قطرة كصنبور معطوب،
أنا ابنةُ عم مَجازٍ أحبه ولاأقترن به لأنه خيال،
وقصيدتي طفلةٌ ثرثارةٌ وأبواقُ صمتٍ مضجٍّ
وطائرةٌ تخترق جدار الصوت من دون طيار.
4
أيتها القصيدة الثملة حدّ الإبداع
اكسري الكأس التي تسكرين منها كي لاتتكرر!
أعنابُ الصيف تناديكِ
فاختصري الطريق إلى قاموس النبيذ:
عتّق يعتّق فهو معتَّقٌ وأنا معتّقةٌ
عمري على زجاجة النبيذ ألف عام قبل الميلاد
حرريني من إقامتي الجبرية في براميلي الخشبية
وانثريني نشوةَ سكرانٍ على شفاه السحاب.
أيتها القصيدة الوصفية
حدّ دبيب النملة فوق عروق السنديان
أيتها القصيدة السردية حدّ هذيان العقعق الثرثار
ما نبش أحدٌ أنايَ من داخلي المبعثرة الفوضوية
وقشّرها تفاحةً على طاولة المعاني مثلما فعلتِ.
5
ما لي زهرةٌ إلاكَ
تقاسمني شفاهَ الفجر على نبيذ القصيدة
المأهولة بعينيكَ البرّيتين كرائحة البرتقال في أول التشرين
حين تطلع من عتمة المساء
ليرشح من أرجوانها ضوءُ القمر
ويلتحف من عبيرها غموضُ الليل في عيون الشجر.
بَلّلني المطرْ..
بَلّلني المطرُ حتى فاضت أنوثتي عن رياح الحالمين،
أَوَيتّسع الفضاءُ للغروب الجميل على شلالات القصيدة
ولأنفاسكَ المعلّقات على أحواض الزنابق
وشبابيك الساهرين؟
د. سلمى حداد
من ديوان "أحبك ولكنني.."
6
ولسوف يوجعني التحليقُ في فضاء زنزانتي الانفرادية،
ليس إلايَ على شرفة ذاتي قلقاً
أصنع معه من لعاب السراب قهوتيَ الافتراضية
أحتسيها القرفصاءَ على بساط الأفق
قبل أن أهبط من عطشي هبوطاً اضطراريا.
أدرتُ خدي للظلِّ أودّع شمسي
وأنهضُ من سُرَّة الذاكرة ناسيةً منسيّة
صفّري العدّادَ أيتها الذاكرةُ المتخمةُ بالرحيل
ودعيني أدخّن على شرفتك انتظاراتيَ العبثية.
د. سلمى حداد
من ديوان"أوشوش نفسي وأهرهر قلقي"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. سلمى حداد
جسدي أيها المتسول أوجعك الرحيل
في كل مكان ترتحل إليه تترك فيه خاطرة،
أسير إلى جانبي أساعدني على الدروب
ثم أقيم في ممرات نفسي أنحت تمثالا ثابتا
لخطوات تدهس مشط قدمي دون أن تعتذر
وتمثالا لفراشة في دائرة الطباشير
يتنازع عليها نورٌ للموت وعبثيةٌ للحياة.
أشعر أنني التقيت نفسي من قبل
وأنني مكثت في ضيافتها وقتاً طويلاً،
أعرف هذا المكان الرطب
يستحم بذاكرتي ويكسوني بقشعريرة الخوف
لا هو خريفٌ ولا شتاءٌ
فمن أين تأتيني رائحة الكستناء المشوية،
ومن أين يأتيني الصقيع؟
2
عجنتُ من كل الحضارات رغيفي
وخبزتُ بخميرة الأبجدية أغنيتي والقصيدة،
مرّ الزمان عاصفاً من ههنا وماتوقف للتحية،
قد كسرتَ بكعبكَ العالي ضلعي
وخلعتَ عن أنفاس الخريف ميلادي
وأسقطتَ الهوية،
سيدي!
في أي فراغٍ هندسي زرعتَ جذعَ شجرتي المقطوع
وإلى أي فضاءٍ نقلتَ رفاتَ معصرة الزيتون القديمة؟
سيدتي!
لاسجلّ لديكِ هنا.. ربما كنتِ صفيرَ قطار.
3
لاأخجل حين أقول لاأعرف عن نفسي الكثير..
عصفورةٌ تبني عشّها في داخلي وتنصرف،
أسدٌ يبني عرّيسه في داخلي وينصرف،
سنجابٌ يجمع جوزَ شتاءاته في داخلي وينصرف،
وداخلي لايتسع لنعامةٍ حمقاء
تدفن رأسها الخائف في داخلي وتنصرف.
أنحسر خلف الضباب كي أقرأ نفسي المثقلة بالرموز،
أنا الصدى لكلمة لم أنطق بها
في وادٍ سحيقٍ لم تطئه قدمي،
أنا جسدٌ لنداءٍ تحمله غيمةٌ
وتقطره قطرة قطرة كصنبور معطوب،
أنا ابنةُ عم مَجازٍ أحبه ولاأقترن به لأنه خيال،
وقصيدتي طفلةٌ ثرثارةٌ وأبواقُ صمتٍ مضجٍّ
وطائرةٌ تخترق جدار الصوت من دون طيار.
4
أيتها القصيدة الثملة حدّ الإبداع
اكسري الكأس التي تسكرين منها كي لاتتكرر!
أعنابُ الصيف تناديكِ
فاختصري الطريق إلى قاموس النبيذ:
عتّق يعتّق فهو معتَّقٌ وأنا معتّقةٌ
عمري على زجاجة النبيذ ألف عام قبل الميلاد
حرريني من إقامتي الجبرية في براميلي الخشبية
وانثريني نشوةَ سكرانٍ على شفاه السحاب.
أيتها القصيدة الوصفية
حدّ دبيب النملة فوق عروق السنديان
أيتها القصيدة السردية حدّ هذيان العقعق الثرثار
ما نبش أحدٌ أنايَ من داخلي المبعثرة الفوضوية
وقشّرها تفاحةً على طاولة المعاني مثلما فعلتِ.
5
ما لي زهرةٌ إلاكَ
تقاسمني شفاهَ الفجر على نبيذ القصيدة
المأهولة بعينيكَ البرّيتين كرائحة البرتقال في أول التشرين
حين تطلع من عتمة المساء
ليرشح من أرجوانها ضوءُ القمر
ويلتحف من عبيرها غموضُ الليل في عيون الشجر.
بَلّلني المطرْ..
بَلّلني المطرُ حتى فاضت أنوثتي عن رياح الحالمين،
أَوَيتّسع الفضاءُ للغروب الجميل على شلالات القصيدة
ولأنفاسكَ المعلّقات على أحواض الزنابق
وشبابيك الساهرين؟
د. سلمى حداد
من ديوان "أحبك ولكنني.."
6
ولسوف يوجعني التحليقُ في فضاء زنزانتي الانفرادية،
ليس إلايَ على شرفة ذاتي قلقاً
أصنع معه من لعاب السراب قهوتيَ الافتراضية
أحتسيها القرفصاءَ على بساط الأفق
قبل أن أهبط من عطشي هبوطاً اضطراريا.
أدرتُ خدي للظلِّ أودّع شمسي
وأنهضُ من سُرَّة الذاكرة ناسيةً منسيّة
صفّري العدّادَ أيتها الذاكرةُ المتخمةُ بالرحيل
ودعيني أدخّن على شرفتك انتظاراتيَ العبثية.
د. سلمى حداد
من ديوان"أوشوش نفسي وأهرهر قلقي"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. سلمى حداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق