سرق أجنحتي ومنعني من الطيران
قال : أنت محروم
من العبث بالخيال ،
محرم عليك السير
عكس عقارب الساعة ،
أنت جرثومة ترفض تناول الدواء،
وهواؤك محقون بالبلاهة
وهذه الحدود لايعبرها
كهنة الحظائر المدرسية .
هذا العالم مجرم
التقط آخر جرعة أكسجين ،
من الهواء المخصص ،
للسلاحف المعجونة في الرتابة.
أعطاني آلة قديمة للموتى ؛
باعتبار أنني جثة كمعظم البشر
وتحكمني قوانين المتاحف
التي أحرقتها الأرواح البيضاء.
أنا من العالم الثالث ،
سئمت من رائحة البرك ،
التي تنفجر كنافورة ،
من أجساد الخراتيت ،
كذلك الغربان التي تنعق
داخل صحراء رؤوسنا العفنة.
ماالمانع في الجلوس
على طاولة واحدة
مع النسور الجارحة.
لن استسلم لطوابير
المنتفخين بالحضارة ؛
أحلامهم معبأة بالأمراض
الوراثية والفيروسية.
لماذا لاأرتشف قهوتي
في المقهى الواقع على مقربة
من السماء السابعة؟
وأقبل حبيبتي على كوكب
من اكتشافي ؟
ونسيح في كل القارات
على ظهر غيمة ،
ابتكرها أولادي في المعمل ؟
بالتأكيد لن أفعل ذلك
سأتركها تسقط في حناجر الموتى ؛
تلك الأرواح تحوم حول أنفاسي .
لن أترك عظامي تستسلم
لهذه الأصنام الأزلية.
سأقود مظاهرة ضد أبي
لأنه لم يدربني على الخروج؛
من طوابير الخرسان ؛
لم يعلمني كيف أصنع بركانا
لأجعل هذا العالم كلبا مطيعا ؛
يقلم أظافر الموتى ؛
ويزيل الصدأ من،
أرواحهم المتحفزة.
سأمكن حبيبتي من التزحلق
حول حواف قلبي،
وأشوي لها البحر كله ؛
حتى لاتشتكي الأسماك
من قلة المياه ،
وأحرر النجوم من السماء المستبدة
لتعود إلى وظيفتها الأولى ؛
تحكي لك الحواديت الناعمة ؛
حتى لاتقومين مفزوعة ،
من الكوابيس التي
كانت تلازمك ،
كلما تخلدين للنوم.
شعر / كمال أبو النور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق