رأيت كما يرى النائم في حلمه. رجلا عجوزا يتكيء على عكازه في ركن قصي من دار الأيتام.وبيده كتاب مهترىء قديم. تهشمت بعض أوراقه الصفراء من قسوة الزمن في القر والحر. ظننت بادىء ذي بدء أنه متسول خجل أن يقف في منتصف الشارع مستعطفا المارة أن يساعدوه على بلواه. وأن ذلك الكتاب معروض موقع من أحد المسؤولين. يبرر
له التسول والتجوال والسؤال. لكنني دهشت عندما حدثني بلغة المؤرخ الفهيم. وبصوت جهوري عظيم قائلا : كفاكم نواحا على الماضي. تارة تعظمونه إلى درجة القداسة. وتارة تحطون من قدره. وتسفون إلى درجة التحطيم. إذا كانت صفحاته تبجل اهواءكم تعتبرون حروفه مكتوبة بماء الذهب. وإذا كانت بعض صفحاته لاتنسجم وأهواءكم تتهمونه بالخيانة العظمى. أليس عندكم رأي وسطي.فيه من الحكمة والرصانة وأحكام القيمة الموضوعية ما يفيد الأجيال القادمة الجديدة؟ . كفاكم جلدا للذات. واجترارا للتاريخ والأمجاد. حاولوا أن تكتبوا تاريخكم بأقلام صادقة .لا تعرف الشقاق والنفاق. والانحياز إلا للحقيقة. كل شعوب الأرض تحترم المضيء من تاريخها إلا أنتم .دفنتم المضيء والمعتم في مقابر احقادكم. ولما حاولت أن أمد يدي لألمس الكتاب. أبعده .وضمه إلى صدره كما تضم الأم رضيعها. قائلا. لن يمسه إلا الصادقون في كتابة التاريخ. والذين مداد حروفهم من أحبار قلوبهم. هذا ماتبقى لكم. وسادت برهة من الصمت والهذيان. وغاب وراء حجاب خارج الزمان والمكان.قلت : من انت؟ قال:أنا المواطن رقم 14.
له التسول والتجوال والسؤال. لكنني دهشت عندما حدثني بلغة المؤرخ الفهيم. وبصوت جهوري عظيم قائلا : كفاكم نواحا على الماضي. تارة تعظمونه إلى درجة القداسة. وتارة تحطون من قدره. وتسفون إلى درجة التحطيم. إذا كانت صفحاته تبجل اهواءكم تعتبرون حروفه مكتوبة بماء الذهب. وإذا كانت بعض صفحاته لاتنسجم وأهواءكم تتهمونه بالخيانة العظمى. أليس عندكم رأي وسطي.فيه من الحكمة والرصانة وأحكام القيمة الموضوعية ما يفيد الأجيال القادمة الجديدة؟ . كفاكم جلدا للذات. واجترارا للتاريخ والأمجاد. حاولوا أن تكتبوا تاريخكم بأقلام صادقة .لا تعرف الشقاق والنفاق. والانحياز إلا للحقيقة. كل شعوب الأرض تحترم المضيء من تاريخها إلا أنتم .دفنتم المضيء والمعتم في مقابر احقادكم. ولما حاولت أن أمد يدي لألمس الكتاب. أبعده .وضمه إلى صدره كما تضم الأم رضيعها. قائلا. لن يمسه إلا الصادقون في كتابة التاريخ. والذين مداد حروفهم من أحبار قلوبهم. هذا ماتبقى لكم. وسادت برهة من الصمت والهذيان. وغاب وراء حجاب خارج الزمان والمكان.قلت : من انت؟ قال:أنا المواطن رقم 14.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق