الرسالة الثالثة
وتحدثني عن حبك للكتب ,وعن لوبانك المستميت وراء الحقيقة التي ترغب في أن تمتزج بها امتزاجاً حميمياً , يشبه امتزاج العاشق بالمعشوق
ألا فاعلم أنني لا أذيع سرّاً إن قلت :بأنني أراك كلّ ليلة تزيح ستارة نافذتك بعد أن يسكن ما حولك, وتخرج من جسدك في اتجاه النجوم ,وقد تأبطت كتاب ابن عربي "الفتوحات المكيّة " المجلد الذي يستهويك أكثر .
وعلى رقعة من سماء البدعة كانت أصابعك تقلّب أوراقه فتتساقط الشهب والمذنبات , وتشكل الحرائق في عفن المطامع , وتكلسات الرؤى, وما إن تغلقه على عبارة ( ما ثمّة إلّاجمال )
حتى تتهاطل عناقيد الروع وما إن تمسّ الأرض حتى تتشظّى , وتنشطر , و في حمّى فوضاها وضياعها تلوب في عماء وغياب باحثة عن أجزائها المفارقة لتتلاحم وتتوحّد من جديد
وماإن تعودإلى جسدك الملقى على حفنة الأشواك حتى يعتريك حنين ملحّ إلى تناول كتاب يربض بين ثقل جفنيك وسهد ذهنك , فإذا بك تقفز من بحيرة خدرك , وتوغل في متعة سفرك على قارب اللحظة الراهنة و وقد شقّت عباب المجهول والمثير في اكتناه واستشفاف دائم لايروى ولا يبل . وما إن
أغفو على صفحات رسالتك التي عانقت أوراقها أرقي ,
فبثّت سلامها في خلايا الجسد , حتى ينّوسني صوتك المنساب من عتبات الوجد قنديلاً سحرياً , يشع بأنوار السريرة في سماوات الانعتاق , حيث يرفل غسق الغروب بديجور الأحلام رويداً ....رويداً ..
وما إن تطالعني خمائل ذاكرتك باخضلال ربيع أدركناه ذات هيام , حتى يتشرب عمري الموقوف على نافذة انتظار , بألوان مزجناها معاً على رقعة البرهة الآفلة , لتشكل لوحة الغياب .
لا يمكن للغوطة التي شابت ذوائبها هولاً من جور زمن أخرق , يمعن في التعدبن , ويغرق في الإسفلت ,إلّا أن تكون شاهداً على فراقنا الأبيد
أجل ما زالت الغوطة تحتلني ,تلك الجنّة الوارفة الفينانة ,وقد كنا في فجر انعتاقنا نرسم ممالك ألق, ونرشّ النجوم مصابيح غبطة , كانت الغوطة في احتضانها الجمعي لتلك الأكواخ البائسة , تغزل بردة سعادتها الخاصة تلك السعادة التي أطلت من أغوار الذات متشحة بخيوط النور ,
وقد تنسم ذروة الجمال والاخضلال , فتجلى الزهر والطير في انسجام واتساق , تآلف معه العبير والنغم , ليشكل سمفونية السعادة الخالصة براءة وعفوية ...تمتح من جوهرها الكلّي أسباب وجودها ,لتتماهى في ترجيع آبد مع ذرات النور
.ما زالت الغوطة تسكنني , وما زلت أيها اليخضور النابت من أوراقها سرّ أسرار الحياة , وكيمياء الخلق والتحولات .
مازلت تمتطي صهوة اندلاعك في بيادر المطامح . والرغبة في تشكيل آخر للكون .
كنت تمعن في الركض وتبتعد , يلفّك غبار الشهرة الذهبي , بينما يزحف جيش إسمنتي على المساحات المخضلة بالندى , لذلك الفردوس الذي يتقلص جسده ويتقزّم ,بينما يتضور روحه سغباً
عرفنا دمشق في الريعان , وما زالت في ريعانها المتجدد على الدوام ¸تلك العروس المترجلة عن مهر المغامرة لتشيد أبراج ديمومة لحضارة ترقى باستمرار
دمشق كانت وتكون في الأيام الخوالي وفي الأيام الراهنة , الشاهد الأول على عذرية الكون المتجددة مهما افترعتها آلات الدمار وتداولها جشع التجار .
ستبقى دمشق أيها الممعن في التسرب
والغياب ملتقانا الأول , وموطن حضورنا والغياب
هل بلغت سنّ الرشد أيها الصبي الذي ما انفك يطارد بحصانه الخشبي ظلال خرافاته المستوحاة من عيون ولعه الوحشي بالمفارق والمغاير , واللا مألوف
يخيل إليّ أيها الفارس الصنديد أنّ ما تتخيله من تصحّرٍ ونضوب وشحّ , إنما تمور تحته بساتين سريّة , ترفل باليفاعة والاخضلال .
وليدة عنتابي
وتحدثني عن حبك للكتب ,وعن لوبانك المستميت وراء الحقيقة التي ترغب في أن تمتزج بها امتزاجاً حميمياً , يشبه امتزاج العاشق بالمعشوق
ألا فاعلم أنني لا أذيع سرّاً إن قلت :بأنني أراك كلّ ليلة تزيح ستارة نافذتك بعد أن يسكن ما حولك, وتخرج من جسدك في اتجاه النجوم ,وقد تأبطت كتاب ابن عربي "الفتوحات المكيّة " المجلد الذي يستهويك أكثر .
وعلى رقعة من سماء البدعة كانت أصابعك تقلّب أوراقه فتتساقط الشهب والمذنبات , وتشكل الحرائق في عفن المطامع , وتكلسات الرؤى, وما إن تغلقه على عبارة ( ما ثمّة إلّاجمال )
حتى تتهاطل عناقيد الروع وما إن تمسّ الأرض حتى تتشظّى , وتنشطر , و في حمّى فوضاها وضياعها تلوب في عماء وغياب باحثة عن أجزائها المفارقة لتتلاحم وتتوحّد من جديد
وماإن تعودإلى جسدك الملقى على حفنة الأشواك حتى يعتريك حنين ملحّ إلى تناول كتاب يربض بين ثقل جفنيك وسهد ذهنك , فإذا بك تقفز من بحيرة خدرك , وتوغل في متعة سفرك على قارب اللحظة الراهنة و وقد شقّت عباب المجهول والمثير في اكتناه واستشفاف دائم لايروى ولا يبل . وما إن
أغفو على صفحات رسالتك التي عانقت أوراقها أرقي ,
فبثّت سلامها في خلايا الجسد , حتى ينّوسني صوتك المنساب من عتبات الوجد قنديلاً سحرياً , يشع بأنوار السريرة في سماوات الانعتاق , حيث يرفل غسق الغروب بديجور الأحلام رويداً ....رويداً ..
وما إن تطالعني خمائل ذاكرتك باخضلال ربيع أدركناه ذات هيام , حتى يتشرب عمري الموقوف على نافذة انتظار , بألوان مزجناها معاً على رقعة البرهة الآفلة , لتشكل لوحة الغياب .
لا يمكن للغوطة التي شابت ذوائبها هولاً من جور زمن أخرق , يمعن في التعدبن , ويغرق في الإسفلت ,إلّا أن تكون شاهداً على فراقنا الأبيد
أجل ما زالت الغوطة تحتلني ,تلك الجنّة الوارفة الفينانة ,وقد كنا في فجر انعتاقنا نرسم ممالك ألق, ونرشّ النجوم مصابيح غبطة , كانت الغوطة في احتضانها الجمعي لتلك الأكواخ البائسة , تغزل بردة سعادتها الخاصة تلك السعادة التي أطلت من أغوار الذات متشحة بخيوط النور ,
وقد تنسم ذروة الجمال والاخضلال , فتجلى الزهر والطير في انسجام واتساق , تآلف معه العبير والنغم , ليشكل سمفونية السعادة الخالصة براءة وعفوية ...تمتح من جوهرها الكلّي أسباب وجودها ,لتتماهى في ترجيع آبد مع ذرات النور
.ما زالت الغوطة تسكنني , وما زلت أيها اليخضور النابت من أوراقها سرّ أسرار الحياة , وكيمياء الخلق والتحولات .
مازلت تمتطي صهوة اندلاعك في بيادر المطامح . والرغبة في تشكيل آخر للكون .
كنت تمعن في الركض وتبتعد , يلفّك غبار الشهرة الذهبي , بينما يزحف جيش إسمنتي على المساحات المخضلة بالندى , لذلك الفردوس الذي يتقلص جسده ويتقزّم ,بينما يتضور روحه سغباً
عرفنا دمشق في الريعان , وما زالت في ريعانها المتجدد على الدوام ¸تلك العروس المترجلة عن مهر المغامرة لتشيد أبراج ديمومة لحضارة ترقى باستمرار
دمشق كانت وتكون في الأيام الخوالي وفي الأيام الراهنة , الشاهد الأول على عذرية الكون المتجددة مهما افترعتها آلات الدمار وتداولها جشع التجار .
ستبقى دمشق أيها الممعن في التسرب
والغياب ملتقانا الأول , وموطن حضورنا والغياب
هل بلغت سنّ الرشد أيها الصبي الذي ما انفك يطارد بحصانه الخشبي ظلال خرافاته المستوحاة من عيون ولعه الوحشي بالمفارق والمغاير , واللا مألوف
يخيل إليّ أيها الفارس الصنديد أنّ ما تتخيله من تصحّرٍ ونضوب وشحّ , إنما تمور تحته بساتين سريّة , ترفل باليفاعة والاخضلال .
وليدة عنتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق