اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

امرأة في حصار قيصر ...*أحمد اسماعيل

⏪1
الصباح الأشقر يتدفق بخيوطه من بين خصائل شعرها، وهي تمضي إلى عملها، لاشيء يلاحقها سوى البريق، يرمي بثوبه على جسدها، ليكتنز لاسمه شيئا من حسنها، الحافلات تحرض سائقيها للضغط على الزمور، عسى و لعل يحالفها الحظ في صعودها إلى
أحد المقاعد المتلهفة لاحتضان جلستها، والعصافير تحوم حولها تارة تقف على بلور كتفها، وتارة تحس أنها ملكت الدنيا حين تفتح كفها و تغتنم فرصة الوقوف على انحناءات أصابعها التي يغرد الألم بين شقوقها الخاوية من بذور الأمس التي كانت تمد جسورا للغناء بين لورا و العصافير.
تمضي لورا و الريح تخطف دموعها قبل أن تسيل على وجنتيها، ثم تركض مغمضة عينيها عن نفسها، كل شيء بات بإيقاع فاتر....
فقانون قيصر كان مصيبة على راتبها الذي ضربت الحيرة كل منافذه، ففي ظل انهيار العملة أمام الدولار، قررت اللحمة إجراء حمية قاسية عن الأطعمة التي ترهق معدة الأيام في سباقها المارتوني لبلوغ آخر الشهر.
تقف للحظات تخرج منديلها المعطر بدفء زوجها سعيد المقعد نتيجة انهيار سقف المنزل أثناء قصف داعش لقريته...
تشم المنديل ليمنحها الكثير من الجلد، تصعد إلى بناء عملها،
تدخل مكتبها، لتزيد الجدران عليها لحظات الإطباق،
تنجز أعمالها و تفكيرها معلق بسعيد،
في طريق العودة يثير انتباهها جارها البقال و هو يضيف لمسات جمال على وجه الخضراوات و الفواكه...
تستجمع كل ما في حقيبتها لتشتري ما خف حمله على الهم،
ثم تمضي إلى البيت المستأجر و موال من الفرح يملأ المسافة المتبقية إلى احتضان سعيد بعينيها، و مع طقة المفتاح يندفع سعيد نحوها بكرسيه المتحرك و على الفور تغلق الباب و تضع الأشياء على يدها اليسار، و يمينها يحلق ليقرص خده قبل أن يقترب فمها من أذنه ويقول: اشتقت لك.....
وتطبع قبلة على عينيه حتى لا تدمع كالعادة،
يجر سعيد الكرسي المتحرك ليواكب خطوات مشيها،
و يسألها كيف كان نهارك؟
لورا: أنا اتلذذ بالتعب حتى لا أجعله يتمكن من جسدي، لا عليك.... ابتسم...
تقبله و هي خائفة أن لا يعجبه ما ستقدمه على الغداء،
ثم تداعب أرنبة أنفه بألحان بنانها.
تدخل المطبخ و تغسل ما هيأه لها القدر،
أوراق البقدونس و النعناع تفرد نضرتها و تبعث مع رائحتها رسائل الإنشراح، و حبات البندورة و الليمون تغريانها بالتشمير عن كتفيها، و البصل يقسم أنه لن يبكيها، و البرغل الناعم شد الهمة ليغطس في الماء قدر المستطاع حتى يثبت لها أنه أفضل من نقع، و زيت الزيتون كما دائما جعل من هدوئه جاذبية، أما قارورة دبس الرمان هزت خصرها موحية بأنها ستتكفل بالمشروع.
هنا لم تستطع لورا الاستمرار بسكونها، بدأت تفرم... تقطع... تعصر... تسكب....
ثم خلطت المزيج بكل نفس ينبض فيها، إنها التبولة التي يذوب في حبها سعيد أصبحت جاهزة.
وضعت الأطباق على المائدة، أحضرت سعيد و هي تغني....
وقبل أن تطعمه اللقمة الأولى، وضع سعيد الكثير من الملح على خاصرته ليسكت الألم المتصاعد من مكان الكلية التي باعها صباحا، أمسك يدها و قبل كفيها ثم طلب أن تحني رقبتها المصقولة كالمرمر و زينها بقلادة قائلا: ميلاد سعيد...كل عام و أنت بخير...
وضع يده على فمها حتى ترحمه من الإجابة على الأسئلة و مد الملعقة باتجاه فمها، و مع ارتباك مشاعرها أكلت اللقمة و هي لا تشبع من التأمل في بحر وجهه .... يتبع
-
*أحمد اسماعيل
سورية

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...