إنّ الكتابة عن الكتابة أمر مجازفاتي لا يخلو من مصاعب ومطبّات وقد يكون تجنّ على المقروء أو قتل للإبداع، إنْ أخطأ النّاقد فهم النّصّ واحتكر لنفسه القدرة على ذلك. إنّ الكتابة مغامرة مجهولة الخواتيم، لذلك أراني خائفا وجِلاً وأنا أقرأ نصّ أشباح موتى للسّيّدة زهرة مراد لما يحتمله من ممكنات التّأويل. هو في الحقيقة نصوص داخل نصّ. نصّ جمْع متوحّد في خصائصه. بعيدا عن الخصائص الشّكليّة للكتابة الأدبيّة، يشدّك في هذا النّص، أوّل ما يشدّك، تصنيفه الأجناسي، إذ هو نصّ بلا هويّة ومن هنا تنقدح شرارة الرّغبة الملحّة في فكّ ملاغزه.
هو نصّ مشْكِل بامتياز. نصّ فيه إبداع الأدب بلذائذه وحيرة الفلسفة المشْقِية وخطر الغيبيّات المحظور، بل هو نصّ يتساوق فيه العقلي والعاطفي وتتواشج في مناحيه سبل ضيّقة لا يسبلها إلاّ من كان يحسن الخطو حتّى يتخطّى مزالق الفهم.
إنه فعل مباشر وبالغ الوضوح: أن تقرأ وتتراكم قراءتك وأن تتولّه بمقروء وتستنبطه وأن تنقله على بطاقة لكن الأمر أيضا بالغ الغموض وجواني سحري تناديه الكتابة في لحظة من لحظاتها فتنبش الذّاكرة والأعماق ويشرَع الفكر اللاّغز والمراوغة والمراودة في الاشتباك والانصهار، يشرع الخلق. واللّغة في النّصّ مهرجان لانتشار المجازات والكنايات والمفارقات في مرج من الكلمات الّتي تنزع عنها أسمال ما حمله إيّاها اليومي المبتذل لتحتفي بما ألبس من ظلال جديدة أجمعتها زهرة مراد من هذه الضياءات التي رأتها ولم نرها من تلك الأصوات النابعة من صمتها، هي تستلذّ أن تحس أنّ لغتها منشأة تبتهج مثل جنينة لخيوط الشّمس تراقص بلّورات الطّلّ. هذا ما اعتدناه منها ولكنّها انزاحت عنه في نصّنا الجديد. فنص أشباح موتى ثورة على مألوف نسق الكاتبة حيث اتّحد في مضمونه الواقعي بالغيبي والأسطوري. هو انتهاك لأفق المحدود وقواعد الثّبات رغم قصره. إنّنا إزاء حيرة فكريّة حقيقيّة يتجسّد فيها مفهوم الصّراع بين ما نعرف وما لا نعرف، ذلك الصّراع القديم المتجدّد بين الإنسان والإله أي بين الحياة والموت، بين علميّة العقل وأفق الأسطوري. إنّك لمدعوّ إلى قراءة النّصّ الذي يضمن لك من المتع أكثرها ومن الطّرافة أجلّها ومن اللّذة منتهاها. فالنّصّ حيّز ملئ كلاما بكلام، ظاهره مشهد بسيط التّركيب بين المعاني سلس العبارة ليّن التّرابط، وباطنه رؤى معقّدة وأنساق متداخلة وصور مركّبة من ملاغز الكنايات والاستعارات إِنْ هي إلاَ دعوة إلى التّفكّر بعمق فيما مُكِن وتمكّنت الكاتبة من بسطه إلى قارئ جادّ ينبش في فجاج الأفكار، أمّا الدّلالة فالمقاصد فيها جمّة لا تحدّها حدود ولا تستنفدها قدرة، تستعصي على المستعجل قراءة، بل قد يحيد به النّصّ إلى منجرف مغاور لا عاصم منه. فالنّصّ يتنازعه معنيان متقابلان ظاهري سطحي ومعمق خفي. إنّها مغامرة الكتابة بالكتابة.
هو نصّ مشْكِل بامتياز. نصّ فيه إبداع الأدب بلذائذه وحيرة الفلسفة المشْقِية وخطر الغيبيّات المحظور، بل هو نصّ يتساوق فيه العقلي والعاطفي وتتواشج في مناحيه سبل ضيّقة لا يسبلها إلاّ من كان يحسن الخطو حتّى يتخطّى مزالق الفهم.
إنه فعل مباشر وبالغ الوضوح: أن تقرأ وتتراكم قراءتك وأن تتولّه بمقروء وتستنبطه وأن تنقله على بطاقة لكن الأمر أيضا بالغ الغموض وجواني سحري تناديه الكتابة في لحظة من لحظاتها فتنبش الذّاكرة والأعماق ويشرَع الفكر اللاّغز والمراوغة والمراودة في الاشتباك والانصهار، يشرع الخلق. واللّغة في النّصّ مهرجان لانتشار المجازات والكنايات والمفارقات في مرج من الكلمات الّتي تنزع عنها أسمال ما حمله إيّاها اليومي المبتذل لتحتفي بما ألبس من ظلال جديدة أجمعتها زهرة مراد من هذه الضياءات التي رأتها ولم نرها من تلك الأصوات النابعة من صمتها، هي تستلذّ أن تحس أنّ لغتها منشأة تبتهج مثل جنينة لخيوط الشّمس تراقص بلّورات الطّلّ. هذا ما اعتدناه منها ولكنّها انزاحت عنه في نصّنا الجديد. فنص أشباح موتى ثورة على مألوف نسق الكاتبة حيث اتّحد في مضمونه الواقعي بالغيبي والأسطوري. هو انتهاك لأفق المحدود وقواعد الثّبات رغم قصره. إنّنا إزاء حيرة فكريّة حقيقيّة يتجسّد فيها مفهوم الصّراع بين ما نعرف وما لا نعرف، ذلك الصّراع القديم المتجدّد بين الإنسان والإله أي بين الحياة والموت، بين علميّة العقل وأفق الأسطوري. إنّك لمدعوّ إلى قراءة النّصّ الذي يضمن لك من المتع أكثرها ومن الطّرافة أجلّها ومن اللّذة منتهاها. فالنّصّ حيّز ملئ كلاما بكلام، ظاهره مشهد بسيط التّركيب بين المعاني سلس العبارة ليّن التّرابط، وباطنه رؤى معقّدة وأنساق متداخلة وصور مركّبة من ملاغز الكنايات والاستعارات إِنْ هي إلاَ دعوة إلى التّفكّر بعمق فيما مُكِن وتمكّنت الكاتبة من بسطه إلى قارئ جادّ ينبش في فجاج الأفكار، أمّا الدّلالة فالمقاصد فيها جمّة لا تحدّها حدود ولا تستنفدها قدرة، تستعصي على المستعجل قراءة، بل قد يحيد به النّصّ إلى منجرف مغاور لا عاصم منه. فالنّصّ يتنازعه معنيان متقابلان ظاهري سطحي ومعمق خفي. إنّها مغامرة الكتابة بالكتابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق