مجلة دروب أدبية || أدبية ثقافية إبداعية: جدال ـ قصة قصيرة

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

جدال ـ قصة قصيرة | ابتهال الخياط

دقت الساعة السابعة صباحا ..لأقفز من فراشي خائفة ،شعرت ان صوتها عاليا ولاأذكر انني ضبطتها ! يوم بدايته رجفة ،صداع في رأسي يُعمي بصري، اخذت بعض الماء البارد لاغسل وجهي لعلي أكون بحال افضل.نظرت في المرآة فكان وجهي غريبا بعض الشيء اندفعت اصابعي بحركة لاشعورية لأتحسسه فاصطدمتْ بالزجاج. يوم بدايته رجفة وغفلة وجنون..يبدو ان فعل المهدئ كان
عكسيا معي..فقد شعرت بسخونة في المرآة. جلست على فراشي لأرتشف فنجانا للقهوة فشعرت بوجود احد ما بجانبي ،ألتفتُ انظرفكانت أنا تنظر الي باستغراب! قلت: من انتِ؟...ابتسمتْ ولم تُجب! شعرتُ بالخوف..هل انا اهذي؟ ام ربما فقدت عقلي؟ وان يكن فكل العالم يفقد رشده .والناس في كل مكان مجانين بالاجرام يعقدون الصفقات حتى في بيوت الله من مساجد وكنائس وحتى في الفاتيكان ..تتصافح ايادي بيضاء مع سمراء وبكل الازياء فالانسان واحد بلا ملابس.. وتصويتهم جميعا ضد الكرامة..والتحقق من قتل اكبر عدد من الضعفاءوالفقراء في البلاد المتخلفة لان الكرة الارضية لاتكفي للكل ..وهي غابة لاتصلح الا للاقوى.والتخفيض السكاني واجب بوسائل إلهية او بشرية ..زلازل هناك وحرب هنا وفيضان هناك ومجاعة هنا..لهم مصائب الله هناك وعندنا مصائبهم هنا ..هههه الحمد لله . امي العزيزة كانت امرأة صالحة وخطاياها قليلة ولكنها قُتلت. قُتلت بالقهر والألم . (قلت بغضب وخوف و بصوت عالي):اي صفقة جئت بها لي ؟هل نتناقش بمسألة الكرامة وشنق الحريات الجيدة وحسن الخلق ومحبة الخير ،كلها صفات لاتأكل مع الصفقات..فحكم الارض بقواعد الساسة هو كومة حقارة واجرام..ها..ماذا ترين؟مارايك ؟ هل جندوك ضدي ؟ اعلمي ياانتِ ..اني اكلتُ بعض الخطايا ..واحاول ان اتخلص منها ..والله يفهم التوبة وهو وحده يغفر مالايُغتفر..بيده الامور.. وساحصل على حقل وكوخ وفرح وحب عنده ..اكلتُ الخطيئة لكنني نظرت الى الهُوة ..فعدتُ ادراجي ولم استرسل فيها..فماذا تريدين؟ وامسكتُ بيدها قائلة : في الحقل الاخضر عند الرب سأَصلُح ولا اتقدم في العمر . سحبت يدها وقامت من قربي . قلتُ :هل سترحلين؟ اجابت بصوت لايشبه صوتي: سمعتكِ وسأرحل . قلت: بل اريد ان اسمعك..ساصمت ..او حتى اختبأ تحت السرير. قالت :بل ابقي لاراك حين اتكلم. فوقفت امامي ثم اخذت تتحرك في الغرفة وسألتني : هل جربت يوما العيش في الظلام؟ قلت:لا..انني اكره الظلمة. قالت: اعلمي اني حُرة وعمري مئات السنين ..احيا بلا موت ومللت اللعبة واريد ان انتهي ..سنتبادل ..سامنحك حريتي..وآخذ قيودك في الحياة المنتهية. قلت :لستُ مثلك..وعمري تجاوز نصف قرن بقليل. قالت: تظنين اني اشبهك فقط لان الطيور على أشكالها تقع..بل أنت مثلي مختلفة وستنفعين في الخلود. استرسلت بالحديث فقالت : هل تحبين زهرة النرجس ؟ اعلم انك تحبينها ..لاني احبها ..فهي موطن الجمال والرقة...انتِ وريثتي ولك مزرعتي منها ..جمال لايوصف..ها..مارأيك؟ قلت: اقبل بمزرعة النرجس ..ولكن لن اقبل بالعيش مئات السنين ..الترحال صعب مع النفوس والسنين والمرايا والريح والمؤامرات وغيرها مستجد وكثير ارجوكِ..اني اريد خبزا وملحا وحقلا اخضر وكوخا هناك مع الحب والفرح ..بلا خطايا....لن أقبل وعرضك مسموم ومكروه و مرفوض لن احتمله. قالت متهكمة: بل ستقبلين وربما ستحكمين العالم و نلتقي في النهاية انا في جوف الارض وانتِ عليها وربما اكره حالي ونعود لنتبادل . قلت:عاد الالم الى رأسي ولا استطيع ان ارى شيئا ..اتركيني وارحلي. قالت : لا احب الخسارة في التعاملات .كل صفقاتي ناجحة سترثين الجمال وزهور النرجس ..ولن تدخلي ظلمة القبر ولن تعرفي الموت. قلت:شكرا لخدماتك الجليلة ..لكني لن اشتريها فكل ماعندي كلمات يعجز الاخرين عن التلفظ بها ..لن تنفعك بشيء ان تأخذي مكاني.(يارباه هل انا اهذي ..ماكل هذا الالم ..وهذه الدماء تخرج من فمي ..ان مايحصل هذيان و اكاذيب) قالت: لا ..ليست اكاذيب اني اسحب منك كل الغموض الذي يشرح الحياة عندكِ،فضائح..ندم ..خوف ..نعم كلها داخلك ..لان الله فقط من يغفر..يغفر مالا يُغتفر قبل خروج الانفاس ..أحسدك جدا مااجملك وسط الخوف ،حقيقة الجمال في الخوف انه دائما مع الامنيات .صَدَقتِ ياذاتي الزائلة روعة الجمال في هذه المشاعر ومع الخوف تتحقق الامنيات ولا يغفر الخطايا الا الله وان كانت لا تُغتفر..هههه انها حقيقة الجمال الكوني. قلت: نعم ويعرفني الله بها ،أبكي واضحك واحيا بالخبز وبالملح وسيكون عندي حقل اخضر وكوخ وفرح وحب..لا صفقات ولا طعنات ..ولا خطايا ., من اين جئتِ ؟ قالت :من المرآة . قلت: فاخرجي من النافذة ..لان مرآتي ارى فيها شكلي فقط ..اما حقيقتي ففي قلبي وعقلي..ارحلي. قالت: سآتي في زمن آخر..واعاود عرضي. قلت: ستجدين عند نافذتي حقلا من زهر النرجس وحولي بلابل تغرد ..وسامسك بك حين شروق الشمس ..ونموت معا لن انكرك حين الموت ، فقط الله يغفر مالايُغتفر. ....

ابتهال الخياط

اللوحة للاستاذ الفنان العراقي فاضل عباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الصفحة الأولى

عن الحياة الاجتماعية
حتّى يَستمتع الإنسان بحياته، و يستوفي غاياته، ويحقّق أحلامه، وطموحاته، فقد كان لزاماً عليه أن يتبع أسلوباً معيناً في الحياة، وأن يهتم بالعديد من الجوانب، وإلا فإنه معرّض لأن يحيا حياةً بائسة بلا فائدة، يُقلّد فيها من حوله ويكون نسخةً مطابقةً عنه، فالحياة من أهم سبل العيش التي شرعها الله سبحانه وتعالى لنا، فمن الواجب علينا الاستمتاع بها في الأعمال الايجابية.

إن الحياة الاجتماعيّة من أهم جوانِب حياة أي إنسان، حيث لا يمكن تجاهلها ولا تجاوزها، فالله عز وجل عندما خلَق عامة الناس جعلهم متفاوِتين في قٌدِراتهم، المتمثلة في العقليّة والبدنيّة، والثقافية، ممّا يجعلهم في حاجةِ لبعضهم البعض بشكل مستمر، حيث يرتبط الفرد بغيره من الناس بعلاقاتٍ أسريه ومجتمعية مليئة بالحبّ والتعاوُن والتفاهُم، سواءً كانت علاقاتٍ أسرية أو علاقاتِ عملٍ أو صداقةٍ أو أي نوعٍ من العلاقات الاجتماعيّة الأخرى، التي تفرِض على الفرد الاختلاط مع الآخرين، وتقديم الخدَمات المختلفة لبعضهم البعض، ويجب على الفرد الاتصاف بمحاسِن الأخلاق والتعامُل بها فيما بينهم مثل الصِّدق والأمانة والإخلاص وتقديم يد المساعدَة والابتعاد عن الغيبة والنميمة وأذيّة الآخرين.

تتمة النص..