واخترت التخفي
كانوا للغرور
وكنت لنفسي
بهرتهم القشور
فأخطأوا الحساب
ومن فرط التعالي
أصيبوا بالقصور
فخسروا في الضلالة
حلاوة اللباب.
اختاروا الظهور
واخترت السرور
فجعلت الليل شراعي
واتشحت بنور حدسي
وفي روعة سكوني
لمعت في عيوني
إشراقة الحبور.
شمخوا في الأعالي
وكنت في الحضيض
وبقيت في الظلال
من علمي استزيد
فقويت عظامي
ودمائي في الوريد
ومن كبوتي نهضت
كي أخلق من جديد.
وهكذا انتصرت
على هوس الفناء
واستفاقت عيوني
في روعة السماء
وتلاشت من خيالي
هواجسي السوداء
وما راعني في زماني
مثل قبح الكبرياء.
كبرياء
يا أشد أنواع البلاء
يا وجها دون خشوع
دون دموع
دون حياء.
لم التعالي
لم ازدراء
نفوس الضعفاء
لم التعالي
وكلنا في الفناء
سواء.
لم التعالي
وكلنا خليط
طين وماء.
كبرياء
يا محطم الرجاء
تمشي الخيلاء
كطائر مشؤوم
ينعق في الخلاء
يطغى على بحر الصفاء.
لا تزدري المي
ولا صمتي الوديع
لا أطيق التعالي
ولا وهج الثناء
دعني في مكاني
بين البسطاء.
ندا ذبيان.
(من كتابي مع حفيف أوراق الخريف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق