كان احد المسؤولين في رحلة سرية للصالح العام ولمصلحة الشعب وعند عودته طلب الاجتماع بكل مَن يهمه الوطن واستقراره..فكان اجتماعا مغلقاً لفته السرية التامة ..كنتُ الكرسي الذي يجلس عليه رئيس الدولة ..كانوا جميعا يتهامسون بقلق ..لم أفهم مايدور ..حضر اخيرا الرئيس وجلس علي فأصبحت الانظار كلها إلي.أغلقت الابواب وحَلَّ الصمت لدقائق ..ثم فجأة صرخ الرئيس قائلا : ماذا هناك ؟ جعلتموني اقطع سفرتي وأعود مسرعا ..لأنظر اليكم فقط ؟ ليتكلم احدكم بشيء!
حينها قال المسؤول الاول عن الاجتماع ..سيدي ستحل مصيبة كبيرة على رؤوسنا جميعا عن قريب .
سأل الرئيس :ماهي وكيف ؟ كنتُ ارى طالعي عند احد المنجمين وقال هناك أمر بعودة كل الشهداء الى الحياة عن قريب ..وانت تعلم سيدي مامعناه . انهم سيأخذون برؤوسنا جميعا .
قال الرئيس :هل قال المُنَجِم انهم سيأخذون برؤوسنا جميعا ام برأسك وحدك ؟ فانت المسؤول الاول عن عمليات القتل بكافة أنواعها ؟
اجاب الخائف الاول : ولكن سيدي كلنا مشتركون بالعمل نحن متفقون على العمل الجماعي ..ولابقاء لاحدنا دون الاخرين.
قال الرئيس : (وقد احسستُ بثقله وكأن وزنه قد زاد الى الضعف)
على كل حال نحتاط للامر ..عليك التحضير لخطة قوية , اعداد قوائم بهم حسب مناطق سكناهم من المؤكد انهم سيتصلون بالمقربين لهم ,ثم اختيار عناصر امنية موالية ومخلصة لنا ,(هنا قاطعه احد الخائفين ) سيدي اني لا أضمن الكثير منهم .
قال الرئيس : عليكم بالاموال ..هي الدواء لكل داء ..وكيف تم قتلهم اليس بالمال ؟
أجاب خائف آخر: لكن الاموال في الخزينة لاتكفي اجابه الرئيس :لااريد اي عمليات جديدة لجمع المال , عليكم بجيوبكم الى اشعار آخر. ثم أكمل : لنفض الجلسة الان اني جائع , لنعود بعد تنفيذكم ماطلبت وسنجد الحل ..قبل نزول امر ااحيائهم .
....
اتصلت باخي الكرسي الاخر الذي في مكتب الرئيس ..وأعلمته بما رأيت وسمعت’ وطلبت ان يُبلغني بكل مايصله ..وان يتصل بالاخوة الاخرين ..لنجمع المعلومات ونتفق ..كنتُ متلهفا للامر ..آه الصناعة الحديثة تستحق الاحترام فعلا ..فالتواصل مهم بين الاخوة ان كانوا بشرا أو كراسي ..او أي شيء آخر.
...................................................
الموقع ..مكتب الرئيس *
الرئيس يجلس على الكرسي .
يدخل الخائف الاول, وقدبدت عليه الفوضى وعيناه كطيرين قررا الاقلاع متنافرين .
قال: سيدي أظن ان المُنَّجِمْ أذاع الخبر , لقد هرب الكثير من اتباعنا من الدوائر , والناس في الشوارع يسارعون الى التسوق بكثرة ..وكإن الحرب ستقوم .
قال الرئيس :وماذا عن اقارب الشهداءكيف يتصرفون ؟
اجاب الخائف : لاأعلم لم يردني أي خبر .
صرخ الرئيس : كيف لم يردك أي خبر ..اين العيون عليهم ؟ (سأل الرئيس وقد بان عليه الوجوم)
اجابه الخائف: سأذهب بنفسي و أرى.
لاحقته كلمات الرئيس :انت المسؤول عن أي شيء قد يحدث لي !
"اتصل اخي الكرسي واعلمني بالاخبار الجديدة وقمت على الفور بالاتصال بابناء عمومتي في كل مكان :
عليكم بالاستنفار الاقصى سنتحرر من كل الجالسين علينا ..لن نتحمل اوزانهم بعد الان تأهبوا سيعود الشهداء ..وسنستفاد من الفرصة "
وانتشرت الاخبار في كل مكان عبر الكراسي من اقاربنا الى الجيران حتى الى كراسي المدارس الابتدائية ..وعمت الفوضى في كل مكان والكل الى البيوت مسرعين ..بدت الشوارع فارغة .
اما الخائف الاول فقد كان متنكرا بين الناس يسأل ماذا هناك ؟
أجابته امرأة والدموع في عينيها : يقولون ان أولادنا سيرجعون ..ليقتلوا القتلة ويُطهرون الارض من المجرمين ..اسأل الله ان أرى ولدي وهو يقتل المجرم ..(المسؤول الاول) .
هنا ارتعد الخائف وقال في نفسه (انها تقصدني ) هرب من المكان ..وهو يقول لنفسه انه يوم تحقيق الدعوات للمظلومين.
جاءت القوات الى كل مكان وانتشر الحرس معلنا حالة الطوارئ القصوى ..فلا داعي للتعتيم لقد أُشيع الخبر..والكل يترقب.
كان الغيض في الوجوه ..غيض غريب ..لم تألفه الوجوه ..امتلأت الشوارع بالرجال المسلحين كان الهدوء رهيب الى حد انني اسمع نبض الواقفين بقربي من الحرس ..كانت قلوبا تبكي بدل النبض .."هكذا وصلني الخبر من كرسي كنت اعرفه عندما كنت خشبة في طريق الاستيراد"
فكرت بوصفه ومامعناه ..هل الحرس يبكون خوفاً ام شيئا اخر لا اعرفه؟
وفي لحظة صمت ..صاح صوت من السماء ..عودوا يامَن ملكتم الارض بدمائكم واستردوا ايامكم ..اجمعوا أيتامكم ..قبلوا ايدي امهاتكم وآبائكم ..وإقتلعو ا اشجار الخبث .. وارحموا عمتكم النخلة فقد كان لها نصيبا من الشهادة معكم ..ارحموا الانهار فلقد اختنقت بدماؤكم.
ووصلني الخبر .
نزلت وفود الشهداء ..طيور خضراء تحلق اسراباً طائعة لأمر الله ..راحت تدور حول بيوتها تغمغم باسماء اهاليها ..أن أخرجوا الينا نراكم وترونا ..نُقبلكم كما أعطانا الله الرحمة .
خرجت الحشود من الثكالى والايتام والارامل يركضون الى الشوارع والطيور الخضراء تحوم حولهم تُقبلهم والبكاء يعلو باسم الله .
اتصلت بالكرسي صاحبي أسأله : ماذا هناك ؟ لااسمع صوت قتال !أجبني؟
فجاءني صوت صاحبي متلعثماً..قائلا:
يا صاحبي ..ليتك ترى ماأرى ! لكل الحرس اصحاب وأقارب من الشهداء الطيور ..يحلقون حولهم صارخين يبدو ان المسؤولين فقط هم الخاسرون ..فقد تحول السلاح عليهم الان .
قلت :تكلم وبعد؟اين انت ياصديقي ؟ انقطع الخط !مامعنى هذا؟!
انني اسمع الان اصوات الرجال ... اظنه القتال ..انه يقترب ..احاول الاتصال بجميع الكراسي ولا جواب ..يبدو ان الامور تسير الى الخلاص ..فلا أثر للرئيس ..ولا أي احد من المسؤولين ..لقد تقطعت الاتصالات واسترجعت هويتي الخشبية انني الان كرسي بدون قدرة ..لأسكت وأنتظر ..وأرجو أن لايطول انتظاري .
تفتحت الابواب دخل الحراس من كل مكان ..سمعت الاطلاقات في كل مكان ..ودخلوا عندي ..ينظرون الي ..الحمد لله انني خال ولا أحد يجلس عليَّ..ولكن ما هذا ؟ لقد وجهوا اليَّ السلاح ..لاتُطلقوا اني مظلوم مثلكم ..ولكنني كرسي لا أحديسمعني حتى ابناء جنسي .
وأطلقوا وابلاً من الرصاص ..و أردوني كرسيا رئاسياً قتيلا.
سأبقى أتكلم لا بأس لكن بدون صلاحيات .لقد استتب الامن ..وتم قتل من تم العثور عليهم من المطلوبين .
جاءت جماعة من الرجال حملوني باستخفاف وأخذوني ليرموني في الخارج عبرة لمن اعتبر ..و كأن المشكلة في كرسي *
نظرتُ الى السماء رأيتها تمتلأ بالطيور الخضراء تحوم فرحة وتطير صاعدة للاعلى وأنشقت السماء عن بوابة ذهبية ليدخلوها سالمين .تنفستُ الصعداء ..على كل حال انني حرٌّ الان .. شكراً ايها الشهداء.
ولاحت النسمات الطيبة ..ورأيت النساء يجمعن الاطفال ..ويدخلون البيوت ..وكانت الارض رطبة وكأن السماء تمطر ..تحققتُ ،لا ليس هناك مطر ..انها دموع الثكالى ..كيف يمكن ان تُقنع أُما بالصبر ؟
انتهت
ابتهال خلف الخياط
العراق
حينها قال المسؤول الاول عن الاجتماع ..سيدي ستحل مصيبة كبيرة على رؤوسنا جميعا عن قريب .
سأل الرئيس :ماهي وكيف ؟ كنتُ ارى طالعي عند احد المنجمين وقال هناك أمر بعودة كل الشهداء الى الحياة عن قريب ..وانت تعلم سيدي مامعناه . انهم سيأخذون برؤوسنا جميعا .
قال الرئيس :هل قال المُنَجِم انهم سيأخذون برؤوسنا جميعا ام برأسك وحدك ؟ فانت المسؤول الاول عن عمليات القتل بكافة أنواعها ؟
اجاب الخائف الاول : ولكن سيدي كلنا مشتركون بالعمل نحن متفقون على العمل الجماعي ..ولابقاء لاحدنا دون الاخرين.
قال الرئيس : (وقد احسستُ بثقله وكأن وزنه قد زاد الى الضعف)
على كل حال نحتاط للامر ..عليك التحضير لخطة قوية , اعداد قوائم بهم حسب مناطق سكناهم من المؤكد انهم سيتصلون بالمقربين لهم ,ثم اختيار عناصر امنية موالية ومخلصة لنا ,(هنا قاطعه احد الخائفين ) سيدي اني لا أضمن الكثير منهم .
قال الرئيس : عليكم بالاموال ..هي الدواء لكل داء ..وكيف تم قتلهم اليس بالمال ؟
أجاب خائف آخر: لكن الاموال في الخزينة لاتكفي اجابه الرئيس :لااريد اي عمليات جديدة لجمع المال , عليكم بجيوبكم الى اشعار آخر. ثم أكمل : لنفض الجلسة الان اني جائع , لنعود بعد تنفيذكم ماطلبت وسنجد الحل ..قبل نزول امر ااحيائهم .
....
اتصلت باخي الكرسي الاخر الذي في مكتب الرئيس ..وأعلمته بما رأيت وسمعت’ وطلبت ان يُبلغني بكل مايصله ..وان يتصل بالاخوة الاخرين ..لنجمع المعلومات ونتفق ..كنتُ متلهفا للامر ..آه الصناعة الحديثة تستحق الاحترام فعلا ..فالتواصل مهم بين الاخوة ان كانوا بشرا أو كراسي ..او أي شيء آخر.
...................................................
الموقع ..مكتب الرئيس *
الرئيس يجلس على الكرسي .
يدخل الخائف الاول, وقدبدت عليه الفوضى وعيناه كطيرين قررا الاقلاع متنافرين .
قال: سيدي أظن ان المُنَّجِمْ أذاع الخبر , لقد هرب الكثير من اتباعنا من الدوائر , والناس في الشوارع يسارعون الى التسوق بكثرة ..وكإن الحرب ستقوم .
قال الرئيس :وماذا عن اقارب الشهداءكيف يتصرفون ؟
اجاب الخائف : لاأعلم لم يردني أي خبر .
صرخ الرئيس : كيف لم يردك أي خبر ..اين العيون عليهم ؟ (سأل الرئيس وقد بان عليه الوجوم)
اجابه الخائف: سأذهب بنفسي و أرى.
لاحقته كلمات الرئيس :انت المسؤول عن أي شيء قد يحدث لي !
"اتصل اخي الكرسي واعلمني بالاخبار الجديدة وقمت على الفور بالاتصال بابناء عمومتي في كل مكان :
عليكم بالاستنفار الاقصى سنتحرر من كل الجالسين علينا ..لن نتحمل اوزانهم بعد الان تأهبوا سيعود الشهداء ..وسنستفاد من الفرصة "
وانتشرت الاخبار في كل مكان عبر الكراسي من اقاربنا الى الجيران حتى الى كراسي المدارس الابتدائية ..وعمت الفوضى في كل مكان والكل الى البيوت مسرعين ..بدت الشوارع فارغة .
اما الخائف الاول فقد كان متنكرا بين الناس يسأل ماذا هناك ؟
أجابته امرأة والدموع في عينيها : يقولون ان أولادنا سيرجعون ..ليقتلوا القتلة ويُطهرون الارض من المجرمين ..اسأل الله ان أرى ولدي وهو يقتل المجرم ..(المسؤول الاول) .
هنا ارتعد الخائف وقال في نفسه (انها تقصدني ) هرب من المكان ..وهو يقول لنفسه انه يوم تحقيق الدعوات للمظلومين.
جاءت القوات الى كل مكان وانتشر الحرس معلنا حالة الطوارئ القصوى ..فلا داعي للتعتيم لقد أُشيع الخبر..والكل يترقب.
كان الغيض في الوجوه ..غيض غريب ..لم تألفه الوجوه ..امتلأت الشوارع بالرجال المسلحين كان الهدوء رهيب الى حد انني اسمع نبض الواقفين بقربي من الحرس ..كانت قلوبا تبكي بدل النبض .."هكذا وصلني الخبر من كرسي كنت اعرفه عندما كنت خشبة في طريق الاستيراد"
فكرت بوصفه ومامعناه ..هل الحرس يبكون خوفاً ام شيئا اخر لا اعرفه؟
وفي لحظة صمت ..صاح صوت من السماء ..عودوا يامَن ملكتم الارض بدمائكم واستردوا ايامكم ..اجمعوا أيتامكم ..قبلوا ايدي امهاتكم وآبائكم ..وإقتلعو ا اشجار الخبث .. وارحموا عمتكم النخلة فقد كان لها نصيبا من الشهادة معكم ..ارحموا الانهار فلقد اختنقت بدماؤكم.
ووصلني الخبر .
نزلت وفود الشهداء ..طيور خضراء تحلق اسراباً طائعة لأمر الله ..راحت تدور حول بيوتها تغمغم باسماء اهاليها ..أن أخرجوا الينا نراكم وترونا ..نُقبلكم كما أعطانا الله الرحمة .
خرجت الحشود من الثكالى والايتام والارامل يركضون الى الشوارع والطيور الخضراء تحوم حولهم تُقبلهم والبكاء يعلو باسم الله .
اتصلت بالكرسي صاحبي أسأله : ماذا هناك ؟ لااسمع صوت قتال !أجبني؟
فجاءني صوت صاحبي متلعثماً..قائلا:
يا صاحبي ..ليتك ترى ماأرى ! لكل الحرس اصحاب وأقارب من الشهداء الطيور ..يحلقون حولهم صارخين يبدو ان المسؤولين فقط هم الخاسرون ..فقد تحول السلاح عليهم الان .
قلت :تكلم وبعد؟اين انت ياصديقي ؟ انقطع الخط !مامعنى هذا؟!
انني اسمع الان اصوات الرجال ... اظنه القتال ..انه يقترب ..احاول الاتصال بجميع الكراسي ولا جواب ..يبدو ان الامور تسير الى الخلاص ..فلا أثر للرئيس ..ولا أي احد من المسؤولين ..لقد تقطعت الاتصالات واسترجعت هويتي الخشبية انني الان كرسي بدون قدرة ..لأسكت وأنتظر ..وأرجو أن لايطول انتظاري .
تفتحت الابواب دخل الحراس من كل مكان ..سمعت الاطلاقات في كل مكان ..ودخلوا عندي ..ينظرون الي ..الحمد لله انني خال ولا أحد يجلس عليَّ..ولكن ما هذا ؟ لقد وجهوا اليَّ السلاح ..لاتُطلقوا اني مظلوم مثلكم ..ولكنني كرسي لا أحديسمعني حتى ابناء جنسي .
وأطلقوا وابلاً من الرصاص ..و أردوني كرسيا رئاسياً قتيلا.
سأبقى أتكلم لا بأس لكن بدون صلاحيات .لقد استتب الامن ..وتم قتل من تم العثور عليهم من المطلوبين .
جاءت جماعة من الرجال حملوني باستخفاف وأخذوني ليرموني في الخارج عبرة لمن اعتبر ..و كأن المشكلة في كرسي *
نظرتُ الى السماء رأيتها تمتلأ بالطيور الخضراء تحوم فرحة وتطير صاعدة للاعلى وأنشقت السماء عن بوابة ذهبية ليدخلوها سالمين .تنفستُ الصعداء ..على كل حال انني حرٌّ الان .. شكراً ايها الشهداء.
ولاحت النسمات الطيبة ..ورأيت النساء يجمعن الاطفال ..ويدخلون البيوت ..وكانت الارض رطبة وكأن السماء تمطر ..تحققتُ ،لا ليس هناك مطر ..انها دموع الثكالى ..كيف يمكن ان تُقنع أُما بالصبر ؟
انتهت
ابتهال خلف الخياط
العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق